لا يجوز استغلال أمور إنسانية سياسيًا
ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، فى حوار للعربية من نيويورك، إنه لا يجوز استغلال أمور إنسانية حدثت عندما كان الناس يمارسون شعائر دينية سياسيًا، مضيفًا أن الإيرانيين يعلمون تمامًا أن المملكة، وعلى مدى عقود، لم تبخل بتوفير كل ما بوسعها لتسهيل زيارة الأماكن المقدسة، وبالذات مكة المكرمة.
وأضاف أن الإيرانيين يدركون تمامًا أن المملكة تقوم بعمل عظيم وهائل فى خدمة زوار بيت الله الحرام، وأن ما ذكره الإيرانى يتناقض مع مبدأ السيادة، وعدم التدخل فى شئون الآخرين. وقال الجبير إن الملك سلمان كان واضحًا جدًا عندما أمر بإجراء تحقيق بكل شفافية، ومحاسبة أى شخص أو جهة قد يكون وقع منها تقصير، مضيفًا أن هذا التحقيق جارٍ وسوف يعلن للعالم كله بعد الانتهاء منه.
وفى رد شديد اللهجة من وزير الخارجية السعودى على مطالبة الرئيس الإيرانى حسن روحانى للمملكة بالاهتمام أكثر بالحج والحجاج قال الجبير إن آخر مَنْ يتكلم عن الاهتمام بالحجاج والحج وبيت الله الحرام هم الإيرانيون أنفسهم، لأنهم فى الماضى تسببوا بمشاكل للحجاج وأزعجوا زوار بيت الله الحرام عدة مرات، وأشهرها كانت عندما تظاهروا وسط الحجاج فى ثمانينيات القرن الماضى، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء، بسبب أعمال الشغب التى قاموا بها.
التعاون مع الدول الإسلامية لتجنب تكرار الحوادث
من جانبه، جدد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف دعوته اليوم للسلطات السعودية للتعاون مع الدول الإسلامية الأخرى والاستفادة من تجاربها لإدارة مناسك الحج بشکل أفضل، للحيلولة دون وقوع أحداث مماثلة فى المستقبل، وأعرب عن أمله أن إدراك حجم المسئولية الخطيرة.
وقال الوزير الإيرانى، إن فاجعة منى هى الحادثة الثانية التى أصابت الحجاج هذا العام، وهزّت مشاعر الأمة الإسلامية وهدّدت أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام.
طهران تشيع جثامين ضحاياها غدا
وسوف يستقبل الرئيس الإيرانى حسن روحانى اليوم الثلاثاء، جثامين 130 من أصل 228 من ضحايا الحجاج الإيرانيين الذين لقوا حتفهم فى حادث التدافع ووفقًا لرئيس بلدية طهران حسن هاشمى أنه ابتداء من اليوم سيبدأ وصول جثامين الضحايا فى حضور كبار المسئولين، وسيجرى تشييعهم غدا الأربعاء بعد إرسال الجثث إلى ذويهم فى المحافظات المختلفة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء، أن بلاده لن تدفن ضحاياها فى مكة، وأن بعض الأسر الإيرانية بانتظار تحديد مصير مفقوديها وتسلم جثامين قتلاها.
وكان قد رفض وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، مقابلة نظيره الإيرانى، محمد جواد ظريف، لإجراء لقاء على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.
موضوعات متعلقة..
الرئيس الإيرانى يستقبل اليوم جثامين 130 حاجا من ضحايا حادث منى