جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من المؤتمر الدولى الثانى للتواصل الثقافى الروسى، بدار الكتب والوثائق، الذى افتتحه الكاتب والمفكر حلمى النمنم، وزير الثقافة صباح اليوم.
وعرض الدكتور محمد السيد، ورقة بحثية شرح فيها تطور علم الاستشراق، وخصائص الاستشراق الروسى، وما يميزه عن الاستشراق الغربى، كما تناول الاستشراق من الناحية التاريخية، مشيرًا إلى أهم الشخصيات من العرب والروس الذين اسهموا جنبًا إلى جنب، مثل ابن فضلان، محمد الطنطاوى، وتعرض لأهم المجالات التى قام بها المستشرقين الروس، وانجازاتهم فيها.
من جانبه قال الدكتور نيقولاى دياكوف، أستاذ بجامعة سانت بطرسبورج، إن المؤتمر يكرس للتعاون الثقافى والعلمى بين الشعب الروسى والشعب المصرى، وعرض فى ورقة بحثية لتطور الاستشراق الروسى منذ بداياته وحتى يومنا هذا، وقدم عرضًا لتاريخ مراكز الاستشراق الروسى، منها كلية الدراسات الأفريقية والشرقية، وتعرض إلى الشيخ محمد الطنطاوى، وقال عنه إنه رمز الدعوة الإسلامية فى مصر.
وأوضح الدكتور نيقولاى دياكوف، أن كان الاستشراق الروسى يولى أهمية كبيرة بتاريخ مصر، لأن مصر ذات الثقافة القديمة، ومهد الحضارة البشرية، وحاليا هى من أكثر البلدان تقدمًا فى العالم العربى، مشيرًا إلى أن العلماء الروس لعبوا دوراً عظيمًا فى نقل الحضارة العربية، مشيرًا إلى أن التراث العلمى للباحثين الروس عبارة عن مساهمة مجيدة فى التراث المصرى والعالمى.
من جانبه قدم الدكتور حسين حاجى إبراهيم، أستاذ اللغة العربية، بجامعة باكستان الحكومية، بحثًا يدور حول العلاقات الباكستانية العربية، ودور المستشرقين الباكستانيين فى نشر الثقافة العربية، وتدريس اللغة العربية فى باكستان.
وقال الدكتور حسين حاجى، إن باكستان تمتلك علاقات عديدة مع دول الشرق الأقصى، حيث إن باكستان منذ بداية القرن الثامن أصبحت جزء من الخلافة العربية، وهذا الارتباط أدى لاستقرار الحياة، وهذا عاملا ايجابيا فى تطور الحياة فى باكستان بحيث أصبحت مركزًا تجاريًا، وأصبحت واحدة من المراكز البارزة لانتشار الإسلام، ولعب الحوار التاريخى الثقافى، دورا كبيرا فى تطوير الشكل الحضارى للمجتمع الباكستانى، وانعكاس ذلك فى كتب باكستان.
وأكد على أن المستشرقون الباكستانيون يولون اهتماما كبيرا بدراسة الاستشراق، ويلقوا الضوء على صعوبة تعليم اللغة العربية، ويقدمون دراسات عنها، وعن مستقبل اللغة العربية، والاستثمار فى اللغة العربية فى باكستان، حيث قام العديد المستشرقون فى المشاركة فى العديد من المؤتمرات الدولية وقدموا بعض من هذه الأبحاث التى تعنى بتاريخ الثقافة الروحية.
من جانبها قدمت الروائية سلوى بكر، أستاذة التاريخ الحديث، مداخلة أكدت فيها، على أن هناك فرق بين المدراس الاستشراق الروسى، والاستشراق الأوربى، وقالت أن مدارس الاستشراق الروسية قامت على عامل هام جدا وهو المعرفة والفضول الإنسانى، والتعرف على الحضارة العربية والمصرية على وجه الخصوص، خاصة أن التقارب التجارى بدأ منذ القرن العاشر، وبالتالى كانت حيادية تمامًا ولم تكتب شيئًا يخدم مصالحها.
وأضافت الروائية سلوى بكر، بينما مدارس الاستشراق الأوربية قامت جميعها على فكرة دراسة العالم العربى عامة ومصر خاصة، بهدف الاستعمار، موضحة أنه استشراق قائم على إهانة العالم العربى، واظهار العيوب والسلبيات والإجحاف الكامل بكل ايجابيات العالم العربى.
موضوعات متعلقة..
"النمنم" فى افتتاح مؤتمر الثقافى الروسى:هناك اعتقاد خاطئ بأن الاستشراق سىء السمعة