لماذا لا يشعر المواطن البسيط بإنجازات السيسى الاقتصادية ومشروعات الحكومة الكبرى؟.. الفقراء يريدون الخدمات البسيطة فى السجل المدنى والمستشفى ولا يهتمون كثيرا بالعاصمة الجديدة والمشروعات القومية

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015 11:30 ص
لماذا لا يشعر المواطن البسيط بإنجازات السيسى الاقتصادية ومشروعات الحكومة الكبرى؟.. الفقراء يريدون الخدمات البسيطة فى السجل المدنى والمستشفى ولا يهتمون كثيرا بالعاصمة الجديدة والمشروعات القومية صورة أرشيفية
تحقيق - محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى


بقى حوالى 8 أشهر ونصف على انتهاء العام الثانى لولاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى، وهى الفترة «عامان» التى حددها الرئيس الذى فاز فوزا ساحقا فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ليشعر المواطن البسيط بتغير فى أحواله المعيشية.

الرئيس السيسى عُرف عنه منذ اللحظة الأولى الحزم والسرعة فى الأداء وتنفيذ كل ما يَعد به، سواء كان كبيرا أو صغيرا، وكان أهم دليل على ذلك هو إصراره على افتتاح قناة السويس الجديدة فى موعدها المحدد مسبقا بعد عام واحد من إطلاق المشروع، وهو ما خلق ثقة كبيرة بين المواطنين ورئيسهم.

ورغم إنجازات السيسى الأمنية والاقتصادية خلال الفترة الماضية فإنها إنجازات كبيرة وعامة تفيد الاقتصاد الكلى ولا يشعر بها المواطن البسيط مباشرة إلا من خلال التحسن الكبير فى الوضع الأمنى فى الشارع «رغم استمرار بعض العمليات الإرهابية هنا وهناك»، أو من خلال إنهاء مشكلة الكهرباء بنسبة كبيرة أكثر من المتوقعة.

وهنا يقفز سؤال مهم.. لماذا لا يشعر المواطن البسيط بإنجازات السيسى الاقتصادية والسياسية والأمنية؟
ولكى نجيب على هذا السؤال يجب أن نعرف ويعرف الرئيس ماذا يريد المواطن البسيط منه أو من الحكومة؟ الحقيقة أننا لو سألنا أى مواطن بسيط ما رأيك فى مشروع كبير مثل «قناة السويس الجديدة» فسيبادر مثل كل المصريين بأنه مشروع عظيم وسيوفر فرص عمل و.. لكنه سيردف بعد ذلك مباشرة بأنه -المواطن- لن يستفيد من هذا المشروع بشكل مباشر ولن يستفيد من إنشاء عاصمة إدارية جديدة، وذلك كله رغم رضاه عن هذه المشروعات وحبه للرئيس.

ولن نخوض كثيرا فى كيفية استفادة الناس من هذه المشروعات ولكن على الحكومة والرئيس السيسى أن يعلموا أن السواد الأعظم من المصريين لم يشعروا بعد أن هناك تغيرا فى أحوالهم المعيشية كما وعد الرئيس برغم كل إنجازاته والملفات التى حقق نجاحا بها.

ولكى لا يطول الكلام بدون داع، فإن معظم المصريين سواء من هم دون خط الفقر أو من الطبقة المتوسطة أو حتى عِلية القوم، كانت لهم مطالب واضحة عندما ثاروا فى الثورتين الأولى والثانية، وبعيدا عن الشعارات المتداولة فى الثورات فإن أى مصرى يريد ثلاثة أشياء رئيسية، وهى تطوير الخدمات العامة «التعليم - الصحة - مستوى الدخل».

فلن يشعر المواطن بتغيير حقيقى إلا عندما يذهب لقضاء خدمة عامة فلا يصطدم بالإهمال و«فوت علينا بكرة» أو الرشوة أو البحث عن واسطة لقضاء حاجته، حتى لو كانت استخراج فيش جنائى، ناهيك عن استخراج رخصة أو بطاقة شخصية أو التعامل مع أى مصلحة حكومية بكرامة وسرعة فى الأداء دون إهانة أو ابتزاز أو تأخير المصالح لمجرد أن الموظف مزاجه مش كويس أو يريد مقابلا ماديا إضافيا ليقوم بعمله الأساسى. وسيشعر المواطن بتحسن ليس فقط عندما تعلن يا سيادة الرئيس عن إنشاء عاصمة جديدة تتكلف مليارات الدولارات، ولكن عندما يستطيع أن يحصل على مسكن مناسب له ولأسرته يتناسب مع دخله بكرامة وبدون واسطة.

وسيشعر المواطن بتحسن عندما يذهب لمستشفى عام فيجد من يهتم به ويحرص على تقديم الكشف والدواء اللازم له بدون أن يكون قريب فلان أو صديق وزير الصحة أو ابن فلان بيه.

وسيشعر المواطن بتحسن عندما يجد كل صاحب كفاءة مكانا له فى بلده يستطيع من خلاله أن يخدم بلده بدون توصية من أحد أو أن يكون قريبا لأحد أو أن يحصل على استثناء ما من مسؤول حكومى.
وسيشعر المواطن بتحسن فى أحواله المعيشية عندما يستطيع تعليم أولاده فى مدرسة حكومية تعيد هيبة التعليم المصرى لمكانته وتخلق أجيالا تستطيع تحمل المسؤولية بالعلم والعمل.

ولن نطيل فى الكلام عن الخدمات الضرورية للمواطن البسيط، لكن على الرئيس السيسى وهو الرئيس الأكثر حبا من بنى شعبة أن يعلم جيدا أن الخدمات البسيطة التى لم يلتفت إليها أحد من المسؤولين حتى الآن، ولم يتغير بها أى شىء رغم قيام ثورتين، هى التى ستجعل المواطن البسيط يشعر بتحسن فعلى فى حياته المعيشية كما وعد قبل انتخابه رئيسا.

وليس معنى هذا أننا ندعو لإهمال المشروعات الكبرى أو تأجيلها أو التقليل من شأنها، بالعكس، ولكن لابد أن يعلم الجميع أن لكل فئة احتياجاتها، فهذه المشروعات سيستفيد منها كبار رجال الأعمال والمستثمرين، فى الجانب الأعظم منها، أما البسطاء فلن يستفيدوا منها إلا من خلال فرص العمل، ثم يأتى مردودها الاقتصادى بعد سنوات من عملها.

ولذلك يجب أن تلتفت الحكومة جيدا لما يريده البسطاء من الناس والذى سيكون على أساسه تقييم مدى التحسن فى أحواله المعيشية ومدى نجاح الرئيس نفسه فى إحداث تغيير حقيقى فى أحوال ناخبيه كما وعد، وليس فقط إنشاء مشروعات رغم أهميتها إلا أن نتائجها لن تظهر على الفقراء إلا بعد سنوات.. فالخدمات الخدمات الخدمات يا سيادة الرئيس!!

اليوم السابع -9 -2015






مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

السعيد

وهل نسيت؟

عدد الردود 0

بواسطة:

shawkat

برافو عليك .... أصبت عين الحقيقه

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

كلام رائع

كلام ملخص ولكنة معبر جدا جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء طه

يسلم فمك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى البدرى

التطوير والابداع والتفكير

عدد الردود 0

بواسطة:

حمو

خدمات

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر

الخدمات البسيطة في المستشفيات

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حسين

مقال ملخص لكل مافي قلبنا

عدد الردود 0

بواسطة:

م.احمد

الحقيقة الغائبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة