استئصال اللوزين تنهى حياة رب الأسرة
تقول "عبير فؤاد" 25 سنة، أرملة "سامى أحمد محمد أبو الفتوح" 37 سنة، سائق بمرفق الإسعاف، المقيم بقرية هرية مركز الزقازيق بالشرقية، إن حالته الصحية كانت جيدة جدا، ودائما يتم توقيع الكشف الطبى عليه بالإسعاف لضمان سلامته وقدرته على التعامل مع الأزمات، إلا إنه اشتكى فجأة من احتقان بالزور، فتوجه للطبيب، فأكد أنه يعانى من التهاب باللوزتين ونصحه بإجراء عملية استئصال، فقرر زوجى إجراءها خشية أن تؤثر عليه فى المستقبل ويضار فى عمله، وقرر إجراءها فى مستشفى خاص يدعى "ص. س" بالزقازيق، وقام بإجراء التحليلات المطلوبة من رسم قلب وخلافه، وجميعها كانت سليمة، ولكن عقب دخوله غرفة العمليات بأقل من نصف ساعة، وجدنا حالة هرج ومرج والتمريض يهرول، لإحضار جهاز صدمات الكهربائية المنعش للقلب، وبسؤالنا عن السبب، ادعوا أن الطبيب تعرض للإغماء.
ودخلنا غرفة العمليات وجدناه مازال بملابسه غارقا فى دمائه وفاقدا للوعى، وقال الطبيب: "دا من أثر البينج وهيفوق دلوقتى بعد ما ينتقل العناية"، وظل بها 8 أيام.
الموت الإكلينيكى
وتكمل "ماجدة أحمد" شقيقة المجنى عليه باكية، "حرام عليهم ظلم اللى عملوه فيه، دا قطعوا هدومه بالكاتر ومش لبسوه قميص العمليات، لاقيته نايم على ترابيزة غارق فى الدم كأنهم كانوا بيسلخوا مواشى مش عملية بنى آدم"، مضيفه، أنه ظل فى العناية على أمل الإفاقة، وبعد أيام فهم زملاؤه المسعفون أنه فى غيوبية، ولما بدأنا نثور جاء لنا مدير المستشفى، وقال: "خدوه من هنا دا عايز جلسات غسيل كلوى"، رغم أن سامى لم يشتك عمره من أى مرض، واكتشفنا أن البنج سبب له الفشل الكلوى والكبدى.
ويضيف كل من صبحى أحمد "شقيق المتوفى"، ومحمد فؤاد "شقيق زوجة المجنى عليه": "لما طلبنا عمل أشعة مقطعية للتأكد من سلامة مخه، وجهتنا المستشفى لمركز طبى خاص للدكتور "خالد. ع"، فتوجهنا به لهناك، وأكدت الأشعة أن المخ سليم، ونظرا لشكنا توجهنا لمركز آخر قبل الرجوع للمستشفى، وقمنا بإجراء أشعة أخرى أظهرت أن لديه نزيف فى المخ، وقمنا بنقله من المستشفى إلى المستشفى الجامعى على أمل علاجه وإفاقته إلا أنه بعد 3 أيام توفى.
والدة المجنى عليه "عايزه حق ابنى"
وتكمل انشراح محمد عبدالوهاب والدة المتوفى، قائلة "حسبى الله ونعم الوكيل، أنا عايزه حق ابنى، عمود البيت، دا اللى متكفل بيا ونجلى شقيقته المتوفاة وبنتيه، أمنية 4 سنين وريماس سنة، نفسى المخطئ يتحاسب عشان يراعوا الله فى أرواح البشر، موت ابنى دمر عيلة بحالها".
الصحة تقرر غلق غرفة العمليات 10 أيام
تقدم الدكتور شريف مكين، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بمذكرة للعرض على المحافظ اللواء خالد سعيد، لاستصدار قرار بإغلاق غرفة العمليات بالمستشفى الخاص لمدة 10 أيام بسبب الإهمال الطبى الذى تسبب فى وفاة المريض.
وقال "وكيل الوزارة"، إنه تلقى شكوى من أسرة المجنى عليه سامى أحمد، سائق بمرفق الإسعاف، بتعرضه للإهمال خلال عملية استئصال اللوزتين، وتسبب ذلك فى دخوله فى غيبوبة ووفاته بعدها بأيام، وأنه كلف لجنة من العلاج الحر برئاسة الدكتور حسام قمحاوى بالتوجه لمستشفى "ص. س"، والتحقيق فى الواقعة، ورصد تعطل جهاز الصدمات الكهربائية داخل غرفة العمليات، وأنه جار استكمال التحقيقات فى النيابة العامة.
أخبار متعلقة
- إحالة سائق ميكروباص للمحاكمة بتهمة دهس فتاتين بسبب سرعته الجنونية بالسلام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة