أكرم القصاص - علا الشافعي

كتاب فجر الضمير لـ"بريستد" يؤكد: العدل ونصرة المظلومين قيم مصرية قديمة

الثلاثاء، 12 يناير 2016 09:00 ص
كتاب فجر الضمير لـ"بريستد" يؤكد: العدل ونصرة المظلومين قيم مصرية قديمة غلاف الكتاب
كتب ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"يعد الكشف عن الأخلاق هو أسمى عمل تم على يد الإنسان من بين كل ما فعله طوال تاريخه" وكان أول من اكتشف ذلك وسعى إليه هو المصرى القديم الذى حرص على إبراز أهمية القيم فى المظاهر الحياتية، فكان أهم ما فى وصية الأب قبل وفاته الجانب الأخلاقى، حيث نجد الكثير من الحكماء والفراعنة يوصون أبناءهم بالعدل والتقوى، كذلك كانوا يحرصون على توضيح خلود تلك القيم فى عالم الموت، لذا صوروا على جدران مقابرهم رمز إلهة العدل "ماعت" ليتذكروا أن العمل باقٍ معهم، فلقد سبق المصريون العالم أجمع فى بزوغ فجر الضمير الإنسانى، هكذا يؤكد "هنرى برستيد" عالم المصريات فى كتابه "فجر الضمير".

ويرصد "بريستد" فى كتابه كيف استطاع المصريون القدماء تشييد منظومة أخلاقية شاملة تتكئ على فكرة العدالة، هذه المنظومة تعلن بوضوح مخاصمتها للظلم، وانحيازها المطلق للاستقامة، فكما قال فرعون إهناسيا لابنه الأمير"ميركارع": "إن فضيلة الرجل المستقيم أحب عند الله من ثور الرجل الظالم، أى من قربان الرجل الظالم".

ويلاحظ بريستد بذكاء أن "الإنسان القديم قبل عصر الجليد ظل لأكثر من مليون سنة يخترع ويكتشف الأشياء التى كان بحاجة إليها ليستطيع الحياة ومواجهة الظروف القاسية، وعلى ذلك بقى مليون سنة يحسّن هذه الآلات ومنها الأسلحة.. لكنه من جهة أخرى لم يمض عليه إلا أقل من خمسة آلاف سنة منذ أن بدأ يشعر بقوة الضمير، ومعنى ذلك أن الإنسان ظل يصارع أخاه الإنسان، وكل القوى المادية – وحوش/ رياح/ أعاصير/ فيضانات إلى آخره – طوال مليون سنة طور خلالها أدواته، ومن ضمنها السلاح.. هذا السلاح كما يقول المؤلف بدأ «بالبلطة» ولم ينته بعد، فإذا كان الإنسان من مليون سنة يستطيع تحطيم رأس إنسان آخر بهذه «البلطة»، فإنه الآن يقدر أن يبيد الآلاف من البشر بقنبلة واحدة فى ثوان معدودات! أما الأخلاق ورقيها، فقد بدأت تتشكل منذ 5000 سنة فقط على ضفاف نهر النيل فى مصر.

ويرى بريستد أن "الضمير والأخلاق" كان منشأهما حياة الإنسان نفسه، حيث يرجع عالم المصريات الكتابات المصرية عن الأخلاق والقيم إلى مدة ألفى سنة قبل بداية عصر وحى رجال الدين، فأضاءت مبكرا ظلمة الحيرة الاجتماعية، والكفاح الباطنى فى نفس الإنسان، فكان بذلك دليلا قاطعا على قيمة الإنسان، ومهما قيل إن الكتب السماوية تحتوى نورا إلهيا فإن ذلك لا يمنع أن الإنسان المصرى عرف هذه الأخلاق من قبل وأنها كانت نتيجة فكره وحياته واختياراته فى العيش.

كما يرى "بريستد" أن حكماء الأخلاق المصريين عرفوا معنى كلمة "أخلاق" وصاروا يعبرون عنها بكلمة "ماعت" التى يريدون بها «الحق» أو الاستقامة والعدل والصدق، كما كان يراد بها النظام الخلقى مضافا إليها «الضمير» ، وتعد هذه "القيم" آثارا خالدة تشير إلى الانتقال الذى ظهر فى الحياة فوق كوكبنا الأرضى، وقد ظهرت لنا ظهورا تاريخيا عن طريق الوثائق المصرية القديمة التى دونت فيما بين سنتى 3000 و2000 ق. م.

وجدير بالذكر أن جيمس هنرى برستيد، احتل مكانة كبيرة بين المشتغلين بعلم المصريات؛ فقد كان أول متخصص فيه بالولايات المتحدة الأمريكية، واستطاع أن يجذب الغرب للاهتمام بهذه الحقبة من تاريخ مصر.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة