شنودة فيكتور فهمى يكتب: المعادلة الصعبة

السبت، 05 سبتمبر 2015 01:16 ص
شنودة فيكتور فهمى يكتب: المعادلة الصعبة عمارة مهدومة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنوات طوال والحديث الأكثر شيوعًا فى بلادنا عن الفساد المنتشر فى ربوع مصر فى قطاعات عديدة ولا أبالغ إن قلنا إنه فى شتى مناحى الحياة لا نستثنى منها إلا أقل القليل.. ليس لنجاح إدراتها بقدر ما هو طبيعة خاصة لتلك الجهات والأماكن... ولكن الأغلب والأعم هو الفساد.

فلو توقفت مع صبى أو فتاة دون الثامنة عشرة وصولا للشباب والشيوخ لحدثوك طويلا عما يقابلونه فى حياتهم اليومية من فساد ومحسوبية وواسطة ومجاملات وإكراميات... .. .. .. إلخ.

ولكن هل لنا أن نتوقف قليلا مع أنفسنا لنسأل أنفسنا سؤلًا واحدًا دون مواربة أو تجميل.. من المسئول عن كل هذه المظاهر المتعددة للفساد

هل الحكومة بمفردها أم أنظمة حكم متعاقبة أم أفراد الشعب أم مراكز قوى غير معلومة وممنوع الاقتراب منها؟؟؟؟؟؟؟؟؟

استكفينا كلامًا وشكوى ومعاناة مع الفساد فهل يمكن أن نصل إلى طريق الحل أم نظل سائرين فى دائرة مفرغة لا تنتهى ولا نخرج منها أبدًا.

فبعيدا عن الحكومة او الدولة بمفهومها العام وهى بالطبع أول وأهم المعنيين بمواجهة الفساد وأباطرته.. هل نحن كان لنا دور فى صناعة هذا الفساد ونموه وزيادته حتى أصبح هو المتصدر المشهد بقوة ودونما مواجهة حقيقية وفعلية له..

نعم أنا وأنت مسئولان عن هذا الفساد حين تسمح لابنك أن يلقى بقمامته فى الشارع سائرا أو من السيارة.. حينما تسمح لابنك بالاعتداء على الآخرين ليدافع عن نفسه.. حين تستخرج رخصة قيادة لك أو لزوجتك أو لأولادك دون أن تكون مؤهلا لذلك فأنت فاسد تسرق وتعتدى على حقوق الآخرين، حينما تتاح لك فرصة الغش فى الامتحان أو العمل أو أى معاملات وتشعر أنها شطارة أو فهلوة فهذا فساد.. حينما لا تراعى الله فى نقطة مياه تتسرب فى بيتك او ترشها فى الشارع لتجلب لك طراوة أمام محلك فهذا فسادا حينما تعتدى على حرمه الرصيف والشارع وتزرع الموانع والخوازيق لاستغلال المكان لك ولسيارتك فهذا فساد.. حينما توشى بزميلك فى العمل فهذا فساد.

حينما تزرع فى نفوس أولادك أن بلدك فاسد ولا أمل فيها فهذا فساد حينما تكون مسئولًا وتستبيح أو تفرط فى حقوق المواطنين فهذا فساد

حينما تستغل حاجة الناس وتقصر فى عملك لاستغلالهم وزيادة دخلك منهم بطرق غير مباشرة فهذا فساد كالمدرس، الذى لا يشرح فى الفصل ليوفر وقته ومجهوده لمراكز الدروس الخصوصية

حينما تكون طبيبا يمكن أن تعالج بدواء، ولكن تجرى العمليات أو الإشاعات أو التحاليل من منطلق مبدأ نفع واستنفع فهذا فساد.

حينما تغش فى مواد البناء وأنت مقاول أو مهندس أو تدافع عن مدان وأن تبرئ مذنبا وأنت محام فهذا فساد.

الخلاصة أن الاعتداء على حقوق الآخرين بكل اشكاله وتنوعه هو صناعة للفساد بطريقة مختلفة.
دعونا نفكر قليلًا قبل ان نتهم الاخرين بالفساد فكلنا فاسدون شاركنا فى صناعته مباشرة او بطرق غير مباشرة بسلبياتنا وخوفنا وأن نساير دائما الموجة حتى لا نتعرض لمشاكل أو أزمات.

الفساد ليس موظفا فاسدا أو مرتشيا إنما الفساد هو فساد نفس زاغت وضلت عن الصورة، التى خلقها الله عليها..
طبعا بتسأل نفسك سؤال بديهى: أيه الحل؟ وهنفضل كده لحد أمتى؟
أقولك هنفضل كده لحد امتى

لحد ما نعرف نربى ولادنا صح جوه بيتنا وممكن بالمرة كمان نربى نفسنا معاهم. ونعالج مشاكلنا واحنا بنربيهم.. لانهم بيتعلموا مننا كل حاجة

لما نرجع وزراة التربية قبل التعليم مش مناهج تربية وطنية ولا حسن الأخلاق لما نربى صح جوة مدارسنا الأول هنعرف نعلم بعد كده بسهولة لأننا بالفطرة أذكياء.. مش هنتعب أوى فى التعليم لو أحسنا تربية ولادنا

لما كمان نعرف نربى ولادنا كويس فى الجامع والكنيسة والنادى ونرجع القيم اللى "بعض آبائنا" كانوا بيزرعونها فينا

طبعا بعد ده كل مش هتقدر تقضى على الفساد تمامًا لأنه بكل أسف منتشر فى العالم كله... بس هتقدر تحجمه، وتسيطر عليه ولن يكون هو الأساس بل يكون هو الجريمة أو الاستثناء.

الخلاصة أن محاربة الفساد مسئولية 90 مليون مواطن مصرى وعلى راسهم طبعًا "الحكومة" والقيادة السياسية
وبرضه... . تحيا مصر... رغم أنف.. الحاقدين.. والمنفسنين.. والمتشائمين





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة