محمد على طه يكتب: فى ذكرى وفاة الزعيم.. كلمات لها قصة

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015 04:00 م
محمد على طه يكتب: فى ذكرى وفاة الزعيم.. كلمات لها قصة الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش هذا الأسبوع مع الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله، الذى كان ولا تزال جماعة الإخوان الإرهابية تريد تشويهه ولكن تبقى مواقفه وكلماته نبراسًا تنير الطريق أمام المصريين خاصة بعد أن أفاق الشعب من تجارتهم بالدين بعد أن وصلوا للحكم فعلموا أن كل ما يقولونه عنه هو محض افتراء وأصبحوا يرددون "عبد الناصر قالها زمان.. الإخوان مالهمش أمان" ولعل هذه الكلمة جعلتنى أبحث عن بعض كلمات عبد الناصر التى قالها بصدق فى وصف هذه الجماعة وأبرزها :
1. الإخوان يتكلمون بوجه، وحينما ينصرفون يتحدثون إلى الناس وإلى أنفسهم بوجه آخر.

وعن موقف هذه الكلمة يقول الكاتب عبد الله إمام فى كتابه "عبد الناصر والإخوان المسلمون":
كان الإخوان المسلمون حريصين منذ اليوم الأول لقيام ثورة 23 يوليو على تحريض مجلس قيادة الثورة ضد الأحزاب وتكوين قناعة بضرورة حلها. وعندما اقتنع قادة الثورة بعدم قدرة الأحزاب على تحقيق التغيير الذى يحتاجه الشعب بسبب فسادها وترهلها، طلبت وزارة الداخلية من الأحزاب أن تقدم إخطارات عن تكوينها، فقدم المرشد العام شخصيًا أثناء زيارة مكتب سليمان حافظ، وزير الداخلية، إخطارًا "رسميًا" بأن الإخوان جمعية دينية دعوية، وأن أعضاءها وتكويناتها وأنصارها لا يعملون فى المجال السياسى، ولا يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق أسباب الحكم كالانتخابات، ونفى أن يكون ذلك من بين أهداف جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذى جعل قانون حل الأحزاب الذى أصدره مجلس قيادة الثورة لا ينطبق على الإخوان المسلمين.

بعد أربعة أشهر على قيام الثورة، وبالتحديد فى صبيحة يوم صدور قانون حل الأحزاب فى يناير سنة 1953م حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من الإخوان المسلمين مكون من الصاغ الإخوانى صلاح شادى، والمحامى منير الدولة، وقالا له: "الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا فإنهم يجب أن يكونوا فى وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم"، فقال لهما جمال عبدالناصر: "إن الثورة ليست فى أزمة أو محنة، وإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنهم مخطئون".. لكنه سألهما بعد ذلك: "حسنًا ما هو المطلوب لاستمرار تأييدكم للثورة؟".

فقالا له: "إننا نطالب بعرض كافة القوانين والقرارات التى سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها.. وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد".

فقال لهما جمال: "لقد قلت للمرشد فى وقت سابق إن الثورة لا تقبل أى وصاية من الكنيسة أو ما شابهها.. وإننى أكررها اليوم مرة أخرى.. وبكل عزم وحزم".

لكنهما أصرا على موقفهما وأبلغا عبد الناصر أن مهمتهما فى هذا اللقاء ليست النقاش بل إبلاغ مطالب الإخوان فقط ونقل رد مجلس قيادة الثورة إلى مكتب الإرشاد، ثم جددا التأكيد على مطالب الإخوان المسلمين وهى:
أولاً: ألا يصدر أى قانون إلا بعد أن يتم عرضه على مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين ويحصل على موافقته.

ثانياً: ألا يصدر أى قرار إلا بعد أن يقره مكتب الإرشاد.
وقد رفض جمال عبد الناصر بكل حزم هذين الشرطين لأن الإخوان أرادوا من خلالهما وغيرهما من الشروط الأخرى الحكم من خلف الستار وعدم تحمل تبعات الحكم الداخلية والخارجية.

كان هذا الموقف الحازم لجمال عبدالناصر من مطالب الإخوان المسلمين نقطة التحول فى موقفهم من الثورة وحكومة الثورة، إذ دأب المرشد بعد هذا التحول على إعطاء تصريحات صحفية مهاجمًا فيها الثورة وحكومتها فى الصحافة الخارجية والداخلية، كما صدرت الأوامر والتعليمات إلى هيئات الإخوان بأن يظهروا دائمًا فى المهرجانات والمناسبات التى يحضرها وينظمها رجال الثورة بمظهر الخصم المتحدى!!

1. "أنا مش عارف سبب اهتمامكم باستهداف الستات!!"
وبعد ذلك قابل جمال عبد الناصر المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبى فى منزله بمنشية البكرى فى حى مصر الجديدة شمال مدينة القاهرة على أساس أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين "الثورة" و"الإخوان" بعيدًا عن الوصاية الدينية أو السياسية، لكنه فوجئ بأن الهضيبى تراجع عن الشروط السابقة وقدم بدلاً عنها مطالب جديدة تتمثل فى مطالبة مجلس قيادة الثورة بإصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء وإقفال دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغانى والموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية وإصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الأفراح باستخدام أناشيد مصحوبة بإيقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر.

كان رد عبد الناصر على هذه المطالب أن كتب بخط يده تحت الورقة التى تضمنت تلك المطالب: "لن نسمح بتحويل الشعب المصرى إلى شعب يعيش حياة بدائية فى أدغال أفريقيا"!!.

واللافت للنظر أن الإخوان المسلمين قبلوا على مضض ــ أو تظاهروا بقبول ــ رفض جمال عبد الناصر لجميع المطالب التى عرضوها عليه فى اللقاءات السابقة، لكنهم أصروا على مطلب واحد يتعلق بضرورة الشروع بإصدار مرسوم يقضى بفرض الحجاب على النساء، وقد حدث ذلك عندما اتصل به المرشد العام حسن الهضيبى وأخبره بأن مكتب الإرشاد كلف كلا من حامد أبو النصر والشيخ فرغلى بمقابلته لأمر لا يعتقد الإخوان بأنه قابل للتأجيل. وعندما قابل عبدالناصر موفدى الإخوان عرضا عليه رسوما قالوا إنها تقريبية لثلاثة نماذج من الحجاب يمكن تطبيقها على مراحل بصورة تدريجية وفور مشاهدة عبد الناصر لهذه الرسوم التقريبية ضحك ساخرا وقال لهم (أنا مش عارف سبب اهتمامكم باستهداف الستات!!).. ثم توجه إلى حامد أبو النصر الذى أصبح مرشدًا للإخوان المسلمين فى وقت لاحق من الثمانينيات متسائلاً: "طيب ليه بناتك سافرات يا أستاذ حامد وليه متلزمهمش بواحد من الحجاب ده اللى عايزين من مجلس قيادة الثورة فرضه على الستات بمراسيم"!!؟؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الحسين

ياه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة