خالد عزب يكتب: هل العرب فى حاجة لخطاب عروبى جديد؟

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015 08:00 م
خالد عزب يكتب: هل العرب فى حاجة لخطاب عروبى جديد؟ خالد عزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو الاستقطاب المذهبى فى الوطن العربى خلال السنوات الأخيرة قاتلاً، أدى إلى سقوط آلاف القتلى وصراعات تؤجج الخلاف ولا تضمد الجراح، لذا فإن البحث عن المشترك بعيدًا عن المذاهب، هو الهدف الذى يجب البناء عليه، فالسياسة والحروب لن يغيرا أمور أيديولوجية استقرت منذ عقود، لذا فإن المشترك هو الحل الذى يمكن أن نبنى عليه، هذا المشترك هو القومية العربية فى ثوب يتناسب مع معطيات القرن الحادى والعشرين، بعيدًا عن الموروث البعثى الذى أثبت فشله، والموروث الناصرى الذى سقط مع هزيمة حزيران يونيه 1967، هنا نستحضر من الذاكرة التاريخية التعايش السلمى لسنوات بين العائلات السنية والشيعية فى جنوب العرق، حتى أن زواج السنى من الشيعية أو الشيعى من السنية أمر منطقى وبديهي، فما الذى أطفأ نار الصراع الذى احتدم فى أول قرنين للهجرة بين السنة والشيعة فى جنوب العراق، وجعل التعايش السلمى منهجًا لهؤلاء سوى أن نحى هذا الخلاف ليصبح خلافًا فى الرأى أكثر منه خلافًا أيديولوجيا عقائديًا، وجمع بين هذه العائلات الأصول العربية من السماحة والكرم، فى حين أنه مع تزايد هجرة الإيرانيين الشيعة بتعصبهم المذهبى خاصة بعد العام 2003 فى أعقاب الاحتلال الأمريكى تصاعدت المذهبية كخطاب تقسيمى فى العراق.

إن العامل المهم الذى يجب البناء عليه إضافة لتراث التعايش والمشترك اللغوى والقيمي، هو عامل المصالح المشتركة، هذا العامل الذى لو ترك للشعوب لاستطاعت أن تكيفه بعيدًا عن الساسة والدول التى لا تملك أفقًا وخيالاً للبحث عن المصالح المشتركة، فلا شك أن التجارة قبل الحدود الاستعمارية شكلت مصالح مشتركة متبادلة عابرة للحدود، بل نراها اليوم تتحدى الحدود والجمارك فى تجارة الجمال الآتية بقوافلها فى دروبها التاريخية من السودان إلى مصر، بل إن الامتدادات العائلية من مصر إلى ليبيا ومن مصر إلى فلسطين والأردن والسعودية تُشكل روابط مصالح قوية، أقوى من كل الحدود والسياسات، هذه الصلات يجب العمل على دعما وتوطيدها لتُشكل مستقبلاً أساسًا يُبنى عليه ما نسميه تحالف المصالح العربية العابرة للحدود السياسية.

إضافة إلى ما سبق فإن المصير المشترك يؤدى إلى الحرص من كل طرف على الآخر فبالتالى الاقتتال من أجل مصالح ضيقة يدمر ولا يبنى فتنازل كل طرف ولو بصورة نسبية عن بعض المكاسب لصالح الطرف الآخر يؤدى إلى تحقيق مصير مشترك وازدهار اقتصادى ينعكس على الجميع فى المنطقة، هذا يتطلب منا جميعًا الاعتراف بالتنوع داخل المحيط العربي، هذا الاعتراف الذى نجحت فيه المغرب حين أقرت للأمازيغ بالحقوق الثقافية واعترفت بالموروث التاريخى والتراثى للأمازيغ، ففرغت صدام قادم كان محتملاً إلى حالة من السلم المجتمعي، يبنى لمستقبل أفضل.

الاعتراف بالعلم والحوار سبيلاً للبحث عن مستقبل أفضل للعرب، ذلك لأن حلولنا دائمًا آتية من مناظير سياسية محدودة الأفق، بينما دراسة المشكلات والاعتماد على علم الأنثروبولوجى فى تحليلها سيؤديان إلى طرح حلول لواقع قائم ننكره أحيانًا عن قصد، لذا فإن العلم هو مدخل أساسى لحل المشكلات، كما أن إعادة هيكلة وبناء جامعة الدول العربية أمر حتمي، فهذه الجامعة أنشئت وفق مقتضيات تتناسب مع منتصف القرن العشرين، وحان الوقت لكى تتنازل الدول العربية عن بعض مما نسميه السلطة السيادية لصالح الكيان الجديد الذى يجب أن تكون له سلطة حقيقية لا مجازية، نحمل وفقها الجامعة العربية فشلنا فى العديد من الملفات، إذ يجب أن يكون لدى الجامعة الأموال والسلطة والإرادة لكى يكون للعرب مستقبل.



موضوعات متعلقة..


خالد عزب يكتب .. اللغة العربية... والإعلام





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة