أحمد حمدى يكتب: الصفر الموجع.. والمستقبل الباهت..!

ذكرنى خبر طالبة الثانوية العامة"مريم ملاك" الحاصلة على "صفر"%؛ بمسرحية «السكرتير الفنّى»، مشهد العمّ السمّاك؛ جمال إسماعيل، الذى استشاطَ غضبًا حين حصل ابنُه «البليد» على صفر فى اللغة العربية. فراح يوبّخ المدرسَ «ياقوت أفندى»، فؤاد المهندس، صارخًا فى وجهه: «سفر واحد؟» (يقصد صفر) طب خليهم سفرين! خليهم تلاتة! أنا بادفع تلاتين صاغ فى المخروبة دى (يقصد المدرسة)؛ وبابيع وقّة السمك باحط عليهم أربع بيسريات! تحطوش انتو على التلاتين صاغ أربع أصفار؟!».
تابع الجميع عن اهتمام مأساة الطالبة التى حصلت على نتيجة "صفر%" والتى عرفت اعلامياً"بطالبة الصفر"..

المشهد برمته هز أركان المجتمع المصرى، ولفت اهتمام المصريين، وأصبح حديث الساعة_ بعد زواج الفنان سعيد طرابيك بالفنانة الشابة سارة طارق_ وأثار الرأى العام ضد وزارة التربية والتعليم فى مصر ووزيرها الحالى محب الرافعى، المسئول الحقيقى عن مستقبل مصر الحقيقى.

لكنى اتساءل؛ كيف حصلت الطالبة المذكورة على هذه النتيجة الصادمة "صفر%".. ألم تكتب جملة واحدة صحيحة داخل كراسة الاجابة فى مادة واحدة فقط، لتحصد بسببها درجة واحدة على الأقل لتتغير تلك النتيجة الكارثية!

الطالبة "المتفوقة" لم تسكت اشتكت وتظلمت واتجهت فى كل اتجاه باحثة عن مستقبلها الذى اهدره " الصفر" المشئوم، واحالت وزراة التربية والتعليم امرها للطب الشرعى وخضعت الطالبة لأكثر من اختبار لثبت انها لا تستحق هذه النتيجة الموجعة ليس لها فقط وانما للمجتمع المصرى بأكمله.

لكن الحدث كشف عن الثقة المفقودة من الجميع تجاه وزارة التربية والتعليم، فلا زملاءها ولا اصدقاؤها ولا جيرانها ولا المتابعين لقضيتها، مقتنعين بتصريحات الوزارة تجاه القضية.

ورغم أن قضية الطالبة مثارة منذ فترة، إلا إننى اعتبر لقاء الطالبة بالمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء جاء متأخراً للغاية، فكان يكفى الرجل فى بداية الحديث عنها أن يعتبرها ابنته ويُكلف "اليد الأمينة المتخصصة" بمتابعة ملف الطالبة عن اهتمام بالغ ليعود الحق إلى اهله. اطالب رئيس الوزراء أن يأخد القضية مأخد الجد والاهتمام الكامل؛ لان ظلم طالبة بهذا الشكل هو هدم للمستقبل المنشود.