وفى صباح اليوم التالى ظهرت دعوات الغضب والاحتجاج من يهود فرنسا الذى أبدوا اعتراضهم على عدم ارتداء القلنسوة التى هى بالنسبة لهم لها طابع دينى وتمثل لهم القيم والتقاليد اليهودية، حيث رفض عدد كبير منهم التخلى عن هذه العادة الموروثة عبر القرون.
مسئولو اليهود يفضلون خلق القلنسوة
ومن ناحيته خرج رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأكد على إنه من حق كل اليهود فى فرنسا أن يرتدوا القلنسوة إذا كانوا يريديون ذلك، ولكن التصريحات الاخيرة كانت تهدف إلى الحفاظ على سلامتهم، وأكد أنها حرية شخصية بالنسبة لهم.
كم أصدر مسئولو الجالية اليهودية فى مرسيليا بياناً يقولون فيه: "الحياة أغلى من أى شىء آخر، وأنه ينبغى فى هذه المرحلة إخفاء الهوية اليهودية أو ما يمكن أن يميز اليهود عن غيرهم، وأنه بذلك ينبغى التوقف عن ارتداء القلنسوة، وإمكانية تغطية الرأس بقبعة عادية، مثل القبعة المسطحة، التى يرتديها أى شخص يهودى أو غيره".
اليهود بفرنسا يرفضون خلع القلنسوة
أما بالنسبة لليهود الفرنسيين أنفسهم فهم رافضون الفكرة تماماً حيث رصدت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية ما قله المواطن، يعقوب وهو أحد اليهود بفرنسا ويبلغ من العمر 60 عاماً: "أنا على دراية تماماً بخطورة ارتداء القلنسوة وخاصة فى هذا الأوقات، وأقدر كل العواطف المنبثقة تجاهنا من شعب مرسيليا، ولكن لا أحد يستطيع أن يطالبنا بإخفاء هويتنا ولابد أن نصمد أمام الحفاظ على كرامتنا"، وقال إذا هاجم مجرم شخصا يرتدى سروالا، فهل لابد أن نخلع سراويلنا".
التعرض للاعتداء أفضل من التخفى
أما مانو وهو طالب ذو 23 عاما كان يرتدى القبعة اليهودية فقال: "ما قاله زفى صحيح لأنه يريد أن يحمى مجتمعه، ولكننا إن لم نكن نستطيع إثبات ذاتنا وهويتنا وممارسة ديننا بشكل طبيعى فمن الأولى أن نأخد حقائبنا ونغادر البلاد: وأشار إلى أنه كان ضحية إحدى أعمال العنف ضد اليهود فى فرنسا عام 2013، وأكمل مانو حديثه "بالنسبة لى أتعرض للاعتداء أفضل من التخفى والتخلى عن شخصيتى".
الله لا يحب الكذب
وقال جاك أحد مرتادى متجر" هايبر كاشير" اليهودى الذى تم الاعتداء عليه فى يناير عام 2015، أرى سببين لعدم إزالتها، الأول هو أن نظرة العالم لنا ستكون إننا خائفون، وثانى الأسباب وهو الأهم إن الله لا يحب الكاذبين، فكيف أكون متدينا وأحافظ على عادة دينية وأنا لم ارتدى رمزها، ونحن لا نستسلهم أبداً" وأشار إلى أن العام الماضى حدث هجوم على المتجر الذى هو بداخله ولكن اليهود مازالوا يترددون عليه ويرتدون القلنسوة دون خوف.
