مع إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى برنامج لتأهيل الشباب للقيادة، ظهرت التساؤلات حول دور الأحزاب التى رفعت منذ ثورة 25 يناير شعارات لتمكين الشباب وضرورة وجودهم الحيوى فى السياسة والمجالات المختلفة.
"المصريين الأحرار"
وقال شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، إن تجربة الحزب مميزة ومختلفة فى تمكين الشباب، معتبرا أنه يعد أكثر حزب يسعى لتمكينهم وتمثليهم قائلا "المكتب السياسى أغلبه مشكل من الشباب وأمانة التثقيف والتدريب 90% من أعضائها من الشباب".
ودعا وجيه الأحزاب الأخرى للاحتذاء بتجربة "المصريين الأحرار"، موضحا أن الحزب يتعامل مع الشباب مثله مثل "الكبار" فى اختيار المرشحين والذين يشاركون بنسبة 20%.
"التجمع": إمكانيات الحزب تقف حائلا
من جانبه أكد سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، أن خطوة البرنامج التأهيلى للرئيس بهدف تمكين الشباب خطوة جيدة، ولكن الأهم إلا يكون المقصود منه تمكينهم من أجل تعيين نواب وزراء أو مساعدين فى الوزارات، بل الأهم إضافة خبرات العمل العام إليهم مثل المعلومات الاقتصادية ونظم الإدارة والمشاركة فى الحياة السياسية لتفيدهم فى عملهم والحزب الذى سينتمون إليه.
وأضاف عبد العال أن الحزب لديه منظمة شبابية متمثلة فى اتحاد الشباب التقدمى بهدف تدريبهم سياسيا للقيادة والمشاركة فى الحياة السياسية، موضحا أن إمكانيات الحزب تقف حائلا فى تدريب الشباب بإضافة خبرات كبيرة لهم مطالبا بضرورة إطلاق منظمة قومية للشباب.
وبرر عبد العال عدم وجود تمثيل كبير للشباب فى ترشيحاتهم، قائلا "المنافسة فى الدوائر تقوم بين العائلات والقبائل مما يجعل الدفع بالشباب صعب، فالدفع بالشباب لابد أن يكون واعيا سياسيا ومدركا أنه يتدرب على العمل العام وفوزه فرصة صعبة".
واعتبر أن منافسة الشباب بقوة فى الانتخابات يحتاج برنامج زمنى للتأهيل تكون الدولة طرف فيه.
"التحالف الشعبى": لا ننكر تقصيرنا
وبدوره قال مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبى، إن الحزب حريص على إيجاد مجموعات تواصل مع الشباب ليعبروا عن آرائهم، كما أنه فى تحضيره للمؤتمر العام يستعد لإعادة بناء الحزب بتسليم القيادة للشباب.
وشدد على أن هناك حرصا على استمرار إقامة الحوار مع الشباب من خلال إقامة معسكرات تثقيف عامة عن الديمقراطية والمحليات والاقتصاد والبرلمان، موضحا أنه لا ينكر وجود تقصير لدى الحزب تجاه الشباب لكن التوجه العام هو تمكينه من خلال التدريب العملى الميدانى.
"المحافظين": دفعنا بمرشحين شباب للانتخابات
كما أكد بشرى شلش أمين تنظيم حزب المحافظين أن الحزب مهتم بتمكين الشباب من خلال تمثيل حقيقى لمرشحينه الشباب فى انتخابات البرلمان، كما أن الحزب يدرك إمكانية عدم فوزه فى الانتخابات ولكن الهدف الرئيسى هو تدريبه على العملية الانتخابية وإعداده لها للدورة القادمة.
وأضاف أن الحزب حريص على تسليم الراية للشباب وتأهيلهم من خلال تنظيم دورات تدريبية لهم والحزب حريص على انتقاء عناصر شباب للمحليات وتدريبهم عليها.
خبير: الأحزاب أثبتت عدم امتلاكها برنامج تأهيل
وفى السياق ذاته، اعتبر الدكتور يسرى العزباوى، أستاذ العلوم السياسية، أن برنامج الرئيس هو جزء من رؤيته فى الانتخابات الرئاسية، ويعد نتيجة طبيعية لعدم قدرة مؤسسات المجتمع المدنى والأحزاب للعمل على تأهيل الشباب.
وأضاف أن الأحزاب ليس لديها منافذ أو رغبة فى تأهيل الشباب وذلك ظهر بشكل واضح فى الانتخابات البرلمانية بعد قدرتها على المراهنة فى تقديم الشباب لخوض الانتخابات، وأغلب القوى سعت لمرشحين سابقين أو مرشحى الحزب الوطنى وإدخال ما يسمى بظاهرة المحترفين فى اختيار المرشحين.
وشدد على أن الأحزاب تفتقد برامج ورؤى لإعادة التأهيل والتدريب، كما أن جميعها بلا استثناء بها صراع يؤكد على عدم وجود آلية ديمقراطية لإدارة الحزب.
واستبعد العزباوى تأثير الإمكانيات المادية على ذلك، قائلا "التدريب لا يقف على الإمكانيات المادية لأنه لا يحتاج لتكلفة مرتفعة كما أنه لا يوجد حزب ترك القيادة للشباب، بل إن اختلاف وجهات النظر بين الشباب والقيادات دائما فى حالة صراع مستمر".
أستاذ علوم سياسية ": معظم الأحزاب يسيطر عليها كبار السن
وأكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية أن الدولة لها دور فى عملية التثقيف القومى وإعداد الشباب يختلف عن دور الأحزاب، ولكن ما حدث أظهر أوجه القصور فى دور الأحزاب والفجوة الموجوة بينهم.
وأرجع كمال ذلك إلى أن الأحزاب معظمها ضعيفة وليس لديها رؤية، ومازال يسيطر عليها كبار السن ولا يوجد بها مكان واضح للشباب، معتبرا أن الضعف فى الإمكانيات المادية والانشغال بالانتخابات تعد من ضمن العوامل أيضا.