على سالم كان يمتلك فكرًا وثقافة وحسًا كوميديًا سياسيًا فى كل كتاباته المسرحية، والفنان الراحل نور الشريف قدم له أكثر من عمل مسرحى منها "بكالوريوس فى حكم الشعوب" و"سهرة مع الضحك" التى جمع فيها أكثر من مسرحية ذات فصل واحد فى سهرة مسرحية وتعد أشهر مسرحياته "مدرسة المشاغبين" التى خرج منها جيلاً من الكوميديا فى المسرح المصرى، منهم عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبى وحسن مصطفى، الذى قال عنه قبل رحيله إنه لولا علاقته بإسرائيل لكان أثمر للمسرح الكثير والكثير من الأعمال الكوميدية.
وأذكر أنه وقبل رحيله كان قد قدم مسرحيتين من فصل واحد، ومسرحيتين طويلتين لمسرح الدولة وبالتحديد للمسرح القومى وهما «رجلان وامرأتان»، و«كابوس الكومبارس» ولكنهما قوبلا بالرفض ولم يتلق أى إجابة بشأنهما برغم أنه كانت هناك محاولات من إسرائيل لإنتاج مسرحيته الشهيرة "كاتب فى شهر العسل" على أحد مسارح تل أبيب، وقد ذكر الراحل فى أحد حواراته الصحفية أنه كان قد انتهى من فيلم وكانت ستقوم الفنانة ليلى علوى ببطولته وإنتاجه.
على سالم قدم للمسرح ما يزيد على 27 مسرحية و15 كتابًا ولمن لا يعرف فإن الكاتب الراحل بدأ حياته بالتمثيل فى عروض ارتجالية بدمياط، بلد نشأته فى خمسينيات القرن الماضى ثم عمل بعدة فرق صغيرة، قبل أن يعين فى مسرح العرائس ويتولى مسئولية فرقة المدارس ثم فرقة الفلاحين وكانت أولى مسرحياته التى قدمته كاتبًا محترفًا كانت "ولا العفاريت الزرق" ثم كتب مسرحية "حدث فى عزبة الورد" ليقدمها ثلاثى أضواء المسرح جورج وسمير والضيف بعد بروفات 9 أيام فقط واستمر العرض 4 أشهر فى سابقة من نوعها فى وقتها.
وفى 1963 كتب مسرحيته الأولى "الناس اللى فى السماء الثامنة"، حيث تم إصدارها فى 1966 وهى مسرحية شبه هجائية تروى حكاية كوكب يخضع لسيطرة ملك وطاقم من العلماء الذين يؤمنون بأن الحب مرض يجب علاجه بإزالة "غدد الحب" من أجسام الأطفال. وينظم الواقعون بالحب انقلابًا برئاسة وزير الطب لتلك المملكة.
كانت مسرحياته اللاحقة "أثقب" من ناحية النقد السياسي، من بينها "الرجل اللى ضحك على الملائكة" (1966) و"أنت اللى قتلت الوحش - كوميديا أوديب" (1970) أما المسرحية التى اشتهر بها فى أنحاء العالم العربى فهى "مدرسة المشاغبين" التى تروى حكاية معلمة للفلسفة تحاول تأديب صف من التلاميذ المشاغبين.
برز على سالم فى دعمه المبادرة السلمية التى قام بها الرئيس المصرى محمد أنور السادات فى نوفمبر 1977 بشأن السلام بين العرب وإسرائيل، ولكنه لم يزر إسرائيل حتى سنة 1994 بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو الأولى وقد سرد سالم أحداث رحلته ولقاءاته مع إسرائيليين فى كتاب "رحلة إلى إسرائيل" بعد صدوره فى مصر تم ترجمة الكتاب إلى اللغتين العبرية والإنجليزية حيث صدر أيضًا فى إسرائيل وفى بلدان أخرى.
منذ زيارته إلى إسرائيل كان سالم من أشد المؤيدين للتطبيع مع إسرائيل من بين الأدباء العرب، ولم يتنازل عن موقفه هذا بالرغم من الإدانات التى نشرت ضده فى الصحف والمجلات المصرية والتى انتهت بمحاولة لطرده من جمعية الأدباء المصرية وقد فشلت المحاولة لأسباب قضائية، ولكن الأجواء العدائية تجاه سالم ما زالت سائدة بين عدد من زملائه.
وفى يونيو 2005 قررت جامعة بن جوريون فى النقب الواقعة فى مدينة بئر السبع جنوبى إسرائيل، منحه دكتوراه فخرية أما السلطات المصرية فمنعته من الخروج من مصر لحضور الحفل فى بئر السبع دون أن تعلن السبب لذلك وأعرب سالم والجامعة الإسرائيلية عن عدم ارتياحهما لمعاملة السلطات المصرية معه وفاز بجائزة الشجاعة المدنية والتى تقدمها مؤسسة تراين الأمريكية، وقيمتها 50 ألف دولار أمريكى وتسلمها يوم الأربعاء 19 نوفمبر 2008 بمقر إقامة السفير الأمريكى بلندن.
من أهم أعماله المسرحية الناس اللى فى السماء الثامنة" وولا العفاريت الزرق والرجل اللى ضحك على الملائكة وحدث فى عزبة الورد وطبيخ الملائكة وأنت اللى قتلت الوحش ومدرسة المشاغبين وعفاريت مصر الجديدة والملوك يدخلون القرية والعيال الطيبين وأولادنا فى لندن وبكالوريوس فى حكم الشعوب وعملية نوح ورحلة إلى إسرائيل والكلاب وصلت المطار وخشب الورد والبترول طلع فى بيتنا والبوفيه وبير القمح وأغنية على الممر والكاتب فى شهر العسل والكاتب والشحات والمتفائل والملاحظ والمهندس.
موضوعات متعلقة..
وفاة الكاتب المسرحى على سالم عن عمر يناهز 79 عاما
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة