أيا كان الأمر والموقف والمكان فإن قرار الإفراج عن شباب محبوس قرار مفرح لأسر كثيرة ولكل من تمنى بصدق أن يخرج هؤلاء فى العيد. ومن يطالبون بإعادة النظر فى قانون التظاهر، وكون هؤلاء الذين صدرت بحقهم قرارات الإفراج كانوا متظاهرين سلميين، لم يعرف عنهم أنهم مارسوا العنف، لكن كالعادة بدا أن المفرج عنهم هم من تم صرف النظر عنهم، واختفوا خلف الرغبة لدى البعض فى ركوب الصورة، والوصول لأعلى مراحل التعليقات الساخنة والمزايدة والغاضبة.
المفارقة أنها المرة الأولى التى لم ينظم البعض حملات للمطالبة بالإفراج. أو كان هناك من يستعد لحملة حزن وتجريس، هؤلاء فقدوا فرصة بوستات وتويتات، وريتويت وشارك إلى آخره.
وربما فقد بعضهم فرصة الكلام باسم السجناء، فلجأ طبعا لما هو متوقع، تقليل أو تسخيف، أو ربما مزايدة على الجميع وبالطبع على أهالى المفرج عنهم.
طبعا هناك من يعتقدون أنفسهم الفاهمين ومن يشعرون بإحراج أن أعلنوا رأيا قد يبدو إيجابيا مخالفا لمشاعر الكآبة التى اعتادوا عليها، ومن يخشون من التصنيف السلبى لثوريتهم لو أنهم نطقوا بما هو مخالف لقواعد الغضب المستمرة. وطبعا هناك من يتربحون من تنظيم الحملات المناهضة أو التضامنية ومن يمكن أن يفقدوا بعضا من الاهتمام بهم ومصادر تميزهم الحقوقية.
اللافت أيضا أن هناك بعضا من يقتربون من الرئاسة، ممن سعوا طوال الفترات الماضية لبذل جهد فى تقديم قوائم والسعى لدعم فكرة إطلاق الشباب والفتيات المحبوسات، بعضهم فعل ذلك بهدوء وفى صمت، والبعض كان يسعى طبعا لتسويق جهده، وسواء هؤلاء أو هؤلاء فإنهم قاموا بجهد يشكرون عليه.
وهؤلاء لم يسلموا من الاتهامات والمزايدة، فهناك من يتهمهم بأنهم يريدون السلطة أو أنهم مؤيدون، وتستمر التصنيفات والدفاعات والمجادلات التى لاتسفر عادة إلى شىء مفيد، وتبدو جزءا من حالى « ألتراسية»، أقرب لتشجيع كرة القدم.
القصة أنه لايوجد من يعترف بالاختلاف بين البشر، هناك من يفضل المعارضة أو القرب من السلطة ويظن أنه أقدر على تقديم خدمات. المهم أن يقتنع كل طرف بما يفعل ودوره تجاه القضايا العامة، والنتيجة: هناك من يعمل، ومن يتفرج ومن يزايد على الكل ولايفعل شيئا مفيدا.
المهم فى كل هذا ألا ننسى أن أسرا فرحت بعودة أبنائها وفتياتها لأحضانهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة