كتاب "روح مصر القديمة.. استعادة الآلة الروحية للعالم"، باللغة الإنجليزية، من تأليف كاتب المصريات أحمد عثمان، وروبرت بوفال، وصادر عن دار نشر أمريكية "inner traditions"، " إنر تراديشن".
يتكون الكتاب من جزأين؛ الأول يتناول موضوع "تأسس الحضارة البشرية اعتماداً على الحضارة المصرية القديمة"، أما الجزء الثانى فيتناول موضوع الإسلام السياسى فى الوقت الحالى.
يتحدث الكتاب عن مصر باعتبارها هى أساس الحضارة البشرية وكل فروع المعرفة البشرية ومظاهر الحضارة الحديثة، وذلك من خلال استعراضه للتاريخ المصرى منذ بدأيته، فيذكر الكتاب أن مصر هى أول بلد تكونت فيها مركزية سياسية من أسوان وحتى غزة رغم كبر مساحتها، بالإضافة إلى اختراع المصريون القدماء للكتابة التى أحدثت طفرة حضارية فى العالم كله، حيث إن كل إنسان يكتسب الخبرات المختلفة طوال حياته، وعندما يموت يتم دفن معارفه معه ليبدأ أولاده من الصفر، لكن الكتابة أعطت الفرصة لتسجيل المعرفة والخبرات الحياتية، ليبدأ الابن من حيث انتهى أبوه.
كما ذكر كتاب "روح مصر القديمة" أن أرض مصر كان بها أول معبد فى العالم وبالتالى فإن المصرى القديم هو أول من بحث عن القوة الإلهية، وهو صاحب أول طقوس دينية، ليكون بذلك أول تنظيم كهنوتى فى العالم، كما أن المصريين القدماء رصدوا حركة النجوم والكواكب فبرعوا بدورهم فى علم الفلك والهندسة التى كانت سبباً لبناء أعظم الأبنية الأثرية الموجودة حالياً، أهمها الهرم الأكبر الذى مازال لغزاً يحير العلماء والعالم أجمع فى كيفية بنائه.
وأنهم أول من قسموا الزمن إلى شهور ومواسم وسنوات، وأول شعب فى العالم يدرك الفرق بين الروح والجسد بحيث يفنى الجسد وتظل الروح التى تعود مرة أخرى إذا كان الجسد فى حالة سليمة، لذلك كان اختراعهم لعلم التحنيط ومن ثم معرفتهم النسب التشريحية وأعضاء الإنسان، ووضعوا أدعية دينية من "كتاب الموتى" تحمى المتوفى فى رحلته إلى العالم الآخر.
وظهرت فكرة وحدانية الروح الإلهية على يد الملك إخناتون فى عصر الأسرة الثامنة عشرة، منذ حوالى 3500 عام، والذى قال بأن العالم له وجود روحى مثلما يوجد له وجود مادى متمثل فى "آتون" الذى رمز له بأشعة الشمس أى أنه لم يعبد الشمس ذاتها، والنظريات الحديثة تعتقد أن الإله متمثل فى النور أو الطاقة، وبذلك يكون إخناتون هو أول من اكتشف وحدانية الروح الآلهى، الذى اعتمد عليه رجال الدين والفلسفة بعد ذلك.
كما كانت مصر هى أرض الآلهة التى أخذ عنها اليونان والرومان معبوداتهم، لتكون مصر هى أول أرض يتم الحج إليها باعتبارها أرض مقدسة.
ويتتبع الكتاب الأحداث التاريخية؛ من قيام الإمبراطورية الرومانية واعتبار روما هى العاصمة السياسية والإسكندرية هى العاصمة الروحية والثقافية، مروراً بحرق مكتبة الإسكندرية لتبدأ بعدها العصور الوسطى الأوروبية والمعروفة بـ"عصور الظلام" والتى ظلت 1000 عام حتى جاءت ترجمة لكتابين مصريان تم إيجادهم فى مدينة القسطنطينية بتركيا منهم كتاب لفيلسوف مصرى عاش بالقرن الثالث الميلادى، يتكلم فيه عن فلسفة الروحانيات والوجود والقيامة وفلسفة الفكر المسيحى، لتبدأ بعدها حركة إزدهار فى العقلية الأوروبية بناءً على تلك الترجمة ويبدأ العلم بمعناه الفيزيائى المادى لتزدهر الحضارة الأوروبية الحديثة وتكون بذلك معتمدة على الحضارة المصرية فى الأساس.
أما الجزء الثانى فيحاول التفريق بين الأسلام كدين وعقيدة موجودة فى القرآن الكريم، وذلك من خلال سيرة النبى محمد، وبين الإسلام الحديث الذى اختزله الناس فى السياسة، وتتبع الكتاب كيف جاءت فكرة الإسلام السياسى وفرضه بالقوة ليظهر مفهوم الإسلام السياسى البعيد كل البعد عن الدين الحقيقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة