لطالما كان انخفاض نسبة المخرجات بالمقارنة مع المخرجين شيئا مألوفا، فمنذ خطت السينما أولى خطواتها ظهر عالم الإخراج فى مشهد رجالى بحت والمرأة كان لها دور صغير فيه، وعلى مثل العادة فى مصر وعالمنا العربى تعانى المخرجات فى السينما الغربية من الهيمنة الواضحة للرجال، فنسبة مشاركتهم فى السينما قليلة جدا بالمقارنة مع النسبة الكبيرة الواضحة للرجال، ووفقا لتقرير جديد صادر عن مركز دراسات المرأة فى التليفزيون والسينما من جامعة ولاية سان دييجو الأمريكية، شكلت النساء 9٪ من إجمالى المخرجين فى قائمة أفضل 250 فيلما.
وبمقارنة نسبة العام الحالى مع نتائج تقرير مركز دراسات المرأة فى العام الماضى فقد شهد هذا العام تحسن بنسبة 2٪ عن العام السابق، لكنه فى نفس الوقت يمثل النسبة التى حققتها المخرجات فى عام 1998، مما يدل على أن المخرجات لهم سقف سينمائى معين، حتى رغم أن مخرجات مثل إليزابيث بانكس مخرجة فيلم “Pitch Perfect 2’s”، وسام تايلور جونسون مخرجة فيلم "50 shades of grey" سجل أرقام كبيرة فى شباك التذاكر فى العام الماضى، لكن نجاحهما هو يعد وضعا شاذا فى هذه الصناعة التى لا يزال يسيطر عليها الرجال.
وتقول الدكتورة مارثا لوزين المدير التنفيذى للمركز، وصاحبة الدراسة "تستغرق الصناعات الكبيرة مثل السينما وقتا طويلا لتغيير سلوكهم"، وأضافت "سيكون من غير الواقعى أن نتوقع تغير حال النساء فى الإخراج بين يوم وليلة، إضافة إلى أنه لا شىء فى هذه البيانات تشير إلى تغيير قريب فى هذه النسب، فمنذ بدأ المركز إجراء أبحاثه قبل 17 عاما، كان هناك ارتفاع فى سجلات النساء فى عام 2000 عندما شاركت المخرجات بنسبة 11 ٪ فى قائمة أفضل 250 فيلما.
وأظهرت أحدث نتائج لجنة تكافؤ فرص العمل وتحقيق ممارسات التوظيف فى استوديوهات هوليوود الكبرى أن عدم وجود تمثيل لمخرجين إناث فى الأفلام الرئيسية، يعود سببه إلى وجود فجوة كبيرة فى الأجور بين الجنسين، وهو ما أكدته النجمة جنيفر لورانس فى مقالها التى طرحته فى أكتوبر الماضى بعد فيلم "Hunger Games" والتى عبرت فيه عن غضبها من حصولها على مقابل مادى اقل من النجوم الرجال المشاركين فى فيلم " American Hustle".
والحقيقة المؤلمة أن المرأة لم تحقق نتائج أفضل بكثير فى المهن الأخرى حيث تمثل 11٪ من الكتاب، و20٪ من المنتجين التنفيذيين، و26٪ من المنتجين، و22٪ من المحررين، و6٪ من السينمائيين.. وشهد كل مجال من مجالات العمل فى تلك الحقول الأربعة ارتفاع بنسبة النساء العاملات تتراوح بين 1.4٪ منذ عام 2014.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة