أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

مرور فيصل - أكتوبر والعكس

الجمعة، 01 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحلة عذاب المواطنين داخل إدارات المرور هى ذاتها داخل باقى مؤسسات الدولة الخدمية

قبل أن أبدأ فى كتابة السطور التالية وقصة مرور فيصل - أكتوبر.. فإننى أدعو السيد اللواء مدير الإدارة العامة للمرور فى وزارة الداخلية أو أى مسؤول فى الوزارة أن يتجرد من رتبته مؤقتا الغلبان الذى ساقه حظه « المواطن » ويعمل برتبة العثر والتعيس لتخليص إجراءات ومعاملات رخصة سيارته أو مخالفاته المرورية فى مرور فيصل أو أمام الشبابيك التى « دوخنته » مرور 6 أكتوبر، و لا يعرف ماذا يفعل الموظف بداخلها والبحث عن الموظف المختص أو أمين الشرطة لاستخراج ورقة أو ملف أو معرفة بيانات.

ورحلة البحث هذه قد تستغرق ساعات طويلة لا تسفر عن شىء بل تزيد الحيرة وتعقد الإجراءات. هل جرب مسؤول بوزارة الداخلية أو بإدارة « المتسوق السرى » المرور أن يذهب بمفرده مثل فى بعض الدول للمشاهدة ومتابعة ما يحدث داخل إدارات المرور فى هذه المناطق أو غيرها. أم أنه لا صلة له بهذه الإدارات وكل ما عليه أن للباشوات » يظهر نية تجديد الرخصة أو إصدارها لتأتى الرخصة خاضعة طائعة فى مكتبه. « الصغار ما يحدث فى هذه الإدارات المرورية لا يمكن وصفه إلا بأنه مهزلة تدور تفاصيلها اليومية فى أماكن غير لائقة بالبشر ودورة عمل روتينية تؤدى إلى الزهق وتدفع إلى الإحباط واليأس من الروتين الحكومى وربما من الحكومة وقدرتها على مواجهة هذا الغول الذى يقف كحائط صد مهول أمام إنجاز أى تطوير من شأنه تقليص خطوات الإجراءات المباشرة بين مقدم وطالب الخدمة، وبالتالى تسريع تقديم الخدمة وسد أبواب الفساد الإدارى « الشاى » فى هذه الإدارات بما فيها العمولات و
المطلوب من كل من يلتقيك فى الإدارة.

ساقنى الحظ للدخول إلى إدارة مرور فيصل لنقل ملف سيارتى وتخليص « تحت الكوبرى » إجراءات تجديد الرخصة.. أول شعور يداهمك أنك فى متاهة حقيقية لا تعرف أين تذهب ولا تستدل على طلبلك.. فتبدأ فى إلقاء السؤال العشوائى وأنت وحظك.. طبعا قبل الدخول يطاردك أشخاص يعرضون خدماتهم لإنهاء إجراءاتك « سماسرة » مقابل مبلغ من المال بالطبع.. وتندهش عندما تجد كل أوراق المرور لديهم وتعرض بشكل علنى طاولات صغيرة أمام مدخل إدارة المرور. لا تجد من يدلك إلا صدفة بدعاء الست الوالدة ثم تبدأ رحلة العذاب من شباك إلى آخر لإنهاء المعاملة وسط لعنات ساخطة تصطدم أذناك من المعاملة غير الأدمية فى زحام لا ينتهى وطوابير لا تتحرك.

6 ساعات كاملة قضيتها داخل مرور فيصل شهادة » للحصول على شىء واحد فقط اسمه السيارة لتقديمها إلى مرور 6 أكتوبر « بيانات لتجديد الرخصة. المشهد ذاته بتفاصيله المزعجة والمملة تراه داخل وحدة مرور أكتوبر وكأنه استنساخ لما يحدث فى مرور فيصل، فوضى وزحام ولا شىء ينتهى إلا بصوت عال ومشادات تصورت أن رحلة العذاب تنتهى فى .« خناق » و أكتوبر لكنها كانت بداية أخرى للرحلة، فلا
رابط إلكترونى بين إدارات المرور للاستعلام عن المخالفات، فعليك العودة إلى مرور فيصل - هكذا أخبرنى المقدم أحمد فتحى رئيس الوحدة - بعد نقاش عن سوء الخدمات المرورية وضرورة الانتهاء من هذا العذاب للمواطنين. وبناء على نصيحته عدت إلى فيصل وحصلت على شهادة المخالفات بسعادة بالغة وبوهم أنى انتهيت من فيصل وعذابه. لكن الضابط بعد اطلاعه على الأوراق طلب منى العودة مرة أخرى إلى مرور فيصل لتسديد الضريبة..! كظمت غيظى وتوسلت ليسادته أن أسدد الضريبة فى أكتوبر. للأمانة
رفض بكل أدب لأن هذا هو النظام. بالمناسبة كل مشوار إلى إدارة مرور فيصل يستغرق أيام حتى
فى كل مرة. « الزهق » أتخلص من حجم العيظ و حتى انتهيت أخيرا وبعد شهر كامل من تجديد
الرخصة..!

رحلة عذاب المواطنين داخل إدارات المرور هى ذاتها داخل باقى هيئات ومؤسسات الدولة الخدمية التى تدفع إلى الزهق والشك فى حدوث أى تغيير فى مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

اونكل زيزو

ليس فقط فى اكتوبر

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

بالمثل في الشهر العقاري...

عدد الردود 0

بواسطة:

يسرى السيد

التقنيه الحديثه هى الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

د نبيل فهمى

ترتيب الدول العشر الرائده عالميا فى خدمات الحكومه الالكترونيه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة