محمد على طه يكتب: الوزير جاى

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015 12:00 ص
محمد على طه يكتب: الوزير جاى مشهد من فيلم "الوزير جاى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أستغرب وأنا أشاهد فيلم "الوزير جاى" والذى تم عرضه للمرة الأولى عام 1986 والذى يحكى قصة وزير سيقوم بزيارة إحدى المصالح التابعة لوزارته.. وما يكاد الخبر يذاع حتى يسرع المسؤولون إلى طلاء حيطان المصلحة وطرقاتها.. وتزويد المكاتب بالأثاث الجديد وضمن الأثاث أيضا مجموعة من الكومبارس الذين سيهتفون بحياة السيد الوزير والذين يثنون على كفاءة حضرات القائمين على العمل الى آخره.

منذ سنوات طويلة ونحن نشاهد ونرى بأعيننا مدى التغيير المؤقت الذى يحدث فى الشوارع المحيطة بالأماكن التى تتحول بقدرة قادر من القبح إلى الجمال وبعد أن نعرف السبب أن الوزير جاى يبطل العجب، فالمحافظة والقرية والأماكن التى سيزورها الوزير تكون خلية نحل تعمل وزرع هنا وورود هناك ونظافة لم تعهدها عيوننا من أول زى العاملين إلى الحوائط والأرصفة إلى تصليح الصرف الصحى الطافح فى الشوارع وتغطية البالوعات وتصليح لمبات أعمدة الإنارة .

حكى لى صديق عن استعداد مستشفى حكومى لاستقبال الوزير فقامت إدارة المستشفى باستئجار مجموعة من الاشجار الثمينة لوضعها أمام المستشفى للزينة، كما تم تعليق عدد من اللوحات الفخمة فى طرقات المستشفى.. واستلاف مجموعة من الأطباء والموظفين من مستشفى آخر.. وليس هذا هو نهاية المهزلة أو الملهاة التى دارت فى المستشفى.. فقد تم إعداد مجموعة من الأصحاء للقيام بدور المرضى وهؤلاء يقومون بالسلام على المسؤول الكبير ويجرون معه أحاديث ضاحكة تسجلها كاميرات الصحافة والتليفزيون.
إن ما يحدث يا سادة دليل على مهزلة كبرى اسمها الضحك على ذقون الكبار.. وهذا بعض أسباب التخلف العبثى الذى نعانيه ولن ينصلح حال الوطن إلا بإيقاظ الضمائر ليقوم كل مسئول وموظف وعامل بواجبه مثل ما يؤديه عند زيارة السيد الوزير أو السيد الرئيس فمتى نرى ذلك سنرى مصر العظيمة أصبحت من أحسن دول العالم .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة