-
الفساد الحقيقى هو أن نكذب بحماس حين نتكلم كثيرا عن دعم الاستثمار فى التليفزيون، ثم نترك المستثمرين لذئاب المكاتب البيروقراطية ينهشون أموالهم وأوقاتهم بالتعقيدات حتى يقتلوا آمالهم وحماسهم للعمل.-
الفساد الحقيقى هو أن نضرب كل المشروعات الصغيرة أو الكبيرة بالقوانين العفنة الموروثة من سنوات الاشتراكية المريضة، بينما البطالة تتراكم فى الشوارع والبلد تتكسر بين أنياب الفقر.-
الفساد الحقيقى هو تحويل كل رجل أعمال إلى راشٍ رغم أنفه مع موظفين لا يعرفون قيمة العمل أو قيمة الوقت، ويذبحون كل فرص البلد فى النمو ويتلاعبون بثغرات القوانين فى خدمة أدراجهم الخاصة.-
الفساد الحقيقى هو أن يصبح الموظف الشريف هو الموظف الذى لا يحرك ورقة ولا يسمح بمشروع ولا يوافق على طلب، ويكره الإنجاز ويرتعش باسم اللوائح وينجو بتحويل كل ملف عاجل إلى لجنة إدارية بطيئة.-
الفساد الحقيقى هو أن يكون الموظف الوحيد الذى يحرك الماء الراكد ويطبق القانون بسرعة ويتبع اللوائح المحفزة للاستثمار دون خوف هو فقط الموظف المرتشى.-
الفساد الحقيقى هو أن يكون حلك الوحيد للوصول إلى حقك القانونى هو تقديم رشوة لموظف عام لتشجعه على تطبيق القانون.-
الفساد الحقيقى هو أن تؤجل عمل اليوم إلى السنة القادمة دون أن يطرف لك جفن أو تشعر بوخز فى الضمير.-
الفساد الحقيقى هو أن تدخل مؤسسة حكومية بعد أشهر من تقديم طلبك فتسمع الكلمات التالية:(( اللجنة لسه ما اتعملتش ))
(( المستشار القانونى فى إجازة ولما يرجع نكلمك ))
(( إحنا فى رمضان والناس صايمة تعالى بعد العيد ))
(( إحنا فى يومين انتخابات ومحدش فاضى ))
(( حولنا الورق مجلس الوزراء ولسه ما ردوش ))
-
الفساد الحقيقى هو أن تعجز كل قوى الدولة عن تعديل القوانين المعطلة للاستثمار والإبقاء على كل اللوائح البيروقراطية التى لا تعترف إلا بألاعيب الفساد سبيلا لدفع عجلة الاستثمار.-
الفساد الحقيقى هو أن تحلم الدولة بإعمار الأرض ولا يعترف موظفو الدولة إلا بحرمان المستثمرين من الأرض.-
الفساد الحقيقى هو أن يحب موظفو الدولة أن تبقى الأرض بورا باسم حماية المال العام.-
الفساد الحقيقى هو أن تكسر كل القواعد القانونية لمستثمر أجنبى وتفرض كل العقبات القانونية على مستثمر مصرى.-
الفساد الحقيقى هو أن نعجز عن خلق معادلة توازن بين حتمية تشجيع الاستثمار وحلم التنمية الشاملة، وبين واقع تعطيل الاستثمار فى دواوين الحكومة وكابوس التخلف والتراجع وقلة الحيلة.أخيرا أقول:
تصبح الأمة عاجزة عندما لا تعرف كيف ترتب أولوياتها، وتصبح الأمة متخلفة عندما لا تستطيع تعريف ما الذى تريده فعلا للبناء، ويؤسفنى أننا كذلك.