لم تكن كيانات البشر بتلك القساوة وهم يشاهدون بن عبد الله الكردى ملقى على أحد شواطئ تركيا غارقًا إثر هجرته وهو وأسرته على قارب الموت، من منا لم يفجع ومن منا لم تنهمر من عينيه الدموع ومن منا لم يكفر بنفسه وبعالم البشرية التى تسمح بقتل وببطش إخواننا فى العالم العربى من كل الملل والأعراف والأطياف على يد من يدعون أنهم مسلمون مدعمون من عالم غاب عنه ضميره ومسئوليته وحبه للقتل ولخريطة مرسومه لتفكيك ورسم وتخطيط عالم عربى بحدود جديدة وقتل وتدمير حضارة عربية دنيوية ذات الأديان الثلاث وكانت ذات يوم علم له ولحضارته الآن، لا تصدق من يدعون الحرية والتطور بل نصدق فقط حب المصلحة والقوة وأصبحت الحروب بعلم حقيقى وعلى أرضنا ومنا فينا والنفوس الضعيفة كم هى مستعدة لبطش وقهر وذبح وحرق البشر والعالم بدم بارد ينظر للأمر كأنها حادثة تمر كأى حادث عادى لأنه عربى ليست له كرامة مثلما حدث مع محمد الدرة الفلسطينى منذ سنوات ومر الأمر ونسى البعض المشهد بعدما تغنى فيه العرب كثيرًا ومرارًا ولكن هيهات الأمر سوف نجد منا على الثرى دماء كرامتنا وأعراضنا تباع فى أسواق العالم لمن يشترى ويدفع أكثر على يد العالم المناصر للإرهاب والمنفذ يد عربية إرهابية تدعى الإسلام ونحن نشاهد مثلما جرى على أرض سراييفو وكنا نشاهدهم ولم نفعل شيئًا غير أننا انتظرنا كثير حتى تمت الإبادة وصحى ضمير الرئيس كلينتون وقام بضربات جوية أنهت تلك الحرب التى ذهب فيها أرواح مسلمة مسالمة فى مقابر جماعية ولن يكون آخرها طالما نحن كـ أمة عربية ضعيفة تعتمد على قوتها من الخارج سواء فى طعامها أو بناءها أو أمنها.
هذا الطفل وغيره هو وصمة عار فى جبين أمة بشرية عربية وغربية لم تستطع أن توفر له الأمن بعدما سلب منه الوطن والعرض، الآن ماذا نفكر؟ وماذا سننظر للأمر؟ وماذا سنصنع لشعوب عربية تحرق وتهاجر وتتفكك؟ لا شىء.. نعم لا شىء؟ الإعلام بمختلف إشكاله سيتسابق لنشر الصور والحوارات والتعليقات وكلامات مأثورة هنا وهناك وتمر أيام دون فعل شيء مثلما هو الحال فى السابق.. إننى أحمد الله على أننا قد أطل لنا رئيس جاء فى وقته وزمانه ليحمينا من تلك الزرمة الوحشية والهيمنة البربرية والمدعون باسم الدين والمصلحة الشخصية ولكنى فى نهاية كلمتى لم أجد غير أنى أترحم على هذا الطفل وعلى أمة وأخيه الأكبر الذين ماتوا معه فى نفس القارب وكم منهم كثيرون غرقوا ودفنوا على أرض عربى من هنا وهناك ولكن سيبقى هذا إنذار وكم من إنذارات للأمة ولم نفق منها حتى الآن.. افيقو افيقو.. يارب اصلح حالنا .
عبد الرؤف ربيع يكتب: الطفل السورى الذى أبكى عالم باردًا
الأحد، 06 سبتمبر 2015 02:00 م
الطفل السورى الغارق