«ادفع لتموت».. هذا هو شعار المستشفيات الخاصة فى مصر، الوهم والخديعة التى يعيشها المصريون فى أغرب نظام صحى فى العالم، لا مثيل له سوى فى مصر، منذ أن تحول العلاج فى بلادنا إلى «بزنيس» واستثمار وتجارة فى أرواح المصريين، مثل كل شىء انقلب إلى مع منتصف السبيعنيات وحتى الآن.
لا تجد فى دولة فقيرة أو غنية نظاما صحيا يتفوق فيه عدد المستشفيات الخاصة عن المستتشفيات الحكومية إلا فى مصر وعلى حساب علاج الفقراء، فهل يعقل أن يكون لدينا حوالى 930 مستشفى، فى المقابل كل المستشفيات التابعة للحكومة لا تتعدى 630 مستشفى وفى تناقص، ولا نناقش هنا تدنى مستوى الخدمات الصحية والإهمال؟
هل هذا معقول؟ وأى حكومة وطنية تترك مواطنيها نهبا لتجارة الأرواح، دون وضع نظام صحى شامل مثل باقى الدول المحترمة التى تعتبر صحة مواطنيها مسألة أمن قومى؟
ودون رقابة وسيطرة حقيقية على ما يدور داخل المستشفيات الخاصة التى أصبحت تسيطر على المنظومة الصحية فى مصر، ولا يجد المواطن المسكين سبيلا فى حالة المرض سوى اللجوء إليها بعد أن تحولت المستشفيات الحكومية إلى خرابات ومأوى للقطط والكلاب، وأصبح الداخل مفقودا والخارج ميتا.
الحال لا يختلف كثيرا، بل يتطابق داخل المستشفيات الخاصة مع الفرق أنك سوف تدفع «دم قلبك» قبل أن تموت، يعنى «موت وخراب ديار»..! فلم تعد مكانا للعلاج والدفع بل مقابر استثمارية، والحكومة والوزير المختص لا علاقة له بما يحدث.
فقد ماتت الطفلة منة الله داخل المستشفى الخاص، تركوها حتى افترسها الدود، على فراش الموت، فى الوقت الذى كان فيه معالى وزير الصحة يستعرض داخل مجلس الوزراء «الخطة الاستراتيجية اللولبية» لمنظومة الصحة فى مصر. صرخات أم منة ووالدها لم تصل إلى مسامعه ليهتز من مقعده، ويصدر قرارا بالتحقيق فى الواقعة المؤلمة الحزينة، فلس على المستشفيات الخاصة حرج ولا رقابة ولا سلطة، فإن تموت منة وقبلها المخرجة نادين شمس بسبب الإهمال، فهذا شىء عادى، المهم قبل أن يموت هؤلاء يكونوا قد سددوا فاتورة الموت لآخر مليم..!
الحالات كثيرة والقصص الماسأوية للمستشفيات الخاصة لا تحصى ولا تعد. والحكومة غائبة عن هذا الملف الخطير.. ومازال وزير الصحة يناقش الاستراتيجية. اللهم ألهمنا الصبر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
مستشفيات الباشوات الخاصة شعارها : "الشعب يدفع لكى يعيش الباشوات"