7 أعمال فنية تجسد عظمة الكعبة وخشوع الحجاج.. مناسك الحج تستفز مشاعر الفنانين.. الأجانب يصورون رحلات الحجيج فى لوحات بديعة.. والعرب يجسدون مراحل تطور بناء الكعبة فى أعمالهم

يعيش العالم الإسلامى هذا الشهر حالة من الروحانيات النقية بينه وبين ربه، خاصة أن هذا الشهر يشهد أداء المسلمين لأداء فريضة الحج من جميع أنحاء العالم، ولأن الدين قد ارتبط بالفن طوال عقود إنسانية طويلة، فلم تتأخر ريشة الفنانين التشكيليين فى التعبير عن هذه المشاعر الصادقة، فى لوحات فنية غاية فى الجمال، تصور مناسك الحج، وتجسد الكعبة، والعباد وهم يتضرعون إلى الله أمام الكعبة راجين غفرانه.




والجميل فى الأمر أن هذه الحالة الروحانية لم تنعكس فنيًا على أعمال الفنانين المسلمين فحسب، بل امتدت لتشمل فنانين غير مسلمين أيضًا، بعد أن اعتملت فى نفوسهم حالة من الروحانيات إثر مشاهداتهم لمناسك فريضة الحج وتأثرهم بها، متخذين من شعائر الحج ملهم مستمر للفن.

- لوحة الفنان الفرنسى ليون بيلى

ولعل أبرز لوحات المستشرقين التى تناولت مناسك الحج، هى لوحة الفنان والمستشرق الفرنسى "ليون بيلى"، بعنوان "حجاج فى طريقهم إلى مكة" التى رسمها عام 1861م، ويصور فيها قافلة من الحجاج، يشقون الصحراء على ظهر الجمال، أو سيرًا على أقدامهم، فى طريقهم لبيت الله الحرام، فى حالة تامة من الخشوع غير متأثرين بشمس الظهيرة الوثنى، الذى يكاد يحرق أجسادهم، منبهرًا بالعزيمة الرائعة فى نفوس المسلمين وما يتحمله الحاج قديما قبل ظهور وسائل المواصلات الحديثة بشتى أنواعها للحج لبيت الله الحرام.

- لوحة الفنان كار هاج

لوحة أخرى رسمها الفنان كارل هاج عام 1858م، ويصور فيه الفنان رجلين يرتديان ملابس الإحرام، ويؤديان فريضة الحج، ويظهر على وجه أحدهما الخشوع والتصوف، والإحساس بهيبة المكان الذى يقف فيه.

وتبقى هذه الأعمال الفنية إلى الآن فى متاحف العالم تنشر ثقافة بصرية إسلامية تمثل محرابًا للتأمل الفكرى للمدرك الروحى واللا مرئى للمشاهد.

- لوحة الفنانة هلا بنت خالد

وننتقل للوحات الفنية التى شكلتها ريشة الفنانين العرب، نجد لوحة فنية بديعة للفنانة هلا بنت خالد، بعنوان "مزدلفة"، تصور فيها امرأتين، فى زى الإحرام ذات اللون الأبيض، تجلسان وقد ربطت كل منهن ذراعيها على صدرها فى خشوع، ورضا، استعدادًا لأداء فريضة الحج.

- لوحة الفنانة حنان الشهرانى

وغير ذلك تأتى لوحة الفنانة التشكيلية حنان الشهرانى، التى اختارت لها عنوان "التوبة" لتجسد الرجال والنساء بزيهم الأبيض على حد سواء، وقد اصطفوا أمام الكعبة، رافعين أذرعهم يلمسونها، ويتبركون بها فى مشهد مهيب، يدعون فيه الله بالتوبة والغفران والعفو.

- لوحة الفنان المصرى طاهر عبد العظيم

وللفنان التشكيلى المصرى طاهر عبد العظيم، 9 لوحات رئيسية للكعبة، تبدأ بعام الفيل، مجسدًا تطور بناء الكعبة، منذ هذا العام، حتى نزول الوحى على النبى محمد، وفى إحدى هذه اللوحات يجسد طاهر عبد العظيم حادثة جيش أبرهة ملك الحبشة الذى جاء فى محاولة لهدم الكعبة، والأبابيل التى أرسلها الله فعصفت بأبرهة وجيشه، تأكيدًا على عظمة الله، وحفظه لبيته.

- عمل الفنان الإنجليزى إدريس خان

وفى حين قام بعض الفنانون برسم الكعبة فى لوحات زيتية، نجد البعض الآخر من الفنانين تناولوا قصة الحج بلغة معاصرة، لتعبر بالصورة والرسم والتشكيل والنحت عن رؤيتها الخاصة لمعانى الحج الروحانية والواقعية، منها عمل الفنان الإنجليزى إدريس خان بعنوان "سبع مرات" الذى نفذه عام 2010م، والعمل عبارة عن مكعبات من الفولاذ المعزول نفذها فى المرة الأولى ليكون المجموع 144 قطعة تشغل مساحة مساوية لمساحة الكعبة الشريفة، محملة بآيات قرآنية، حيث يشغل سطح كل مكعب مجموعة من الأذكار بالخط العربى تم كشطها بواسطة الرمل سبع مرات لتذكر بعدد أشواط الطواف السبعة.


ومن أهم الدوافع وراء تعبير الفنان إدريس خان عن هذا النسك تحديداً هو انبهاره بفكرة أن الكعبة الشريفة منذ قدم التاريخ وهى تشهد حالة طواف مستمر لم يتوقف أبداً، بالإضافة إلى هيبة تصميمها المختزل والسابق لكل إبداعات الفنانين والمهندسين الغرب.

- عمل الفنان السعودى أحمد مطر

وكما قدم الفنان السعودى أحمد مطر، فكرة عمل مختلفة تمامًا وهى مغناطيسا أسود مكعب الشكل، يمثل الكعبة المشرفة، ومحاطًا بكتلة سوداء من برادة الحديد، تمثل الحجاج الذين يطوفون حولها، لتكون المحصلة النهائية، عمل فنى غاية فى الروعة والإبداع، حيشارك بعمله فى عدد من المحافل الدولية، كان آخرها معرض عقد فى المتحف البريطانى.