وزارة المصريين فى الخارج

لم أكن من أنصار إنشاء وزارة للمصريين بالخارج، لأن المطلوب هو تفعيل دور وزارتى الخارجية والقوى العاملة، ومنحهما صلاحيات وسلطات تمكنهما من أداء مهمتهما، وكان تحفظى على الوزارة الجديدة أنها ستحدث ارتباكاً فى الاختصاصات، الآن وبعد أن صدر قرار بتعيين السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، منصب وزيرة للهجرة والمصريين بالخارج فإن الأمر تجاوز فكرة التحفظ، وأصبح أمرا واقعا يحتاج للتعاطى والتعامل معه، ويحتاج أيضاً إلى قرار سريع من الحكومة بتحديد اختصاصات ومهام الوزارة الجديدة، لفك أى التباس بينها وبين الخارجية والقوى العاملة، حتى لا تتحول الوزارة الجديدة إلى مجرد ديكور نداعب به أحلام أكثر من 7 ملايين مصرى يعيشون أو يعملون فى الخارج، ويبحثون منذ فترة عمن يهتم بهم.

الوزيرة الجديدة من الشخصيات التى سمعت عنها كثيراً وعن كفاءتها فى التعامل مع الجانب القنصلى، وهذا جانب مهم جداً فى تعاملات المصريين بالخارج، كما أن انتماءها لوزارة الخارجية سيسهل عليها العمل، وتحديداً مع السفارات المصرية، فهى جزء من منظومة الدبلوماسية المصرية وتفهم طريقة التعامل، كما أنها عايشت كثيراً المشاكل التى تعرض لها المصريون وكذلك السفارات.

لكن أعتقد أن أهم ما تحتاجه الوزيرة الجديدة خلال الفترة المقبلة هو إعادة طرح مشروع قانون هيئة رعاية المصريين فى الخارج الذى ظل حبيس أدراج الحكومات السابقة، رغم الوعود الكثيرة بأن يرى النوى بعد 25 يناير، لكنه حتى الآن لا نعرف مصيره، فهذا المشروع الذى عكف على إعداده مجموعة من أمهر الدبلوماسيين، وهو ما تحتاجه الوزيرة الجديدة خلال الفترة المقبلة، لأنه على الأقل سيوفر التمويل الذى تحتاجه الوزارة والسفارات المصرية بالخارج، للتدخل لحل غالبية المشاكل التى يتعرض لها أبنائنا فى الخارج وتحتاج لتوكيل محامٍ، وهو ما تعجز السفارات عن توفيره بسبب عدم وجود بند فى موازنة السفارات يتيح لها ذلك.

مشروع إنشاء هيئة لرعاية المصريين فى الخارج به العديد من الحلول للمشاكل التى تواجه المصريين فى الخارج، وسيكون هو السند القوى للوزيرة التى عليها أن تعمل على تحريكه من الآن، واستخراجه من الأدراج التى وضع بداخلها فى الحكومات المتتالية، وأن تستعين ببعض الدبلوماسيين الذين عملوا على صياغته، ومنهم بالطبع السفير محمد المنيسى الذى له خبرة طويلة وممتدة فى التعامل مع مشاكل المصريين فى الخارج، فهذا الرجل كان له دور كبير فى إعداد القانون، لكنه أصيب بصدمة شديدة حينما رأى تجاهل الدولة للقانون.