عصام كرم الطوخى يكتب: شخصنة الأفكار

الخميس، 03 سبتمبر 2015 05:11 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: شخصنة الأفكار ورقة وقلم - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدون أن تشعر قد تجد نفسك فى مواقف عديدة غاية فى الصعوبة والإحراج، ومعارك أنت لم تسع لها، ولكنك تهاجم من البعض وبشراسة، ويرجع السبب أنك من أصحاب النقد اللاذع وأسأت لهم بداع التوجيه والإرشاد ولم تعالج الأمور بسرية وستر، لذلك فنحن من نضع أنفسنا موضع التهم والحقد والغيرة والحسد بما تركناه سابقاً من أفعالنا وأقوالنا ثم بعد ذلك ندعى أننا مظلمون.

أسع إلى تقديم النصيحة بفكر راقى وحب وتسامح ومودة ورحمة فمن الطبيعى سيكون ردة فعلها تجاهك بنفس الشيء والعدل والاتزان فى التعامل معك، لذلك حاول وابتعد عن مواضع التهم حتى لا تفقد كل شيء جميل فى حياتك، لذلك إذا دخلت فى نقاش فأحرص على مناقشة الفكرة ذاتها ولا تدخل فى معارك قاسية بالتدخل فى أمور شخصية ليست من شأنك، بل قد تقحم أشخاص آخرين فى الموضوع بسبب جهل الحوار وافتقاد ثوابت الكلام المنطقى فتزداد مشاكلك كونك خرجت عن إطار النقاش الفكرى المتزن وتطرقت إلى عيوب الناس وذمهم وفضحهم، فإذا اتبعت آليات النقاش المعروفة لسلمت من أذى الناس وأحقادهم، فأصحاب العقول هم من يناقشون الفكرة بالحجج والبراهين لا الأشخاص نفسهم.

لذلك لا تشخصن الأمور بالهروب من مناقشة الفكرة ذاتها بالحجة والدليل إلى نقد الشخص الذى يطرح الفكرة، فإذا كنت من أصحاب الحق ستجد ذاتك تبحث عن الجمال والخير والثوابت فى مناقشة الفكرة فلا تلفت إلى من يطرح الفكرة وتنشغل به، فالأفكار ليست لها علاقة بمن يطرحها ونواياه وتصرفاته فأنت عندما تفكر بهذه الطريقة تؤدى إلى الاحتقان والى المزيد من العدائية ويضعف موقفك وحجتك لأنك لم تناقش وجهة نظرك، فكل ما عليك أن ترد الحجة بالحجة حتى نصل إلى نتيجة ايجابية.

الشخصنة تقودك إلى خصومات وإرهاب فكرى بسبب التعصب لأننا ندور فى فلك الأشخاص لا الأفكار، وهذا ما نراه ويشكل أزمات فكرية وثقافية، بسبب أن عامل القبول والرفض للفكرة مبنى على شخص قائلها، وهذا المعيار للحكم على الأفكار مدمر ومؤشر خطر للمعارك المصطنعة والـتأليب للشخص ذاته ومحاولة إسقاطه بل وتدميره. لذلك فالقليل منا ما يكون موضوعى فمن الصعب أن يتكلم أحد بحيادية لأن الشخصنة للبعض هى مهرب لهم، كونهم وهم يناقشون أموراً إنسانية، يتخذون الشخصنة مخرجاً من وضعية الحرج المادى الذى هم فيه. فأسوأ ما فى الشخصنة هو التصنيف المسبق، والحكم على الآخرين من خلال الأحكام العامة المسبقة، وليس من خلال الواقع الفعلى والعملى حتى لا يكون ظلماً للطرف الآخر، مما يجعلك تترك الموضوع أو الفكرة وينصب حوارك على الشخص نفسه وليس على الموضوع الأساسى لذلك فأنت من البداية لا تريد الفكرة بقدر ما تريد الشخص نفسه. ويبقى ثقتك بذاتك وأفكارك ومنطقك رد فعل يسمو بك إذا تعرضت للشخصنة فى حياتك، لأنها لن تقلل من هيبتك بل ستزيدك قوة كونك تعى وتدرك ما تقول.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة