وقال مسئولون بالبيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكى سيؤكد للعاهل السعودى التزام الولايات المتحدة بالمساعدة فى التصدى لأى تهديد أمنى إيرانى على الرغم من قلق بين حلفاء واشنطن الخليجيين من أن اتفاقًا نوويًا جديدًا قد يعزز نفوذ طهران فى المنطقة، حيث سيسعى أوباما إلى تهدئة المخاوف لدى أهم شريك عربى من أن رفع العقوبات عن إيران سيسمح لها بالتحرك بطرق مزعزعة للاستقرار.
واشنطن تتفهم المخاوف السعودية من تحركات إيران
وستأتى محادثاتهما فى البيت الأبيض قبل أقل من أسبوعين من تصويت محتمل فى الكونجرس الأمريكى على الاتفاق النووى الذى توصلت إليه ست قوى عالمية وإيران التى تنافس الرياض على النفوذ فى المنطقة. وتريد إدارة أوباما استخدام الزيارة لتعزيز العلاقات مع السعودية بعد فترة من التوترات.
وقال بن رودس مستشار أوباما للأمن القومى: "نحن نتفهم أن لدى السعودية مخاوف بشأن ما قد تفعله إيران مع استفادة اقتصادها من رفع العقوبات"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستستخدم الكثير من أصولها التى سيرفع عنها التجميد بمقتضى الاتفاق- الذى تم التوصل إليه فى يوليو والذى يفرض أيضا قيودًا على برنامج طهران النووى- لتحسين اقتصادها المنهك.
واعترف رودس بأن هناك مخاطر لأن تنفق طهران تلك الأموال على "أنشطة شريرة"، لكنه قال إن أوباما سيوضح أن الولايات المتحدة ستفعل "كل شىء يمكننا القيام به" للتصدى لأى تهديدات إيرانية إلى جيرانها.
وقال رودس، إن الملك سلمان من المتوقع أن "يعبر عن الارتياح للاتفاق الإيرانى فيما يتعلق بالمسألة النووية"، لكنه سيكرر المخاوف السعودية بشأن تحركات طهران، وأضاف أن إدارة أوباما تركز على تقديم المساعدة التى وعد به الرئيس الأمريكى عندما استضاف قمة عربية خليجية فى كامب ديفيد فى مايو بما فى ذلك مساعدة دول الخليج فى تحقيق تكامل بين أنظمتها المضادة للصواريخ الذاتية الدفع وتعزيز أمن الشبكات الإلكترونية والأمن البحرى.
وأشار بن رودس، نائب مستشارة الأمن القومى، إلى أن الولايات المتحدة والسعودية لديهما مصالح مشتركة "وأن الزيارة مناسبة للرئيس الأمريكى، لكى يتابع التقدّم الذى تحقق منذ عقد قمة كامب ديفيد، وأيضًا مناقشة موضوع إيران وسعى الولايات المتحدة لمواجهة تصرفات إيران السيئة فى المنطقة".
وشدّد المسئولون الأمريكيون على أن الولايات المتحدة والسعودية تقيمان علاقات عميقة ومتنوعة، وأن البلدين يتعاونان فى مجالات الأمن وضمان الاستقرار ويتعاونان فى مجالات التربية والصحة والطاقة،
وأشار المسئولون إلى أن الاجتماع سيناقش ختام مفاوضات المشروع النووى الإيرانى وضرورة معالجة بعض القضايا، بما فيها سوريا واليمن وضرورة التوصل إلى حلول سياسية للنزاعات.
وأكد رودس أيضًا أن السعودية تتمتع بعلاقات خاصة فى العراق من الممكن استغلالها فى الحملة ضد "داعش"، وأن المملكة تستطيع أن تؤازر فى تحقيق التعاون بين الأطراف العراقية.
القمة ستناقش التنسيق لمواجهة تهديدات إيران
وأكد جيف برسكوت المسئول فى مجلس الأمن القومى أن الاجتماع سيناقش أيضًا "التنسيق اللصيق لمواجهة تهديدات إيران فى المنطقة، وأيضًا التهديدات الصادرة عن التطرف والإرهاب والحملة ضد داعش وخطر القاعدة وباقى التنظيمات الإرهابية"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تعمل على دعم السعودية فى بناء قدراتها الذاتية فى تحقيق الاستقرار والتوصّل إلى حلول للأزمات.
ولمّح برسكوت إلى أن البلدين لا يتوافقان على كل تفصيل فى مقاربات البلدين لحلّ بعض القضايا، لكنهما يتناقشان بصراحة ومباشرة ويعملان على تقليل الهوّة بهدف الوصول إلى الأهداف المشتركة.
وغاب الملك سلمان عن قمة كامب ديفيد وهى خطوة اعتبرها الكثيرون زجرًا دبلوماسيًا لاستراتيجية أوباما تجاه إيران رغم أن حكومتى البلدين نفت ذلك التفسير، وقال البيت الأبيض إن الزعيمين سيناقشان أيضًا أسواق الطاقة العالمية والصراع المسلح فى اليمن وسوريا.
الولايات المتحدة ستنسق مع الدول الخليجية
فى سياق متصل، اجتمع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مع وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، أمس الأربعاء، قبيل لقاء القمة السعودى الأمريكى المرتقب، وقال كيرى إن أمريكا تتطلع إلى زيارة الملك سلمان باهتمام شديد، مؤكدًا أنها ستكون زيارة ناجحة جدًا.
وقال جون كيرى، إن الولايات المتحدة ستنسق مع الدول الخليجية، حرصًا منها على أمن هذه الدول من التدخل الإيراني، مؤكدًا فى خطاب ألقاه فى بنسلفانيا أن الدول الخليجية تشارك الولايات المتحدة القلق حول مشروع إيران النووى وحول تدخلها فى الشرق الأوسط، "ولذلك، فإن الولايات المتحدة سترد على هذين الصعيدين".
وأضاف كيرى "نحن مصممون على إعطاء أصدقائنا فى الخليج الدعم السياسى والعسكرى للحفاظ على أمنهم، ولذلك نحن نعمل معهم من أجل تطوير نظام صاروخى بالستى للجزيرة العربية، بالإضافة إلى تدريب القوات الخاصة ونقل الأسلحة الضرورية. كذاك سنقوى الأمن الإلكترونى وسنخوض فى تدريبات عسكرية مشتركة وسنطور قدرات الاعتراض البحرى لشحنات الأسلحة الإيرانية".
السعودية فى مرحلة متقدمة من مباحثات مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين
من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن السعودية فى مرحلة متقدمة من مباحثات مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين وأنه قد يتم التوصل لاتفاق بنهاية هذا العام، وبيع الفرقاطتين- وقيمتهما أكثر من مليار دولار- يمثل حجر الزاوية لبرنامج تحديث بمليارات الدولارات تأخر طويلا لسفن أمريكية متقادمة فى أسطول البحرية الملكية السعودية فى الخليج سيشمل زوارق حربية أصغر حجمًا. كما يبرز روابط الأعمال والعلاقات العسكرية القوية بين البلدين رغم التوترات بشأن الاتفاق النووى الذى قادته واشنطن مع إيران.
وأبلغت المصادر المطلعة على المحادثات رويترز هذا الأسبوع، أن اللمسات الأخيرة على الصفقة السعودية قد يتم الانتهاء منها بنهاية هذا العام. وقالت المصادر، إن برنامج التحديث الأكبر سيشمل التدريب والبنية الأساسية ومعدات حربية مضادة للغواصات وقد يشمل طلبيات من بلدان أخرى.
وتجرى المناقشات حول برنامج التوسع البحرى السعودى الثانى منذ سنوات غير أن مصادر أمريكية قالت إن مخاوف السعودية بشأن إيران عجلت به، وقال أحد المصادر "لا نرى أن أى توترات فى العلاقات بين الحكومتين الأمريكية والسعودية تعرقل العلاقات الاقتصادية.. لا يزال السعوديون مهتمين للغاية بشراء التكنولوجيا الأمريكية".
وقال رومان شوايتزر، المحلل فى جوجنهايم سيكيوريتز، إن زيارة الملك السعودى قد "تمهد الطريق لعدد كبير من طلبات لشراء معدات عسكرية من مصنعين أمريكيين". وأضاف أن المسئولين الأمريكيين سيعطون على الأرجح اهتمامًا أكبر لحلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة فى أعقاب الاتفاق النووى الإيرانى.
ويضع مسئولون أمريكيون وسعوديون أيضًا اللمسات الأخيرة على تفاصيل صفقة بقيمة 1.9 مليار دولار لشراء عشر طائرات هليكوبتر (أم.إتش.60آر) قد تستخدم فى العمليات الحربية المضادة للغواصات ومهام أخرى. وجرى إبلاغ المشرعين الأمريكيين بالصفقة فى مايو.
وتقوم شركة سيكورسكى ايركرافت- وهى وحدة تابعة ليونايتد تكنولوجيز كورب- ولوكهيد بتصنيع طائرات الهليكوبتر، وفى يونيو قالت سيكورسكى، إن السعودية تدرس طلبية كبيرة إضافية من طائرات هليكوبتر بلاك هوك بينما تسعى لمضاعفة أسطولها الحالى الذى يضم 80 طائرة.
وامتنع مسئولون بوزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق عن مبيعات أسلحة محددة لكنهم قالوا إنهم على تواصل دائم مع المسئولين السعوديين منذ ان تدخلوا فى القتال ضد تنظيم داعش واتساع الاضطرابات فى اليمن.
وإحدى أكبر الصفقات السعودية مع شركات مقرها الولايات المتحدة فى السنوات الاخيرة كان عقدا بقيمة 13 مليار دولار أعلن فى فبراير 2014 لشراء مركبات مدرعة خفيفة تقوم بتصنيعها الوحدة الكندية لشركة جنرال داينامكس.
وتصنع شركة بوينج 84 مقاتلة إف- 15 للسعودية ضمن صفقة قيمتها 33.4 مليار دولار تشمل عشرات من طائرات الهليكوبتر التى تقوم بتصنيعها سيكورسكى، وقال تود بليتشر المتحدث باسم بوينج، إن أولى هذه المقاتلات يجرى اختبارها فى قاعدة إدواردز الجوية فى كاليفورنيا.
موضوعات متعلقة..
- السعودية ترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية لمتابعة تنفيذ قرارات قمة الرياض الاقتصادية