يوشك أن يتداعى عليها الكارهون كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.. هذا حال ثورة 25 يناير التى أنصفتنا قيادة وشعبا. فكلما اقتربنا من ذكرى الثورة تتزايد حملات الهجوم عليها من ناحية، والتخويف من الاحتفاء بها من جهة ثانية. بل وصل حد العداء أن يعلو الصوت ضدها داخل مجلس النواب المنتخب بشرعية ثورتى 25 يناير و30 يونيو، إلا أن هؤلاء.. وغيرهم.. لم يجدوا غضاضة فى مخالفة الدستور والجهر قولا وفعلا بالعداء للثورة.
نسى هؤلاء أن الدستور انتصر لثورتى يناير ويونيه فى وثيقته الأساسية ، مثلما اعتز بحدود وعروبة مصر وانتماءها الإفريقي.. بل وضع الدستور الثورتين محل إجلال وتقدير مثلما وضع احترام المسيح عيسى ورسول الله محمد عليهما السلام فى وثيقته الأساسية. فاعتراف الدستور بفضل ثورتى الشعب فى وثيقته الأساسية يعد إسباغا للحماية عليهما من أى معتدٍ.. مثلما قدر واعتز بثورة 23 يوليو 1952.
التخوفات ليست من مجرد تزايد الهجوم على الثورة من بعض الكارهين الذين يكيلون لها الاتهامات. . ويرفضونها جملة وتفصيلا مدعين أنها نكسة. . أو يقولون 25 خساير. . وإن كان هذا الأمر معبرا عن قلة لكنه يثير خوف حقيقى على الثورة.
الخوف أن المتربصين بالثورة يبدأون بالهجوم.. ويسعون للتشويه.. ويتعاونون مع آخرين لتوثيقها فى كتب ومؤلفات تزور التاريخ. وهو ما يتطلب حماية فعلية مثلما فعلنا فى الدستور الذى حمى 3 ثورات فى تاريخنا الحديث. فقد أقررنا دستورنا الذى يحترم الثورات جميعا لأنها جزء من نضالنا الوطنى وإرداة شعب أراد الحياة بعيش وعدالة وكرامة إنسانية.
حماية الثورة قولا أمر لا يكفى.. فالتلاسن والشتائم ما اسهلها فى ظل شبكات تواصل اجتماعى مفتوحة للجميع.. وصفحات جرائد وبرامج أفردت ساعات لتشويه الثورة.. بالتالى يصبح مجرد الرد الإعلامى على مهاجمى 25 يناير أمر لا يكفى.. كذلك المقاضاة.. حتى وإن ظهر لدينا قانون يجرم الإساءة للثورتين.
حقيقى أن التربص بثورة 25 يناير سيستمر ولن يتوقف، لكن نعول كثيرا على كل المحبين والمدافعين عن الثورتين. . قيادة وشعبا. وأكرر قيادة وشعبا.. لأن الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما يؤكد فضل هاتين الثورتين.. ويكرر دوما اعتزازه بهما، فالقيادة استمدت شرعيتها من هاتين الثورتين.. وكذلك الشعب الذى استمد كرامته منهما.
الاستباق بخطوات للأمام تخلد الثورة رغم عناد وتربص الكارهين هو السبيل للدفاع.. لكى نرسخ فى أذهان أجيال متتالية ان ثورتين عظيمتان قام بهما الشعب العظيم من أجل الكرامة والحياة. . نحتاج مشروعا يضع أساسا تأريخيا توثيقيا للثورتين على حد سواء. . فمن شاء أن يؤمن بجميع ثوراتنا فليؤمن . . ومن أراد غير ذلك فليس منا.
يجب أن نتحرك فى اتجاه بناء التاريخ فى عقول ووجدان الأجيال القادمة ليكون حائط صد أمام موجات العداء للثورة.. من خلال متحف يوثق للثورات المصرية ابتداء من ثورة المصريين ضد الحملة الفرنسية مرورا بثورات 1919 و1952، وحتى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
فكرة المتحف تم طرحها من قبل. . لكنها ظلت فكرة ولم تجد تحركات عملية.. كعادة كل شىء ينتظر قوة دفع القيادة السياسية. لكن دفاع الرئيس المتكرر عن قناعة وحب للثورات المصرية قد يكون بارقة أمل ليرى هذا المشروع النور قريبا.
لكن وحتى نرى متحفا لثورات المصريين يغرس فيهم قيم الوطنية وقوة الإرادة والعزيمة، نأمل أن تشهد مصر فى ذكرى الثورة التى تحل خلال أيام حالة احتفالية تجمع الكل.. نحتاج الاجتماع على حالة حب ثورية تتضافر فى تنظيمها جهود الأحزاب السياسية والجيش الذى حمى إرادة الشعب. . وشرطة مصر الجديدة التى لن ننسى نضالها فى 25 يناير ضد الاحتلال الإنجليزى أو تضحيات أبنائها لحماية الجبهة الداخلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة