"ولكن عجز لسانى أن أبوح لهما بما فى صدرى وحاولت مراراً أن أخبرهما أننى لا أطيق تحمل فراقهما ولكننى لم أستطع ! فعندما رأيت المعيشة تحتد بينهما يوما بعد يوم ورأيت فى أعين كل منهما الكره والضغينة فقررت أن أخفى مافى قلبى تجاههما وعلمت أن موعد النهاية قد حان وأننى لن أستطيع أن أصلح ما جرى بينهما.. فالحب دائما ماهو إلا علاقة تقوم بين طرفين لا يتخللهما ثالث ! ولكنهم لا يعلما أننى كنت ثالثهما.. "
يقول تلك الكلمات وينهمر فى بكائه..
وكانت المرة الأولى التى يبكى فيها أمامى..فقد تملكته مشاعره الدفينة وهو يتحدث عن علاقة والداه فلم يكن هناك مجالاً أن يخجل من أن يظهر ضعفه أمامى !
فعلاقة الابن بوالديه لا تقدر بثمن..
وليتهم يعلمون ذلك !!
--------------------------
لم أكن أعلم ما الذى يعنيه بالطرف الثالث ولكننى علمت أنه هو الطرف الثالث!!
علمت أن جميعنا طرف ثالث فى قصة حب شخصين أقرب إلينا من حبل الوريد..
---------------------------
طريقة سرده لقصته وكيف كان يرى والديه وهما يتعاركان وكيف كان والده يقسى على أمه كثيرا وكيف كانت أمه تزج به ليقاطع أبيه..
"نعم كنت اتضطجر منه كثيراً لأنه كان يعامل أمى بهذه القسوة ولكن ذلك لا يعنى أبداً أن أقاطعه ! فهو أبى مثلما هى أمى! وهى كانت كثيراً ما تخطئ وأنا أعلم ذلك.. ولكن هذا ليس معناه أن يضربها ويفعل بها ما كان يفعله! ولكنها هى أيضاً كانت تقسو علىِ عندما تكون نار الحرب مشتعلة بينهما..."
..جعلتنى أتخيل أطفال الشوارع وكيف أنهم هم نتاج هذه المشاكل وأنهم هم الطرف الثالث الذى دوماً ما يضيع حقه فى النهاية !
------------------
قد لا ينجو الجميع مثلما نجا خالد من هذه المطحنة..فهو الآن شاب متعلم طموح وذو مكانة عالية فى مجتمعه..
ولكن ليس الجميع مثل خالد ! خالد _حمداًلله _ لم يضل الطريق ووجد الكثير ممن يرشدونه للصواب فى جميع مراحل حياته بعد انفصال والديه..
ولكن هؤلاء _من كانوا_ أبرياء.. طفل شوارع – بلطجى- حرامى-...
من أرشدهم إلى هذا الطريق ؟ ألم نكن نحن ؟! نحن الآباء والأمهات !!
--------------------------
لو أننا فقط نهتم بالأطراف الثالثة فى حياتنا.. لو أننا نهتم بهم قبل أن يعوا على الدنيا أو حتى قبل أن يأتوا إليها.. لكنا قد أخذنا فى الاعتبار ألف حساب لهم قبل أن نتخذ أى قرار قد يتسبب فى إنشاء جيل من الطرف الثالث المشرد فى الطرقات ووو والى آخره..!
--------------------------
"خالد..هو أنت بتحبهم...؟ "
...
"مش عارف.."!!
شجار زوجين - أرشيفية
