أكرم القصاص - علا الشافعي

عمرو جاد

دماء جديدة على أستار الكعبة

السبت، 26 سبتمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى روايته الشهيرة «الحاج» يقول البرازيلى باولو كويلو على لسان بطل القصة: «من بين جميع الوسائل التى وجدها الإنسان لإيذاء نفسه، يبقى الحب أسوأ وسيلة».. وبالنسبة لنا نحن المسلمين تظل أفضل وسيلة لدينا لتحمل الألم أن نمنحه قليلا من البركة، فأمنيات الشهادة وتطلعات الموت فى الأراضى المقدسة أو الأيام المباركة والمناسبات الروحية، هى أكثر المبررات التى جعلت حادثة وفاة 717 حاجا فى مشعر منى أمرا يمر على المسلمين وكأنه من أركان الحج.

أمامك اختياران، الأول أن تعتبر الأمر قضاء وقدرا وحظا سعيدا لمن نالوا الشهادة هناك أو لذويهم الذين سيحصلون على تعويضات.. أو أن نبحث سويا عن أسباب منطقية لما يحدث دون أن نقع فى دائرة الكفر، هل هو خلل فى التخطيط، أم خطأ فى الإدارة، أم فشل فى اكتساب الخبرات اللازمة من مصائب الماضى.. ؟ هل العيب فى سلوكياتنا حين تأتى كل مجموعة من المسلمين بثقافتها فى التعامل مع الزحام فلما اختلفت الثقافات زادت الجثث؟

الأكثر إلحاحا الآن أن يؤمن مشايخنا وعلماؤنا أن عموم المسلمين فى حاجة لفقه جديد للحج يقلل من خسائر الأرواح دون أن ينقص من الفريضة، فشرط الاستطاعة يعنى أنك تذهب للحج طلبا للغفران لا الموت تحت أقدام المهرولين.. فقه جديد يستدعى فتح باب الاجتهاد على مصراعيه ليدخل النور أركان البيت من جديد ويعود بالشريعة إلى مقصدها الأول بالحفاظ على النفس البشرية وترغيبها فى أداء الطاعات.. فقه جديد يساعد المؤمنين على نثر غضبهم فى وجه إبليس دون أن تتناثر دماؤهم على أستار الكعبة.

وإلى أن يكون لدينا هذا الفقه، فالنظام السعودى بالطبع يتحمل مسؤوليته فى الحفاظ على هذه الأعداد- ما يزيد على 3000 حالة وفاة بأسباب مشابهة منذ عام 1990 وحتى اليوم- فالجهود المبذولة للتوسعات وتيسير مشقة الحج لا تخطئها عين، اللهم إلا أعين الملالى فى طهران التى آذتها مشاهد الجثث المتكدسة أكثر مما ضايقتها أشلاء الأطفال المتفجرة فى البصرة ودير الزور بتوقيع قاسم سليمانى، فقط هى تريد «تدويل الحج» بينما تعتبر احتلالها لثلاث جزر عربية «شأنا داخليا» يخصها.. عموما على الأشقاء فى السعودية ألا يعتبروا المطالبة بحلول مبتكرة لتلك المشاكل، انتقاصا من جهدهم فى خدمة بيت الله الحرام، فهم بالفعل لا يدخرون أموالا فى هذا الشأن، لكن بعض العقبات لا يزيحها المال بقدر ما تزيحها فكرة خلاقة أو حيلة ماهرة أو تنظيم محكم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

د محمد حمدان .. القلعة .. قنا

تحليل رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق من السعودية $

رحم الله الموتى .. $

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed hashem

إلى القراء ..و عمرو

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد على

الى التعليق رقم 2 - طارق من السعودية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة