الوفد والغد شكلا حكومتين فى عام 2010.. وبرلمان "خليهم يتسلوا"
تجربة الحكومات الموازية طبقتها عدة دول بعد بريطانيا ككندا وأستراليا وعرفت فى تلك الدول باسم "المعارضة الوافية" ثم انتقلت إلى مصر مؤخرًا فى عام 2010 حين قام حزب الوفد بتشكيل أول حكومة كاملة لمواجهة تزوير انتخابات مجلس الشعب الذى قام به الحزب الوطنى، وعلى الرغم من أن الحكومة الموازية لم تحقق المتوقع منها إلا أنه تمت الاستعانة بعدد من وزرائها بعد ذلك فى عدة حكومات متعاقبة بعد ثورة 25 يناير.
وكان الوفد أيضًا قد شكل برلمانًا موازيًا فى تلك الفترة، ما ترتب عليه سخرية الرئيس الأسبق مبارك بمقولته الشهيرة "خليهم يتسلوا"، التى كانت من أحد الأسباب الرئيسية لغضب الشعب المصرى والإطاحة به.
فى العام نفسه كان حزب الغد قد شكل "حكومة ظل"، أعلن عنها أيمن نور، مؤسس حزب الغد، قائلاً: "الحكومة تضم نخبة من السياسيين والمتخصصين من التيارات المختلفة فى المجالات المختلفة لتقديم رؤية متخصصة، وحلول مستقبلية لحل مشكلات الشعب المصرى عبر لجان نوعية بالحزب".
حكومة الإنقاذ لمواجهة الإخوان
ومن التجارب المشهورة أيضًا فى مصر حكومة جبهة الإنقاذ التى تم تشكيلها لمواجهة تخبط حكومة هشام قنديل الإخوانية، فقد تعثرت الحكومة فى أداء مهامها، وساء دور وزاراتها الخدمية، فقد شهدت مناطق القاهرة والمحافظات ساعات طويلة لانقطاع الكهرباء فى ظل طقس حار، كما شحت المواد البترولية كالسولار والبنزين، ما أغضب قطاعات واسعة من الشعب المصرى، وعلى الرغم من وجود حكومة ظل لجبهة الإنقاذ إلا أن دورها كان محدودًا وليس على مستوى تطلعات المصريين.
نائبات خاسرات يشكلن أول برلمان نسائى فى مصر
ومن بين التجارب اللافتة للانتباه تشكيل أول برلمان نسائى عقب نتائج انتخابات مجلس شعب 2012 فقد تمكنت 5 سيدات فقط من الفوز بعضوية مجلس الشعب فى الجولتين الانتخابيتين الأولى والثانية من إجمالى مقاعد تجاوز الثلاثمائة. ومن بين النائبات المنتخبات اثنتين من حزب الوفد وأخرتين من الحرية والعدالة المنبثق ذراع جماعة الإخوان، والخامسة عن حزب مصر العربى الديمقراطى. وبعد النتائج المزرية والتمثيل الضعيف للنساء قالت مارجريت عازر، النائبة المنتخبة فى البرلمان المصرى، إنها ستشكل وهى ومرشحات أخريات برلمانًا موازيًا .
تشكيل حكومة الوفد الثانية تزامن مع أزمة انقسام الحزب
حزب الوفد أعاد التجربة مرة أخرى فى عام 2015 برئاسة صلاح حافظ، إلا أن تلك الحكومة لم يكن لها أى أثر يُذكر فقد تزامن تشكيلها مع أزمة انقسام حزب الوفد بين تيار إصلاح الوفد الذى يمثله فؤاد بدراوى الذى طالب بإقالة السيد البدوى، رئيس الحزب، وإجراء عدة إصلاحات داخل منظومة الحزب.
التيار الديمقراطى يلوح بتشكيل حكومة وبرلمان موازٍ
بعد أن واجه التيار الديمقراطى أزمة انسحاب قائمة صحوة مصر من الانتخابات البرلمانية، وتشتت أحزابه بين عدم المشاركة والمشاركة، وفى ظل تلك الأجواء الملتبسة للتيار أعلن أن المناخ السياسى غير الصحى هو ما دفع لإحجام المرشحين على خوض الانتخابات، ما دفع التيار الديمقراطى للبحث عن بدائل أخرى من بينها برلمان موازٍ وحكومة ظل موازية والبحث عن كل الأدوات التى يمكن للتيار أن يمارس دوره من خلالها. موضحًا أن التيار الديمقراطى لن يقف موقف المتفرج أثناء العملية الانتخابية، إنما سيقدم الدعم لكل مرشحى الأحزاب الديمقراطية علاوة على الاعتماد على أعضاء أحزاب التيار فى تشكيل غرفة عمليات تراقب سير العملية الانتخابية برمتها ويكون للتيار الديمقراطى تقرير يوضح موقفه من سير العملية الانتخابية.