الشعراء إذا حجّوا.. عمر بن أبى ربيعة "يتغزل" فى ابنة أمير المؤمنين.. والفرزدق يتحدى "الخليفة الأموى" ويمدح "حفيد الرسول".. و"أبو نواس": "لبيك إن الحمد لك"

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015 01:07 م
الشعراء إذا حجّوا.. عمر بن أبى ربيعة "يتغزل" فى ابنة أمير المؤمنين.. والفرزدق يتحدى "الخليفة الأموى" ويمدح "حفيد الرسول".. و"أبو نواس": "لبيك إن الحمد لك" حجاج - أرشيفية
كتب سعيد زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف الحج شرعاً بأنه قصد مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة للنسك تعبدا لله عز وجل، وفى التفاصيل يبٍقى الكثير حول زمن القصد وماهية هذه المشاعر وأحكامها ومشروعيتها.. وغيرها مما مرجعه الفقهاء وكتب الفقه، لكن هل كان الشعراء ملتزمين بهذا التعريف وأداء الطقوس، أم كانوا كعادتهم للحج عندهم مذاهب أخرى وتمردوا على هذه الطقوس؟

كان لعمر بن أبى ربيعة فى الحج مآرب أخرى، فكان بالنسبة له الموسم الخصيب المترع بالمغامرات النسائية ونصب شباكه لهن، فما من حاجة مليحة ولا عذراء فاتنة يقع عليها مجهر عمر بن أبى ربيعة إلا وكانت لها من معجمه الشعرى نصيب، والطريف أنه صور نفسه دائما فى شعره وتشبيبه فى موضع المُهام به وليس الهائم، وبلغت الجرأة بعمر بن أبى ربيعة أن تغزل فى فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان زوجة عمر بن العزيز لما قدمت إلى مكة حاجة، ولكنه لم يذكر اسمها لأن عبد الملك كتب إليه يحذره من ذكرها فى شعره، ولما ارتحلت قال فيها: كدت يوم الرحيل أقضى حياتى/ ليتنى مت قبل يوم الرحيل/ لا أطيق الكلام من شدة الخوف/ ودمعى يسيل كل مسيل/ ذرفت عينها وفاضت دموعى/ وكلانا يلقى بلبّ أصـيل/ لو خلت خلتى أصبت نوالا/ أو حديثا يشفى من التنويل/ لـظل الخـلخال فوق الحشايا/ مثل أثناء حية مقـتول/ فلقـد قالت الحـبيبة لـولا/ كثرة النـاس جدت بالتقبيـل.

أما مجنون ليلى فقد أخذه قومه إلى الحج عله يعافيه الله ويبرأ من حبها، ولكن قيس يجعل صلاته كلها ودعاءه بأن يغفر الله ذنوب ليلى وأن يسعدها وألا يعيش لحظة واحدة لا يحبها فيها، وهناك أنشد يقول فيها: (دعـا المحرمــون اللـه يســتغفرونه/ بمكـــة شـعثا كى تمحـى ذنوبهــا وناديــت يا رحمـــن أول سؤلتى/ لنفســى ليلى ثـم أنـت حسـيبها/ وإن أعـط ليلـى فى حياتى لَمْ يَتُبْ/ إلى اللــه عبـــدٌ توبــةً لا أتوبُهــا/ يقـــر بعينـــى قربهـــا ويزيدنـــى/ بها عجباً مــن كان عندى يعيبها/ فيا نفسُ صبراً لست والله فاعلمى/ بأول نفـــس غــاب عنهــا حبيبهــا).

ولما قدم قدم هشام بن عبد الملك للحج، وقد كان برفقته الشاعر الفرزدق والبيت الحرام مكتظ بالحجيج فى تلك السنة، ولم يفسح له المجال للطواف، فانتظر دوره وعندما قدم على بن الحسين زين العابدين، انشقت له صفوف الناس حتى أدرك الحجر الأسود، فثارت حفيظة هشام بن عبد الملك، ولما سأل عن هوية ذلك الشخص، ارتجل الفرزدق قصيدة يعلى فيها من شأن على بن الحسين ويعدد محاسنه، وأنشد قصيدته الشهيرة التى مطلعها: (يا سائلى أيـــن حل الجود والكرم/ عــنـــدى بـــــيان إذا طــــلابه قدموا/هذا الذى تعـــرف البطحاء وطأته/ والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم/ هذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم/ هــــذا التــــقى النــقى الطاهر العلم/ هــــذا الـــذى أحمد المختار والده/ صلى عــــليه إلهـــى ما جرى القلم……).

وشاعر الخمريات أبو نواس تتغير أشعاره عند أستار الكعبة ١٨٠ درجة ويتبدل بأبياته الماجنة أبيات توبة ودعاء وتلبية لله سبحانه وتعالى طلبا للرحمة والمغفرة، فيقول عندما ذهب إلى الحج مبتهلا: (إلهنـا مـا أعدلـك/ مليك كـل من ملـك/ لبيك قـد لبيت لـك/ لبيك أن الحمـد لـك/ والملك لا شريك لـك/ ما خاب عبد سـألك/ لبيك أن الحمـد لـك/ أنت لـه حيث سلـك/ لولاك يا رب هلـك/ لبيك أن الحمـد لـك/ والملك لا شريك لـك/ والليل لما أن حلـك/ والسابحات فى الفلـك/ على مجارى المُنسلك/ كـل نبـى وملـك/ وكـل مـن أهلّ لـك/ سبح أو صلى فلـك/ لبيـك أن الحمـد لـك/ والملك لا شريك لـك/ يا مخطئا ما أغفلـك/ عجل وبـادر أملـك/ واختم بخيـر عملـك/ لبيك أن الحمد لـك/ والملك لا شريـك لـك).

والشاعر البرعى فى حجه الأخير، أُخِذَ محمولاً على جمل، فلما قطع الصحراء مع الحج الشامى، وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة، هبَّ النسيم رطبًا عليلاً معطرًا برائحة الأماكن المقدسة، فازداد شوقه للوصول؛ لكن المرض أعاقه، فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نَفَسَه الأخير.. ومما قال فيها: (يا راحلين إلى منى بقيادى/ هيجتمو يوم الرحيل فؤادى/......... فإذا وصلتم سالمين فبلغوا منى السلام أهيل ذاك الوادى/ قولوا لهم عبدالرحيم متيم ومفارق الأحباب والأولاد/ صلى عليك الله يا علم الهدى/ ما سار ركب أو ترجل حادِ).


موضوعات متعلقة..


- وزير الثقافة فى أول حواراته الصحفية: من يدعون أننى جئت وزيرا للثقافة لأنى بكيت فى افتتاح القناة "شوية أوباش".. عارضت التوريث ووقفت أمام مبارك حينما كان الإخوان يلعقون حذاءه









مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة