تتعرض دول القارة الإفريقية إلى عمليات إرهابية ممنهجة خلال الستة أشهر الأخيرة، وتتزايد بشكل مخيف للغاية، وتسببت تلك العليمات فى سقوط العديد من الضحابا المدنيين والأجانب، وهو ما يدفع بمستقبل القارة السمراء إلى مستنقع الإرهاب والتطرف الأعمى.
وفى أول عملية احتجاز تتم فى القارة الأفريقية خلال العام الجارى أقدم متطرفون على احتجاز رهائن عقب مهاجمة فندق وكازينو فى مدينة واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو، وقال مسؤول كبير فى قوات الأمن البوركينية إن أشخاصاً يشتبه بأنهم متطرفون احتجزوا عدداً غير معروف من الرهائن بعد مهاجمة فندق وكازينو فى مدينة واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو فى ساعة متأخرة من مساء الجمعة.
وقال المسؤول "العملية مستمرة فى هذا الوقت، وتجرى محاولات لمعرفة عدد المهاجمين لتنسيق العلميات بشكل أفضل، مؤكداً أن عملية احتجاز الرهائن قد تستغرق عدة ساعات.
فيما تحصن مسلحون فى فندق "سبلانديد" بواغادوغو وفق ما أكد شهود لمراسل وكالة فرانس برس من محيط الفندق، فى حين أكدت السفارة الفرنسية أن الأمر يتعلق بـ"هجوم إرهابى".
وتمركزت شاحنتان خفيفتان لقوات حفظ النظام فى بوركينافاسو غير بعيد من الفندق ووقع تبادل متقطع لإطلاق النار بين المسلحين وقوات الامن، بحسب مراسل فرانس برس، ولم تعرف على الفور حصيلة هذا الهجوم الذى بدأ مساء أمس الجمعة، وقال شهود ومراسل الوكالة انه شوهد ثلاثة رجال معممين أثناء الهجوم الذى استهدف أيضاً مقهى "كابوتشينو" فى الشارع الذى يقع فيه الفندق.
وتعرضت بوركينافاسو التى تشهد عاصمتها هجوما "ارهابيا" بحسب السفارة الفرنسية، إلى هجوم أخر قبل هذا العمل الإرهابى من مجموعة مسلحة فى شمال البلاد قرب الحدود مع مالى، وفق بيان للجيش.
وأضح بيان للجيش أنه "بعد ظهر (الجمعة) نفذ نحو عشرين شخصا مجهولين مدججين بالسلاح هجوماً على عناصر الأمن الذين كانوا فى مهمة فى قرية "تين اباو" البلدة الواقعة على بعد 40 كلم من "تين اكوف" البعيدة بدورها 40 كلم من "غوروم" شمال البلاد قرب الحدود مع مالى، وخلف الهجوم "قتيلين هما عنصر أمن ومدنى إضافة إلى إصابة عنصرين من الأمن بجروح أحدهما إصابته حرجة".
ولم تكن عملية الاحتجاز التى وقعت فى بوركينا فاسو هى الأولى فقد تعرضت مدينة "ليولا" النيجيرية شمال شرق البلاد لتفجير دموى قتل فيه 32 مواطناً، وترك أكثر من 80 مصاباً مطلع نوفمبر الماضى، فى هجوم يعتقد أنه من تخطيط وتنفيذ جماعة "بوكو حرام" الأصولية التى أعلنت ولاءها لتنظيم داعش الإرهابى، وشهدت مالى منتصف نوفمبر الماضى عملية احتجاز لأكثر من 170 رهينة بفندق "راديسون بلو" بالعاصمة "باماكو".
وبدأت العملية باجتياح لردهة الفندق من قبل مسلحين قتلوا فى غمضة عين حراس الفندق، وقد ارتكبوا جريمتهم وفقا لشهود العيان الذين لاذوا بالهرب لحظة الهجوم وهم يهتفون "الله أكبر"، قد تعالت صرخاتهم الهيستيرية بالنداء لحظة تخلصهم من الحراس.
وفى شهر ديسمبر الماضى ألقيت قنبلة على أكبر مساجد فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من قبل مهاجمين مجهولين، ما أدى إلى إصابة 16 شخصاً على الأقل.
وفى شهر ديسمبر أيضاً، قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب 22 آخرون؛ إثر هجوم انتحارى شمال الكاميرون، وهى المنطقة التى تحارب الجماعة المسلحة النيجيرية بوكو حرام، ووقع الهجوم فى بلدة كولوفاتا، التى تبعد فقط 13 كم من الحدود مع نيجيريا.
وتعد هذه المرة الثانية التي تستهدف "بوكو حرام" المدينة فى غضون ثلاثة أشهر، فشهد يوم 13 سبتمبر الماضى سقوط سبعة على الأقل قتلوا فى هجوم انتحارى مزدوج.
وقد تعرضت العاصمة التشادية نجامينا ومدينة مايدوجورى بشمال نيجيريا يوليو الماضى لهجمات إرهابية تبنتها جماعة "بوكو حرام" المتطرفة، أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا، فى وقت أعربت فيه العديد من الدول عن إدانتها لهذه العمليات، وأكدت على ضرورة القيام بعمل إفريقى أكثر صرامة و تنسيقاً لمكافحة آفة الإرهاب.
وقد أسفر التفجير الانتحارى الذي استهدف السوق المركزية للعاصمة التشادية انجامينا عن مقتل 16 شخصا و80 مصابا حسب ما أعلن بول مانجا المتحدث باسم الشرطة.
وأوضح المتحدث باسم الشرطة أن رجلاً يتخفى فى زى إمرأة ويرتدى نقاباً فجر العبوة الناسفة عندما حاولت الشرطة القبض عليه فى المدخل الجنوبى للسوق المركزية فى نجامينا، مشيراً إلى أن أغلب الضحايا نساء وأحد أفراد شرطة البلدية إلى جانب الانتحارى.
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش التشادى يشن عملية عسكرية إقليمية منذ بداية السنة تستهدف جماعة "بوكو حرام" وقد تخطت مناطق شمال نيجيريا نحو البلدان المتآخمة.
واستهدفت عدة هجمات مدينة مايدوجورى النيجيرية منذ أن جعلها الرئيس محمد بخارى مركز قيادة الحملة على جماعة "بوكو حرام" الإرهابية بعد أن أدى اليمين الدستورية 29 مايو الماضى.
الإرهاب يضرب "القارة السمراء"..إفريقيا تتعرض لسلسلة عمليات إرهابية مكثفة فى الـ6 أشهر الأخيرة..وبوركينا فاسو تستقبل العام الجديد بإحتجاز رهائن وسقوط عدة قتلى..ومسؤول: تحرير المحتجزين قد يستغرق ساعات
السبت، 16 يناير 2016 05:38 ص.jpg)