الوطن دائمًا يحتل منزلة عظيمة فى قلوب الناس، وحب الوطن كما يقولون من الإيمان، والمصريون يعشقون مصر الوطن والملاذ لهم فيها ولدوا وفى ترابها يدفنون ولو بعد حين، مهما بعدوا وابتعدوا مهما غضبوا من أنظمتها المتعاقبة أو اضطهدوا، فهم فى النهاية يحبونها ويقدرونها ويعملون من أجلها، لا يعرف قيمة مصر إلا من اغترب عنها ووطأت قدماه أرضاً غير أرضها، مصر التى نحلم بها ويحلم بها كل مصرى، هى مصر العدل والمساواة، هى مصر المحبة والتآخى، ربما يعتقد البعض أن كلماتى من قبيل العاطفة المتدفقة لدى كل مصرى، لا تستند على أسس، وربما يستغربها البعض فى ظل الحالة الأمنية التى تشهد فيها بلادنا سيل متدفق من العداء والتربص بالآخر، الآخر الذى لم يعد مقصوراً على من يختلف مع الأغلبية فى الهوية الدينية ولكن تعداه للهوية السياسية والفكرية وكل أيديولوجية تراها اليوم على أرض مصر، فصرنا نتصارع على هويتنا وكأن مصر كانت بلا هوية، نتحرك فى فلك أفكارنا البالية وثقافتنا المتدنية، جل اهتمامنا ينصب على تشكيل جبهات وأحزاب يعيش أغلبها فى ظل الماضى وبنفس آليات وأدوات الماضى، أحزاب هشة ورقية تتفكك وتندثر لمجرد خلافات شخصية بين أعضائها، وكأنها وليمة يتصارع عليها الجوعى، فهل هذا ما تحتاجه مصر اليوم ومصر المستقبل، فهل بهذه الصراعات ستتقدم مصر خطوة للأمام، ساسة يتصارعون وشيوخ يتقاذفون ورجال أعمال يتقاتلون بقنواتهم الإعلامية وصحفهم الموجهه، قد يقول قائل هذا حال كل الدول التى تولد من رحم الثورات والتى يتكون فيها جنين الديمقراطية، حتى أصبحنا وقد مرت سنوات طوال ومازلنا نسمع تعبير(الديموقراطية الوليدة)، وتجد أصحاب هذا الطرح هم أنفسهم من يتغنون بحضارة الأربعة آلاف عام وبما أنجزه الأقدمون والأقربون من حضارة نتفوق بها على كثير من الأمم، فليس بذلك تتقدم بلادنا وإن كان للأحزاب السياسية أهمية فى كل الأنظمة إلا أن مصر اليوم تحتاج لعدالة إجتماعية عاجلة ،لإعادة توزيع ثرواتها جيداً على كافة المجالات، للعمل والإنتاج وهذا لن يكون بدون العدالة الإجتماعية ولن ينجح نظام مهما كانت شعبيته الجماهيرية إلا بالعدل والعدالة، وليس للعمل قيمة إلا بهما، وذلك أفضل لنا بدلاً من أن نظل ندور فى دائرة مفرغة من الحكومات المتوالية وبأفكار وأطروحات بالية عقيمة وبنفس الوجوه التى حفظ الشعب تقاسيمها وتفاصيلها ربما تواجهنا عقبات أمنية أو اقتصادية، ولكن الأفكار تصنع الأمم، والعقلاء المخلصون لأوطانهم يأخذونها للأمام، لهذا كله يفرح المصريون بكل مشروع يتم إنجازه على الأرض ،أكثر من أى شئ آخر فهم يرون الأمل فى العمل، ويحلمون بمستقبل واعد لأبنائهم يتغاضون عن كل سلبية فى أى حكومة طالما وجدوا مشروعا يتم إنجازه، ويجب أن تتوالى المشروعات الإنتاجية واحداً وراء الآخر بالتزامن مع البعد الإجتماعى، الذى له أهمية قصوى فى شعور المواطن بالرضا، ليس الرضا التام فهذه مثالية لا توجد على كوكبنا، ولكنه الرضا الذى يشعر الحكومات بالنجاح، بالتزامن أيضاً مع أطروحات واضحة للمفهوم الدينى والإيمانى لدى المصريين، مع وضع قاعدة لجذب المخالفين والمناهضين للإصطفاف فى خندق واحد من أجل مصر، بدلاً من الإقصاء والتخوين والعمالة، مصر التى نحلم بها تحتاج الجميع ولن يستطيع فصيل واحد تحقيقها.
مواطنون يرفعون علم مصر - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة