أحمد عبد الله حسن يكتب: طلاب "ثانوية الخارج" والتفرقة المرفوضة

هل يعقل ما يحدث للطلبة المصريين الحاصلين على الثانوية العامة من الخارج، فبعد معاناة وسنوات الغربة يفرح الآباء والأمهات بحصول أبنائهم على الشهادة ويحلم الأبناء بالعودة إلى وطنهم الأم ليحققوا أحلامهم ويلتحقوا بالجامعات التى يرغبون بالدراسة فيها والتخرج لخدمة بلدهم فيفاجأ الجميع بتحطم آمالهم بسبب قرارات عفنة ورثها لنا النظام السابق قبل الثورة مفادها الآتى:

١- تسمية الطلبة المصريين الحاصلين على الثانوية العامة من الخارج باسم الطلبة الوافدين.
٢- يتم معادلة الشهادة وتخفيض النسبة الحاصل عليها الطالب بطريقة مجحفة.
٣- صرف أوراق التنسيق بمبلغ ٢٠٠ جنيه على الرغم أن التقديم مجانى للطلبة داخل مصر.
٤- عمل تنسيق خاص بعد انتهاء المرحلة الأخيرة للتنسيق وقبول نسبة معينة ضئيلة فى كل جامعة .

إن ما حدث لابنتى الحاصلة على الثانوية العامة من الكويت وبنسبة 98,73% لخير مثال؛ فكانت نتيجة التنسيق هى (استنفاذ رغبات) حيث لم يؤهلها هذا المجموع لدخول أى من كليات الطب أو طب الأسنان أو الصيدلة أو الهندسة، فى حين أن من حصل على هذا المجموع من داخل مصر يدخل هذه الكلية أو تلك... بالله عليكم كم هى النسبة التى يتوجب على الطالب الحصول عليها ليدخل إحدى كليات القمة؟ علمًا بأن الثانوية العامة بالكويت لمن لا يعرف تحتاج لمجهود ثلاث سنوات لأن الشهادة النهائية تراكمية بمعنى أن المجموع النهائى يؤخذ فى الاعتبار مجموع ونسبة الطالب فى سنوات الثانوية العامة الثلاث!!.

والسؤال هو لماذا يتم التفريق بين الحاصل على الشهادة من داخل مصر وخارجها، سألتنى ابنتى: ألسنا كلنا مصريين؟ الحقيقة أننى لم أستطع الإجابة عليها..

لقد كان حلم الأبناء قبل الآباء العودة إلى حضن الوطن الأم وللأسف رفضت الأم استقبال أبنائها بالقبلات.. على الرغم من أن أبناءها وآباءهم كانوا خير سفراء لبلدهم فى الخارج فالأبناء بذلوا الجهد الكبير خلال دراستهم وشرفوا بلادهم بأن كان العشرة الأوائل بالكويت كلهم مصريون، وكان الكثير منهم متفوقين وحاصلين على أكثر من ٩٥٪ ، فهل يتم معاقبة الطلبة المتفوقين وأسرهم بمثل هذه القرارات؟ هل هذا معقول ومقبول فى وقتنا الحالى؟

أما آن الأوان لتدخل المسئولين فى الحكومة لرفع الظلم على الطلبة ومساواة الجميع دون تمييز فى ظل ما تشهده مصر الآن من تحرك للقضاء على الفساد؟!