محمد فاروق أبو فرحة يكتب: مدرسة الشر

الأحد، 06 سبتمبر 2015 08:00 م
محمد فاروق أبو فرحة يكتب: مدرسة الشر طفل فى شارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعددت المدارس التى هى منارة للعالم أجمع والتى استفاد منها البشر بمختلف فئاتهم ومنها أتت الحضارة بمفهومها الحالى ولكن دائما وأبدًا تجد بداخل الحضارات ثغرات تشذ عن الطريق وهذه الثغرات فى رأيى مهمة لأنها تبرز الجانب الخير فى الإنسان لأن وجود الشر دليل على وجود الخير وهذه بعض إحدى مدارس الشر فى عصرنا الحالى.

مدرسة الشارع: يتعلم الإنسان فى الشارع لغة وثقافة مختلفة تمامًا عما يتعلمه فى المدرسة الحقيقية، وهنا نجد أن تأثير مدرسة الشارع أقوى من تأثير مدرسته التعليمية، وهنا نجد اختلاط بين المدرستين والهوة الكبيرة بينهم واضحة وجلية على الإنسان سواء كان تلميذًا أو طالبًا أو جامعيًا، ويتأثر الجميع بهذه المدرسة التى هى أقوى مدرسة فى التاريخ، هنا يأتى دور الآباء فى اختيار أصدقاء الشارع لابنهم والأوقات التى يختلط بها معهم للحفاظ على ثقافته وتربيته.

مدرسة الفن الهابط: يعتبر الفن من أقوى المجالات الموسعة لإدراك الإنسان والمبرزة لمواهبه الفنية ولكن هناك فن يرتقى بسلوك الإنسان وهناك فن يدمر بلاد وثقافات ويمحو تاريخها من الذاكرة، وهنا من أقوى مدارس الشر الفن الهابط الذى سعى فى عصرنا الحالى لتغيير ثقافة شعب بأكمله من شعب طيب ذو أخلاق رفيعة إلى شعب الليمبى وإبراهيم الأبيض والألمانى وغيرهم وهذه كلها شخصيات أخذت دور البطولة فيما كانت سابقًا تأخذ الدور الثانى بعد البطل الطيب صاحب الأخلاق الحميدة مثل رصيف نمرة خمسة وهذا تغير كلى فالبطل أصبح سيء الخلق وقاتل وزانى وخمورجى وحشاش ولا يعبأ أن هناك إله وهناك حساب فتجد أن فيلم السفارة فى العمارة أن البطل حشاش وزانى وخمورجى ومطلوب منا أن نتعاطف معه وهذه كارثة فكل ما نقول إن الله سبحانه وتعالى حرمه نجد أن هناك من يقول لنا هذا عادى جدًا وأن هذا ما يحدث.

وأيضًا الموسيقى فقد استطاعت أن تغير من نمط الحياة الذى كان سابقًا يجلس الإنسان ويستمتع بالصوت العذب الجميل والكلمات المهذبة الراقية والتى تسمو بالوجدان واللحن الذى يظل المستمع يردده لفترات طويلة مثل أم كلثوم وألحان القصبجي وكلمات أمير الشعراء أحمد شوقى وغيرها الكثير، إلى أن تحولت الموسيقى إلى كابوس كبير اسمه الأغنية التى ليس لها محل من الإعراب سوى خبط ورزع وصداع للمستمع ومن حوله دون أى استفادة سوى خلق جيل عصبى يتحدث ويغنى ممسكا بالسلاح الأبيض لا يعرف لغة إلا وكانت سبابًا وألفاظًا خارجة عن مجتمعنا.

مدرسة التكفير: بدأت منذ قديم الأزل فكل من يخالف الرأى هو كافر ولابد من قتله، فعلها كل متعصبى الأديان ومنهم فى عصرنا الحالى، بعض الجماعات ذات الأفق الضيق اللذين تناسوا أن الله سبحانه وتعالى قال: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) 29 الكهف وهنا زادت حدة التكفير على يد هذه الجماعات وأباحت إحلال الدم وأصبح لهم قادة فكر شيطانى أضل الكثير ممن اتبعوه وأغلبهم من الفقراء والعاطلين عن العمل وللأسف منهم متعلمون يعتقدون أن هذه الجماعات على حق وأتعجب كيف من يقسم المجتمع يكون على حق ولكن هذه إحدى مدارس الشر التى تهدم ولا تبنى، تقتل ولا تحيى، فلم يمكن لهم الله فى الأرض حتى يظل الدين كله لله وليس لفئة دون غيرها.

مدرسة الفساد: تجد أن الإنسان عندما يعمل يكون شريفًا ونزيهًا وعلى خلق ولكن أصدقاء الشيطان فى كل مكان سرعان ما يتقربون منه ويتوددون إليه ليبدأ فى نشر السم فى عقله ليصبح مثلهم فاسد وبلا أخلاق ومرتشى، ودائمًا تجد هذا الشخص يسهل لك حق لك وما هو ليس بحق لك، ولكنه تحت الطلب ثم سرعان ما تجد نفسك مضطرًا أن تجاريه فيما طلب وهنا تقول لنفسك كل الناس (كده) ومن ثم يستشرى الفساد ويعم الجميع ويصبح من كان شريفًا مرتشيًا ومن كان أمينًا يصبح خائنًا ومن ثم ينحدر المجتمع انحدارًا شديدًا فتنشر مدرسة الفساد فى كل مكان محدثة خللاً اجتماعيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا كبيرًا يشتم رائحته كل إنسان غريب أو قريب وسرعان ما تجد أن من يعيشون فى هذا الفساد قد طال أغلب الناس سواء كان تسهيلاً فى العمل أو تخليصًا لشغل ما ونسى الجميع أن الراشى والمرتشى فى النار ولكن الفساد قد يترتب عليه فسادًا أعظم قد لا يعلم به الفاسد أو المرتشى أو الراشى إلا عند لقاء ربه.

كم مدرسة فى العالم تعلم الأخلاق وكم فاسد أفسد من تعلم الأخلاق.
مدرسة الشر مها بلغ حجمها يهزمها صاحب ضمير عنده اخلاق





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة