جمال عبد الناصر يكتب : فضيحة نشر الجوائز قبل إعلانها بالمهرجان القومى للمسرح

فى الوقت الذى تحافظ فيه كل لجان التحكيم فى كل المهرجانات العالمية والمحلية على سرية الجوائز إلا أن إدارة المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الثامنة ولجنة تحكيمه لم تلتزم بهذه القواعد وسربت الجوائز لإحدى الجرائد التى نشرتها قبل إعلانها أمس فى حفل الختام الأمر الذى أغضب الكثير من الإعلاميين واعتبروه فضيحة لإدارة المهرجان وللجنة التحكيم خاصة أنه وقبل إعلان الجوائز كان عدد كبير من الحضور قد عرف بالجوائز قبل إعلانها وانسحب بالفعل الكثيرين من صناع الأعمال المسرحية لعلمه بمن حصل على الجوائز.

منذ بداية المهرجان وهناك خطأ كبير وعوار فى تشكيل لجنة تحكيم مسابقة المهرجان القومى للمسرح فجميع أعضاء اللجنة ينتمون للمدرسة الكلاسيكية الأكاديمية ما بين أساتذة أكاديمية الفنون الذين مازالوا يحكمون بنظريات انتهى تطبيقها فى المسرح وكان متوقعا أن يمنحوا الجوائز لمن ينتمون لنفس مدرستهم ولذلك لم يكن غريبا أن يحصل الدكتور علاء قوقة زميل الأساتذة والدكاترة أعضاء لجنة التحكيم فى المعهد العالى للفنون المسرحية على جائزة فهو يطبق نظريات التمثيل التى درسها ويدرسها للطلبة فى المعهد العالى للفنون المسرحية وبالتالى فلن ينال الجائزة مثلا ممثل مبدع مثل الفنان سيد رجب أو ممثل آخر لا يقل إبداعا مثل الفنان بطرس بطرس غالى الشهير ببيسو بطلا مسرحية (العشاء الأخير) والتى تعرضت لظلم كبير جدا وأيضا لن ينالها ممثل شاب مثل الفنان الشاب الذى لعب دور هاملت فى مسرحية (هاملت المليون) تلك المسرحية التى تعرضت لتعسف وظلم من لجنة التحكيم واستبعدت من كل الجوائز برغم تميزها وإشادة كل النقاد بها فى كل عناصرها فكيف لا تحصل مروة عوده مصممة الملابس على جائزة تصميم الملابس ؟ وكيف لا يحصل هيثم الخميسى على جائزة التأليف الموسيقى ؟ وكيف لا يحصل مخرج أو كاتب مثل أحمد العطار على جائزة سواء مؤلفا أو مخرجا ؟ الإجابة ببساطة أن هؤلاء جميعا فكروا وأبدعوا خارج الصندوق وخارج النظريات العقيمة وكسروا التابوهات فى الفن التى مازال أساتذة المعهد العالى للفنون المسرحية ومن على شاكلتهم من النقاد والمخرجين والفنانين الكلاسيكيين يحكمون بها.

أين الأصوات الأخرى التى تحدث توازنا فى تشكيل لجنة التحكيم أين ممثلو المسرح الحر والمسرح المستقل ومسرح الثقافة الجماهيرية ومسرح الجامعة الأمريكية ؟ وغيرها من الأصوات التى ربما لو تم الدفع بها سوف ستحدث توازنا فى الترشيحات ومنح الجوائز فهل تخوفت إدارة المهرجان من أن يحدث صدامات وخلافات مثلما حدث بالعام الماضى فى تشكيل لجنة التحكيم الذى تم الدفع فيه بصوتين من التيار المسرحى الحر والمستقل ؟

أفيقوا يا سادة.. المسرح تطور وظهرت نظريات جديدة فى كل العالم فى التمثيل والإخراج وكل عناصر العمل المسرحى أذهبوا للمهرجانات العالمية وشاهدوا الحركة المسرحية العالمية الجديدة أرسلوا عددا من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالى للفنون المسرحية لمهرجان أفيون فى فرنسا مثلا وشاهدوا العروض المسرحية التى تكسر كل القواعد والنظريات التى تدرسوا بها للطلبة بالمعهد حتى الآن انفتحوا على الآخر وشاهدوا العروض الجديدة والإبداع الجديد وتجردوا من كلاسيكياتكم ونظرياتكم التى عفا عليها الزمن.