المهاجرون إلى أوروبا.. من أنصارهم؟ .. الصحافة الإنجليزية «تعاير» العرب بعدم فتح بلادهم للسوريين.. وألمانيا تعرف أنها تحتاجهم ..وفى سويسرا جدل مستمر حول الملف

الأحد، 06 سبتمبر 2015 01:24 م
المهاجرون إلى أوروبا.. من أنصارهم؟ .. الصحافة الإنجليزية «تعاير» العرب بعدم فتح بلادهم للسوريين.. وألمانيا تعرف أنها تحتاجهم ..وفى سويسرا جدل مستمر حول الملف اللاجئين
تحليل يكتبه: وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى...



تتحول خريطة العالم رويدًا رويدًا إلى قطع متناثرة محاصرة بالأسلاك الشائكة والأسوار، البشرية تتحول رويدًا رويدًا لمنع بعضها من التنقل والسفر، تزداد الحواجز، وترتفع الأسوار، ليس فقط عبر الحدود، بل يتم تشييد الموانع حتى إذا أمكن فى البحار، وذلك للحد من الهجرات، ومنع الإنسان أخاه الإنسان من الانتقال، واللجوء للنجاة بحياته وحياة أبنائه من ويلات الحروب.

أصدرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريرًا رصدت فيه كم الهجرات السورية التى استقبلتها الدول العربية، فيما يشبه لغة «المعايرة»، كذلك أصدرت تقريرًا آخر وجهت فيه اللوم للضمير العالمى، الصامت على جريمة الصدود تجاه السوريين، وما يتم ارتكابه من جرائم على أراضيهم، تدفعهم للفرار إلى الشمال بين أطراف متعددة.. ونسب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العالم إرسالها خطابا لاذعا، وجهت فيه اللوم ، إلى العرب، بقولها: يتجه اللاجئون إلى ألمانيا، بينما مكة أقرب لهم"على حسب قولهم .

هذا الخطاب الألمانى اللائم على دول عربية ، بحسب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى ،أدارت ظهرها للقضية، ربما يحتمل وجاهته، وربما يحمل فى مضمونه حقائق عديدة عن الصمت العربى المتخاذل، لكن هل حقًا تبدو المستشارة الألمانية «ميركل» فى هيئة المنقذ السماوى؟، هل حقًا لن يعود عليها المهاجرون بأى مكسب اقتصادى ينعش تقدم بلدها؟، لن يصب المهاجرون قواهم وقوتهم لبناء بلدها اقتصاديًا؟ لن يدفعوا ضرائب؟ لن يسهموا فى زيادة الدخل القومى؟

تقول القاعدة: ليس كل من ساعدك يفعل ذلك بلا ثمن، ويقول المثل: «الحدأة لا تلقى بالكتاكيت».. بالطبع أنا لا أقصد هنا «ميركل» بالحدأة، لكنها أيضًا لن تلقف السوريين، وتوفر لهم ملاذًا آمنًا فى ألمانيا مقابل لا شىء.

فى مصر فتح السوريون محال للعطور، والحلويات، والشاورمة، اشترى بعضهم ورشًا متعطلة فى دمياط، وأعادوا تشغيلها، يقدم الكثير منهم إسهامًا ينمو ويكبر ويصب فى الدخل القومى المصرى بشكل أو بآخر، يدفعون ضرائب لمصلحة الضرائب، يستفيدون ويفيدون، وهكذا سيوفر اللاجئون السوريون الذين تستقبلهم البلاد الأوروبية إسهامًا كبيرًا فى دخولها، فهى بلاد تموت سكانيًا، تشيخ من قاعدتها، تسجل الأرقام أن القمة السكانية للمواطنين الألمان تتزايد نظرًا للتقدم الصحى، وتوفير التأمين الطبى المتقدم، والأدوية والعلاجات، كل ذلك يسهم بشكل أو بآخر فى تقدم أعمار المواطنين الألمان، يعيشون فترات أطول، يتقاضون معاشات، لا يدفعون ضرائب، أقصد هنا المسنين، لا يسهمون بأى شكل من الأشكال فى زيادة الدخل القومى لألمانيا الاتحادية نظرًا لأنهم كفوا عن الإنتاج.

إذا نظرنا إلى فريق ألمانيا لكرة القدم الذى أحرز كأس العالم العام الماضى، سنجد تأثير المهاجرين واللاجئين واضحًا.

من بين أعضاء الفريق الألمانى الذى أحرز كأس العالم العام الماضى يوجد 11 لاعبًا من أصل 23 من أصول غير ألمانية، مثل مسعود أوزيل التركى، وسامى خضيرة التونسى، وجيروم بواتنج الذى تنحدر أصوله من غانا.. بالمناسبة، عدد من هؤلاء اللاعبين رفعوا مؤخرًا لافتات الترحيب باللاجئين فى فيديو شهير لهم منذ أيام.

فى سويسرا التى زرتها العام الماضى لم يزل هناك جدل مستمر حول اللاجئين السوريين، التقيت العام الماضى بأحد المترجمين المصريين الذين تستعين بهم السلطات السويسرية، وكشف لى العديد من الإجراءات المعقدة التى يتعين على طالب اللجوء اتخاذها من أجل تقديم طلبه، والموافقة عليه بعد ذلك، ومنها أن طالب اللجوء يجب أن يكون قد جاء عبر الصليب الأحمر ببيروت، وليس عبر «فيزا سياحية»، يقول «أ. ض» إنه يعمل مترجمًا بين السلطات السويسرية، وبين اللاجئين السوريين، بعضهم يحاول أن يقدم إفادات مقنعة للسلطات السويسرية من أجل إقناعها بقبول طلبه واستبقائه، إلى حين ذلك يتم السماح بإقامة اللاجئين فى معسكرات يتم إعدادها خصيصًا بمدارس، أو عنابر معدة لهم، ويتم التأكيد على طالب اللجوء بضرورة ألا يخالف الإجراءات التى تضعها سويسرا حتى يتم التحقيق والتدقيق من طلبه.


اليوم السابع -9 -2015






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة