العباس السكرى يكتب: فى الحنين لزمن "اوعى تكلمنى بابا جاى ورايا"

الأحد، 10 يناير 2016 08:01 ص
العباس السكرى يكتب: فى الحنين لزمن "اوعى تكلمنى بابا جاى ورايا" نادية لطفى من فيلم قصر الشوق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن الورقى


يبرئ البعض - خطأ - ما نستمع إليه فى الشوارع من "هرتلة" وعبثيات لفظية يطلق عليها أغانى "المهرجانات" بأن هذه النوعيات كانت موجودة من زمن، لكنها تطورت وصارت لما هى عليه الآن، وعبثا منهم يعقدون مقارنة بينها وبين أغنيات ظهرت فى عشرينيات القرن الماضى، كان أبطالها منيرة المهدية وعزيزة المصرية وعبد اللطيف اللبنا وآخرين، منها مثلا "ارخى الستارة اللى فى ريحنا" و"اوعى تكلمنى بابا جاى ورايا" و"ما تخافشى علىّ"، و"بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة".

بالطبع المقارنة باطلة وتعد سُبة فى التاريخ، فأغانى العشرينات مأخوذة عن فلكولورات وبها مزيكا تمتاز بالخفة والجمال والدلع، وتختلف موسيقى كل أغنية أو طقطوقة عن الأخرى، بخلاف المهرجانات التى ليس لها معنى (لا كلمات ولا إيقاعات ولا موسيقى ولا فن أصلا) عبارة عن (صراخ وخبط ورزع)، ومؤيدوها يتحججون أنها "واكلة مع الناس ومعلّمة معاهم ونجحت"، والمدهش أن المدافعين عنها لا يعرفون توصيفها هل هى أغانى شعبية أم موضة، وكل ما يتشدقون به: "أصله فى كل زمن بيطلع حاجة زى كده".

ربما لا يعرف هؤلاء أن من وضع لحن "أوعى تكلمنى بابا جاى ورايا" هو الموسيقار زكريا أحمد صاحب "يا صلاة الزين يا صلاة الزين" والألحان البديعة لأم كلثوم منها "هو صحيح الهوى غلاب"، والكلمات كتبها الشيخ يونس القاضى (أوعى تكلمنى بابا جاى ورايا.. ياخذ باله منى ويزعل ويايا.. فاهم أوعى تكلمنى، باردون يا عزيزى بابا راجل قاسي.. على أبسط حاجة يجرح إحساسى، يا سلام لو شافنى وياك وعرفني.. كان يعمل غارة ويلم الحارة، بس أبعد عنى متقفش معايا)، هذه الكلمات التى تغنت بها الست عزيزة المصرية، كان يرتاح لسماعها أديب نوبل نجيب محفوظ، والتى ضمها لرائعته "قصر الشوق" ورقصت عليها النجمة نادية لطفى.

ليست هذه الأغنية فقط كان يحبها نجيب محفوظ بل كان يميل دائما إلى الاستماع لـ(ارخى الستارة اللى فى ريحنا، أحسن جيراننا تجرحنا.. يا فرحانين يا مبسوطين، يا مفرفشين يا مزأططين قوى احنا دلوقت بس أنا اللى ارتحت، لا حد فوق ولا حد تحت، يعرفنى جيت ولا روحت)، أيضا كان يحب (طيب وأنا مالي.. طيب يا غزالي) و(حود من هنا وتعالى عندنا).. بالتأكيد استاذنا الأكبر نجيب محفوظ رأى فى كلمات وألحان هذه الأغنيات ما يستحق الانصات والاستماع إليها.

الأشياء التى ينطق بها "بتوع المهرجانات" والتى لا أعرفها ولا أفهمها ولا أدرى ماذا يريدون أن يقولوا منها، سوى الرقص والبلطجة وتشويح الأيدى يمينًا وشمالا، يجب قتلها تماما، ومعاقبة كل من يؤيدها ويتحجج أنها "بتعبر عن الجيل الحالى".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة