الجعران تنقذ أمريكا من خسارة 380 مليون دولار سنوياً
قال المعهد الأمريكى للعلوم البيولوجية، عن خنفساء الجعران، إنها تساعد فى تحسين معايير النظافة وأنقذت صناعة الماشية بالولايات المتحدة من خسارة تقدر بنحو 380 مليون دولار سنوياً، من خلال دفن الفضلات الحيوانية وإبعاد الأبقار عن الفيروسات والبكتريا القاتلة المتواجدة بالروث.
ويؤكد المعهد، أنها تستخدم كعلاج صينى بالأعشاب متبع للشفاء من أمراض عديدة، واستعانت بها أستراليا لقيامها بجمع القاذورات، مما يصعب على الذباب الاجتماع فى المزارع حول الروث.. كما يتم استخدامها فى نيوزيلندا لتقليل نسبة الاحتباس الحرارى فى التربة.
هدية الملك أمنحتب الثالث لزوجته الملكة "تى"
وفى هذا الصدد، يقول الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك، الجعران المقدس أمام البحيرة المقدسة، وكان يسمى فى اللغة الهيروغليفية "خبرى" الذى يجدد نفسه كل يوم ويأتى كل يوم، فكان الجعران هو الهدية التى قدمها الملك أمنحتب الثالث أحد ملوك الأسرة 18 لزوجته الملكة "تى" التى يحبها حباً كثيراً، وكتب اسمها على تلك المجموعة من الجعارين التذكارية، وترك ذلك الجعران فى مكانه ونقش عليه اسمه واسم زوجته الملكة "تى".
ويضيف كبير مفتشى الكرنك، أن ما قام به الملك أمنحتب الثالث له رمزية فى الجعران، ألا وهى كأنه يدعو لزوجته أن تستمر معه فى الحب كل يوم وأن يديم الله عليها الصحة والعافية، فهى تلك رمزية الجعران، وكذلك يعد الجعران رمزاً لإله الشمس "أمون-رع"، وعند الشروق تقوم الإلهة "نوت" آلهة السماء بولادة الجعران، والذى كان يمثل الشكل الأول للإله "أمون-رع"، حيث يبدأ نشاطه ويدفع بكرات من الروث على شكل قرص الشمس، وهو السبب فى ربط المصريين القدماء بين الجعران والشمس.
قصة الجعران الضخم المتواجد أمام البحيرة المقدسة
والجعران الضخم المتواجد أمام البحيرة المقدسة داخل معبد الكرنك قصة غريبة للغاية، حيث يعتقد الجميع أنه متواجد لكى يجلب السعادة لمن يدور 7 أشواط حوله، حيث إن المرأة الحامل تلد بصورة جيدة، والفتاة غير المتزوجة يأتيها نصيبها حال القيام بتلك الأشواط السبعة، والشاب الذى يحلم بالزواج كذلك، ومن لديه أمنية أو هدف معين يقوم بتلك الأشواط فيحصل على مراده فى أقرب وقت بعد القيام بتلك الدورات السبعة حول جعران معبد الكرنك، ويقوم يومياً مئات السائحين الأجانب والمصريين بتلك العملية والقيام باللف حول الجعران للحصول على نصيبهم من الأمانى السعيدة والحظوظ الجيدة.
وتقول المرشدة السياحية سمر ناجى، إن المؤرخ الإغريقى "بلوتارخ" قال عن الجعران إن خنفساء الجعران ليس لها إناث وكل الجعارين ذكور، فتضع بذرتها فى حبة من مادة تجعلها على هيئة كرة وتجرها وراءها وهى تدفعها بأرجلها الخلفية، محاكية بفعلها هذا مسير الشمس من الشرق إلى الغرب، واعتبرها قدماء المصريين رمزًا للحظ السعيد استعملت الجعارين المصرية فى الأغراض العامة، فكانت أختامًا كالأختام الأسطوانية وأزرار الأختام التى على صورة الحيوانات والخواتم الذهبية الضخمة.
وتضيف، كانت الجعارين أيضًا توضع قديمًا بالمعابد، ويوضع اسم المتوفى كأحد أهم الطقوس وكتذكارات للموتى، أو توزع الجعارين كتذكار لأهالى وأصدقاء المتوفى فى الجنائز، كما كانوا يحملونها كتمائم واقية رخيصة، إذ خبأت هذه الحشرة فى نفسها قوة تجديد حياتها باستمرار، حيث أنتجت آلافا من الجعارين بسرعة ويوجد لها أشكال مختلفة تمثلها منها الجعران ذو رأس الكبش، وغالبًا ما ينقش البطن أو الجانب المسطح للجعران إما بالكتابة أو بالرسوم تبعًا للغرض المقصود منه، فنقشت على بعضها الأمنيات مثل "عام سعيد لفلان" أو الحكم مثل (راحة البال خير من الغضب)، و(آمون قوة الوحيد)، وعدد كبير منها يحمل أسماء ملكية نقشت من أجل الصفات التى تعبر عنها.
دور خنافس الجعران قديمًا فى مجال الزراعة
وكانت تلعب تلك الخنافس قديماً دور كبير فى مجال الزراعة عن طريق إزالة القاذورات، وتجميعها بعيداً عن الأبقار والماشية التى من الممكن أن تموت نتيجة الفيروسات المتواجدة بداخل هذا الروث، بالإضافة إلى أن عملية تكوير الروث التى تتبعها الحشرة تساهم فى تهوية التربة باستمرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة