محمد الدسوقى رشدى يكتب: حكومة "تسمين" الغضب.. أخطاء الوزراء الصغيرة مادة خام لنشر الإحباط وتكوين كتلة الغضب الكبرى.. وعلى الدولة دراستها وعقاب المقصر لضمان عدم تكرارها
الأحد، 06 سبتمبر 2015 11:13 ص
اجتماع مجلس الوزراء
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ويلٌ لك من مستصغر الشرر.. يبدو الخطأ الصغير صغيرًا وتافهًا، ولا يمثل خطرًا حتى تنضم إليه خطيئة أخرى، وهفوة ثالثة، وسهوة رابعة، وسقطة خامسة، وهكذا كما المغناطيس يشد الخطأ أخاه، حتى تتكون كتلة يصعب السيطرة عليها، وتتحول إلى وحش شره يأكل كل إنجاز لك، وتختفى فى معدته كل محاولاتك للإصلاح.
نقول ذلك لأن بعضهم يرى أخطاء وتصريحات بعض الوزراء والمحافظين أمرًا صغيرًا ستحله الأيام بسرعة، ونفس هؤلاء البعض يرون أن تذمر الناس فى الشوارع من ارتفاع الأسعار، وأزمة صفر «مريم»، وشتائم المستشار على الشاشات، وعنصرية وزير التعليم العالى ضد أبناء الفقراء والأقاليم مسألة لا تستدعى الفزع، ونفس هؤلاء البعض يرون أيضًا أن تكرار حوادث قتل الأطفال فى المستشفيات بسبب الإهمال مجرد أخطاء إدارية بسيطة، وأن هذه السرعة القضائية الغريبة فى الحكم على الشباب، مقابل البطء فى الحكم على قتلة ضباط الشرطة والجيش وناشرى الإرهاب، وهذا التهاون فى التعامل مع مظاهرة أمناء الشرطة، مقابل إنهاء مظاهرات الشباب بحماس أمر لا يرتقى لمسألة الخطأ المسبب للغضب.
هؤلاء الذين يبتغون من وراء تسفيههم للأمور، وتبسيط ما يحدث من أخطاء، الرضا والقرب والمكسب، أو يظنون أنهم يحفظون بذلك الاستقرار، وجب أن يسمعوا عما يعرف بتأثير كرة الثلج «snowball effect».
وهو مصطلح يشير إلى العملية التى تبدأ من حدث صغير، يبنى نفسه بنفسه، ويتحول بمرور الوقت وتكرار الأخطاء إلى كرة أكبر وأكثر خطورة، مثله مثل كرة الثلج التى تتدحرج صغيرة من فوق قمة الجبل، وكلما طال تدحرجها التقطت المزيد من الثلوج، ليزيد حجمها حتى تهوى بقوة فوق رؤوس من ظنوها مع النظرة الأولى مجرد كتلة ثلجية صغيرة على قمة الجبل لن تؤثر، ولن تتضخم بهذه السرعة.
من حق الدولة بكل مشتملاتها، سواء كانت رئاسية أو وزارية أن تخطئ، ومن الطبيعى أن يتخذ الرئيس قرارًا غير موفق، ومن الطبيعى أكثر أن يصدر تصريح ساذج من وزير، أو قرار كارثى من رئيس وزراء.
النفس البشرية قد تقبل أن يتم الإعلان عن مشروع ما ولا يتم تنفيذه بشكل جيد، لكنها لا تقبل عدم اعتذارك عن التأخير، وقد تفهم أيضًا أن يتهور ضابط شرطة ويضرب متهمًا، كما قد تستوعب أن يقسو القانون على شاب شارك فى المظاهرة، لكنك لا تقبل أبدًا أن تتحول نهجًا، وقد تتفهم تورط وزير فى صفقات فاسدة، وفى إصدار قرارات عنصرية كما فى حالة وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالى.
كل الأخطاء مقبولة، حدثت وتحدث وستحدث، المهم كيف تتعامل الدولة معها، بالاعتذار والدراسة وعقاب المقصر لعدم تكرارها، أم على طريقة «غلطة سعادتك بتزق الدولة للأمام يافندم»؟.. رئيس الدولة الحالى يبدو من تصريحاته مخالفًا لهذا المبدأ، مبدأ التغطية على الأخطاء، والاعتماد على النسيان فى مداواة آثارها، هو تحدث أكثر من مرة عن ضرورة حساب المقصر، وحتيمة التعلم من الماضى، ويبدو فى تأكيده الدائم أن الشعب المصرى قادر على إشعال ثورة أخرى لتغيير الحاكم، واستيعابه الجيد لمنطق التعلم من الأخطاء لمنع تكرارها.
النبى الكريم محمد بن عبدالله، عليه الصلاة والسلام، كان يعلم أن كل بنى آدم خطاء، وبعضنا أخطاؤه كبيرة، وبعضنا الآخر له مجرد هفوات صغيرة، لكنه تحدث عن العلاج فى قوله: «لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار»، وهكذا وجب على المسؤولين أن يعلموا أنه لا كارثة مع الاستغفار بتحمل المسؤولية أو الاستقالة أو الوقوف أمام المحكمة، ولا خطأ صغيرًا فى تصريح أو قرار مع الإصرار على التصويب والاعتذار، واتخاذ جميع الإجراءات لمنع تكراره
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أم أحمد
الله يباركلك يا أستاذ محمد
عدد الردود 0
بواسطة:
Ebtissam Sameh
صفر وزير التعليم
عدد الردود 0
بواسطة:
حائرة
حد يحذر الرئيس ان البرلمان القادم هيكون كارثة !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
اشكرك..ياحضرع المحترم
استاذه جانع استاذ جامعى..حزين مما آلت اليه الاوضاع
عدد الردود 0
بواسطة:
م احمد فتيحه
احذروا من ثوره الجياع القادمه