يسرا محمد سلامة تكتب: خالد صالح.. بعد الفراق

الإثنين، 28 سبتمبر 2015 01:00 م
يسرا محمد سلامة تكتب: خالد صالح.. بعد الفراق الفنان الراحل خالد صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذه الأيام من العام الماضى رحل المبدع المتميز خالد صالح، ذلك الفنان الذى كتب بأدائه الفنى شهادة تألقه، ووقَّع عليها معجبيه بحبهم الشديد له وتقديرهم لكل ما يقدمه من أعمال، عام مضى على رحيل آخر جيل الفن الراقى، صاحب الأداء الذى لا يختلف اثنان عليه، مدرسة فنية لن تتكرر، فبمثله لن يجود الزمان أبدا.

أعماله تكاد لا تخلو منها محطة تليفزيونية، سواء أكانت مسلسلات أم أفلام، دور كبير أم صغير، فى كل الأحوال أنت لا تملك إلا أن تجلس مشدوها به، فرحًا فخورًا أن مثل هذا الفنان منك، وأعماله تحمل الطابع المصرى الخالص، ماركة ابن البلد المسجلة التى لا توجد فى أى مكان آخر فى العالم.

عبقرية أداء خالد صالح تكمن فى عفويته، فهو لا يُمثل ولا يبذل أى مجهود فى تقمص الشخصية المنوط بها دوره، رغم أنه يبذل مجهودًا كبيرًا طبعًا، لكننا لا نشعر بذلك، فالتلقائية التى تخرج من تصرفاته وألفاظه كفيلة بأن لا تجعلك تشعر بمدى الجهد المبذول، عطاء كبير لهذا الفنان العظيم رغم قِصر المدة الفنية التى قضاها بيننا، لكن روعة أدواره كافية بأن لا تُقاس بالعمر الفنى، بقدر جودة هذا الفن الذى يُقدم.

أشاهد له الآن الريان التحفة الفنية التى قدمها منذ أعوام قليلة عن شخصية الراحل أحمد الريان، ذلك الرجل الذى كان مثار جدل كبير فى فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى، وكثير من شباب اليوم سمع به فقط لكنه لم يعرفه، ولم يعرف ماذا فعل لكى يُسجن، وتُثار حوله كل علامات الاستفهام هذه، لكنه مع تقديمه لهذه الشخصية جعل الجميع يفهم دواخلها، ويُدرك تسلسل الأحداث التى انتهت به لما آل إليه، وهو بهذا قام بتأدية الرسالة المنوطة بالفن على أكمل وجه، بيان الحقيقة دون مبالغة.

نعم الحياة لا تقف على أحد ولا عند أحد، فهى مستمرة باستمرار ما نقابلهم فى حياتنا، وقد يظهر فى القريب من يكون شبيهًا بهذا المبدع، لكنه لن يكون هو، لأنه لن يتكرر قطعًا، ولهذا السبب تحديدًا ستظل أعماله خالدة، وستظل ذكراه بداخلنا عالقة لن يقوى الزمن على محوها، فإن كنت قد فارقتنا يا خالد، فها نحن ذا نتذكرك "بعد الفراق".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة