محمد نبوى

إيران ما بين العرب والأمريكان

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015 11:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب إلى الأشقاء فى المملكة العربية السعودية، إلى الأشقاء فى الإمارات العربية المتحدة، إلى الأمة العربية بأكملها، منذ عقد من الزمان تحاك مؤامرات ضد الوطن العربى تستهدف تقسيم المنطقة بسياسة «فرق تسد» تستخدم قوى الغرب أدواتها فى المنطقة لتحقق غايتها، ومن الواضح أن أهم هذه الأدوات هى الصهاينة، ومن خلفهم حلفاؤهم «إيران» وبما أن المعادلة أنتجت كراهية للصهاينة عن ظهر قلب كل عربى، فكانت الخطة هى استخدام إيران بديلا فى إحدى مراحل الخطة، لذلك نستعرض بعض النقاط المهمة التى قد تكون غائبة عن اهتماماتنا اليومية لأننا نستطيع أن نحبط أى مخطط قد يهدد الأمن القومى العربى بسهولة ولكن بالاتحاد ليس إلا.

الحقيقة أن النظام الفاشل فى إيران يسير فى نفس الخندق الذى انتهى فيه تجار الدين فى مصر «تنظيم الإخوان الإرهابى» ويستخدم الإسلام كمظلة للعبث بأمن الوطن العربى، مدعيا أن ذلك يصب فى مصلحة ما يسمونها «الثورة الإسلامية الإيرانية». حرص النظام الإيرانى فى الفتره الأخيرة على استعراض القوة والإكثار من المناورات العسكرية فى البر والبحر والجو كرسالة لرجالها بأنها تقترب من الهيمنة على الشرق الأوسط الجديد، كما تم وضعه فى الخطة الأمريكية للمنطقة وتغيير الخريطة الأيديولوجية لمنطقة الخليج العربى، مستخدما حلفاءه، معتقدا أنه يستطيع تنفيذ مخططاته وأهدافه من خلالهم، كل هذا تحت مظلة أن العلاقة بين الإيرانيين وحكومتهم تجبرهم على أن يكونوا أوفياء لثورتهم الإسلامية عن طريق تصدير هذه المفاهيم الأيديولوجية إلى بقية دول المنطقة، ومن هنا نرى أن الرغبة الإيرانية فى نشر السيادة الفارسية على المنطقة ليست وليدة اليوم، فمنذ مطلع السبعينيات كانت إيران تعيش حالة تحريض متطرف لإحياء ما أسمته «السوفيتية الفارسية» تشبه فى مناخها العام ذلك المناخ الذى ساد ألمانيا فى الثلاثينيات، وأفضى إلى ظهور هتلر والحزب النازى، فالنظام الإيرانى يسعى إلى إثبات التفوق الذاتى وإحياء دوافعه من جذور تاريخية سحيقة عبر برنامج سياسات لفتت أنظار العالم، وبرز هذا الاتجاه فى إصرار إيران على رفض اسم الخليج العربى والدفع برعاياها إلى الهجرة إلى الضفة الغربية للخليج التى تعانى من فراغ سكانى شديد فى وقتها، وبالتالى يمكنها إلغاء الأغلبية العربية وتحقيق السيادة الفعلية من خلال هذه العمليات ليصبح الخليج الفارسى.

ومن جانب المصالح السياسية نجحت إيران سياسيا من ناحية تدعيم الجالية الإيرانية فى الخليج، والتى تسعى لأن تكون بمثابة جماعة ضغط بارزة فى المنطقة تعمل لصالح إيران وتخدم مصالحها وأغراضها فى المنطقة، ولم يكن غريبا أن الشرطة الاتحادية فى دولة الإمارات كشفت معسكرا لشركة مقاولات إيرانية تعمل فى الشارقة والفجيرة خصصته الشركة لسكن موظفيها وعمالها، قد انقلب إلى معسكر تدريب لعدد كبير من المتسللين الإيرانيين على استعمال الأسلحة الحقيقية، وقبل هذا الحادث بعدة سنوات ضبطت الشرطة فى إمارة دبى كميات كبيرة من الأسلحة مخبأة فى مبنى المدرسة الإيرانية التى أنشأها الإيرانيون فى هذه الإمارة، وتم القبض على ناظر المدرسة واتضح أنه يعمل ضابطا فى المخابرات العسكرية الإيرانية.

وإن كانت هناك نظرة «بانورامية» على أمن الخليج فستظهر الصراعات الدولية فى قراءة هذا المشهد إذا كان الأمن الإقليمى لأى منطقة يستهدف، كما سبق القول، حماية تلك المنطقة، أو حماية أعضائها بتعبير أدق، ضد التهديد الخارجى المحتمل ضدهم، فإن ذلك العنصر للأمن فى منطقة الخليج، يبدو شديد التعقيد فالمصالح الأجنبية فى الخليج، ودرجة أهميتها وحيويتها، تجعل هناك تداخلا شديدا بين أمن الخليج من وجهة نظر الدولة الواقعة عليه، وبين أمن الخليج من وجهة نظر تلك القوى الدولية الخارجة التى تعتبر المحافظة على مصالحها فى الخليج امتدادا لأمنها القومى ، اكتسبت أهمية الخليج العربى أبعادا جديدة بعد الحرب العالمية الثانية وظهور الولايات المتحدة كقوة مؤثرة فى السياسة الدولية، وبدء ظهور المخاوف لدى الأمريكيين وحلفائهم من أن يتمكن الاتحاد السوفيتى من السيطرة على الشرق الأوسط وفى مقدمته منطقة الخليج، وبالتالى يشق طريقه إلى أقصر طريق للاتصال البحرى والجوى بين الشرق والغرب ومع تزايد الأهمية الاستراتيجية للخليج العربى بالنسبة للولايات المتحدة وأوربا الغربية والعالم الرأسمالى بصفة عامة، استنادا إلى حقيقة اعتباره المصدر الرئيسى للطاقة لها، فإن مجرد قرب هذه المنطقة الشديدة الحساسية بالاتحاد السوفيتى يجعلها موضع تهديد محتمل دائما، ولا شك أن تطورات حرب أكتوبر وانتصاراتها بالذات قد ظهرت مدى اعتماد النظام الرأسمالى العالمى بمجمله على البترول العربى، ويؤدى الحرمان من تلك الثروة إلى الأضرار الاقتصادية الخطيرة، سواء فى شكل تضخم أم فى شكل ركود وبطالة وكساد، بما يترتب على ذلك من توترات اجتماعية وسياسية خطيرة، وأخيرا، نحتاج للإجابة على عدة تساؤلات بسيطة نستطيع من خلالها تكوين رؤية مستقبلية: هل ستنجح تلك المليشيات الإيرانية فى تغيير الأيديولوجية الفكرية فى المنطقة؟ هل تستطيع احتلال عقول الشعوب العربية؟ هل تغيرت خريطة التحالفات الإقليمية والدولية لذلك تظهر تركيا بديلا عن إيران؟ هل لدينا تقدير للموقف صحيح لمنع أكبر خطر على الأمة العربية؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة