أسعار البترول تدخل مرحلة الخطر بعد هبوطها لـ29 دولارا.. شركات التنقيب العالمية ستتوقف عن الحفر لقلة المكاسب وتستغنى عن نصف موظفيها.. ومصر المستفيد من تخفيض فاتورة الدعم والخاسر من توقف جذب الاستثمارات

الأربعاء، 13 يناير 2016 06:44 م
أسعار البترول تدخل مرحلة الخطر بعد هبوطها لـ29 دولارا.. شركات التنقيب العالمية ستتوقف عن الحفر لقلة المكاسب وتستغنى عن نصف موظفيها.. ومصر المستفيد من تخفيض فاتورة الدعم والخاسر من توقف جذب الاستثمارات نفط - أرشيفية
تحليل يكتبه/ رأفت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخلت أسعار النفط ، مرحلة الخطر بعد هبوطها إلى أقل من 30 دولارا للبرميل اليوم، حيث سيؤدى هذا المستوى من الاسعار إلى توقف شركات التنقيب عن النفط والغاز عن ضخ المزيد من الاستثمارات لعدم الدخول فى مخاطر لا جدوى اقتصادية من ورائها.

معاناة سوق النفط منذ ديسمبر 2014، من انخفاض متكرر فى أسعار الخام ، أثر سلبا على الشركات العاملة فى مجال البحث والاستكشاف عالميا، بسبب عدم جنى مكاسب كبيرة نظرا لارتفاع تكلفة البرميل وأدى إلى توقف عدد من منصات الحفر وآبار الإنتاج واستغناء بعض الشركات عن عدد من العماله لديها.

لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دور كبير فى تدهور أسعار النفط المستمر حيث كلما ارتفعت مخزونات الخام الأمريكى تحدث تخمة فى المعروض وتنخفض الأسعار والعكس كما أدى عدم تدخل منظمة الدولة المصدرة للبترول "أوبك"، لإعادة التوازن فى سوق النفط، إلى مزيد من الهبوط وسط استمرار تعلق الكثير بآمال عقد المنظمة لحسم سقف الإنتاج خاصة مع ترقب دخول إيران للأسواق .

ولكن إذا نظرنا الى تأثير أسعار النفط على مصر فإن القاعدة الثابتة تؤكد أنه كلما انخفضت أسعار برنت وفرت مصر من دعم مخصصات الطاقة فى الموازنة العامة للدولة، وبالتالى اصبحت مستفيدة لأنها من الدول المستوردة لجزء كبير من احتياجاتها من الخارج، وبالتالى فإن أى عمليات تراجع فى أسعار النفط تقلل من فاتورة الاستيراد، وتخفض مخصصات الدعم فى الموازنة العامة للدولة.

وأدى انخفاض أسعار البترول دون الـ40 دولارا، إلى تقليص دعم الحكومة المصرية للمواد البترولية لنحو 55 مليار جنيه من حوالى 61 مليارا مستهدفة بنهاية السنة المالية الحالية 2015-2016، وبالتالى انخفضت فاتورة واردات مصر، من المواد البترولية إلى 400 مليون دولار شهريا من 650 مليون دولار بحوالى 38.5% شهريا مع تراجع أسعار النفط العالمية.

ورغم أن عمليات الانخفاض تمثل استفادة لمصر، إلا أنه فى ظل توجه الشركات وتحول مصر إلى مركز إقليمى للطاقة فأن عملية الهبوط الحاد فى الأسعار العالمية للبترول يمثل تحديا كبيرا لاستمرار جذب الاستثمارات إلى مصر، وبالتالى فإن ذلك سيحتاج إلى أهمية ترشيد الإنفاق فى مختلف الأنشطة الإنتاجية للشركات المشتركة والعمل على تحقيق المعادلة الصعبة المتمثلة فى تعظيم الاحتياطيات والإنتاج وتخفيض تكلفة الإنتاج فى ظل منظومة متكاملة تشتمل على إجراءات وتطبيقات قياسية للسلامة وحماية البيئة.

وسجلت أسعار النفط، 30.86 دولار للبرميل لمزيج خام برنت، وبلغ سعر خام القياس الأمريكى غرب تكساس، 29.93 دولار للبرميل فى جلسات التعامل اليوم، الأربعاء.

وواصلت أسعار النفط التراجع إلى أدنى مستوى لها منذ 12 عاما، بسبب كثرة المعروض واستمرار الإمدادات من حقول الإنتاج، وتعرض أسواق النفط لضغوط، بسبب الآثار المترتبة على عودة مرتقبة لإيران، مع رفع وشيك للعقوبات المفروضة على طهران وعدم توقع أى قرار من أوبك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة