دينا شرف الدين

تنظيم الفساد الإرهابى!

السبت، 05 سبتمبر 2015 10:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"القلب مخطوف خوف وقله شوف يادى المتاهة اللى بلا نهاية.. خايف أخطى ف بير غطاه مكشوف أضيع تضيع أحلامى ويايا"..

وعلى ذكر كلمات الشاعر الكبير سيد حجاب فى مسلسل الأيام استهل مقالى..


لقد طفح الكيل وفاحت رائحة الفساد العميق التى تهب من مستنقع المؤسسات الحكومية المنوط بها تقديم الخدمات للمواطنين وحل مشكلاتهم، والتى جرت العادة على أنها لا تحل ولا تربط!.. لقد استشرى واستفحل وتغلغل هذا النوع من الفساد لدرجة أنه أصبح أشد خطراً على مستقبل مصر من الإرهاب.

ما المعضلة الكبيرة التى تعوق السادة المسئولين عن كل حى فى حل مشكلة القمامة التى كادت أن تفتك بالبلاد، والتى تعالت نداءات واستغاثات المواطنين بالسادة الغير مسؤلين لحلها؟

فإذا استعرضنا هرم السلطة من قمته سنجد رئيس الدولة يقوم بدوره على أكمل وجه بل يتولى القيام بعدة أدوار أخرى، ولا يدخر جهداً بل يستعير جهداً على جهده لمسابقة الزمن وإنجاز كل ما يمكن إنجازه فى أقصر وقت ممكن.

أما رئيس الوزراء فلا يجلس على مكتبه ويتجول هنا وهناك فى كل اتجاه، وهذا ما يجب أن نتوقف عنده قليلاً :سيادة رئيس الحكومة.. مهمة سيادتك الأولى والأهم هى متابعة ومراقبة وتوجيه أداء الوزراء، حسب الخطة الموضوعة للحكومة فى تلك الفترة، وتقييم أداء ومعدل إنجاز كل وزارة وليس اللف والدوران فى كل الاتجاهات دون إحكام السيطرة الكافية على أداء الوزراء.

ثم نأتى للسادة المحافظين..


وأما عن المحافظين فحدث ولا حرج.. من محافظ الإسكندرية الذى يتحدى رفض الجماهير، إلى محافظى القاهرة والجيزة واللذين حققا الرقم القياسى لانحطاط وتدنى الأداء وتفشى ظاهرة انتشار القمامة بشكل غير مسبوق.

ثم ننتقل أخيراً وليس آخراً إلى قاعدة الهرم التى تستحوذ على النصيب الأكبر من الفساد المستحكم وتحظى بأعلى نسب المحسوبية والإهمال والاستهبال.. وهم السادة مسئولى الأحياء والذين أرى أنهم ربما يشكلون خطراً داهماً على مصير البلاد والعباد أكثر من خطر رؤساء التنظيمات الإرهابية!.

فالإرهاب عدو واضح وصريح ومواجهته ومحاربته هى الأخرى واضحة وصريحة، لكن هؤلاء الذين لا يصنفون أعداءً بل هم أشد قسوة من العدو وبهم مكمن الخطر.. فقد استوقفتنى مؤخراً عدة روايات عن مواطنين فى أحياء مختلفة جفت حلوقهم من كثرة الشكاوى للحى، والنتيجة (لا حياة لمن تنادى)!.

تلال القمامة تتزايد وتتكاثر يوماً بعد يوم، والسيد رئيس الحى وباقى أفراد إدارته التابعة له ودن من طين وودن من عجين، كما ذكر المثل الشعبى القديم.

فهل هى معضلة مستحيلة الحل؟ وما المانع الذى يحول السيد المسئول دون فرض غرامات مالية قاسية لردع كل من له يد فى تلك المشكلة مثلما يحدث فى دول كثيرة مجاورة؟

يا سيادة رئيس الحكومة الموقرة..


لا بديل عن التخلص من مافيا الفساد المستتبة، المتشعبة، المتوغلة، والتى لن تفلح أية مساعٍ للنهوض بمصر دون تطهير تلك البؤر التى لا تقل خطراً عن بؤر الإرهاب المنوط بكم تطهيرها!..

سيادة الرئيس: رجاءً


تخلص من دائرة الفساد دفعة واحدة، فلا يستحق أحدهم فرصة جديدة، لست بحاجة لإيقاظ ضمائر اعتادت الغط فى سباتٍ عميق، فمصر لا تنضب أبداً من الضمائر الوطنية الحية والكفاءات المميزة، لكنها تنتظر دورا لا يأتى، وفرصا كلها مستبعدة طالما بقيت عصابات الفساد المترابطة!.. سيدى.. (اللهم اكفك شر أصدقائك، أما أعداؤك فأنت كفيل بهم).





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر المصرى

تحباتى للاستاذة دينا...

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

مقال اكثر رائع

شكراً استاذة دينا

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الرزاز

عصب الفساد في المحليات

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المصري

عندك الف حق يا استاذة

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة