ولعل الإقبال الجماهيرى على المسارح ورفع لافتة كامل العدد الأمر الذى دفع بعض العروض لإعادة تقديم العرض مرتين فى اليوم أحد أهم الظواهر الإيجابية فى هذه الدورة بالإضافة لتواجد الشباب بكثافة فى هذه الدورة فى معظم الفعاليات و سنجد أيضا أن مستوى العروض الفنى ومقاييس الجودة لا تقل عن 80 % من العروض المشاركة فى المسابقة الرسمية ونرصد أيضا من الإيجابيات الالتزام بمواعيد العروض المسرحية واستخدام المخرجين التقنيات الموجودة بكل مسرح بما يتناسب مع العرض المقدم ووجود ما يسمى بظاهرة التأليف الجماعى وهى ظاهرة منتشرة فى العالم كله ووجود أكثر من عمل مسرحى غنائى استعراضى مثلما قدم المخرج مازن الغرباوى رؤيته لمسرحية ( حلم ليلة صيف ) وقدم المخرج خالد جلال مسرحيته (هاملت المليون) .
ومن الإيجابيات أيضا الاهتمام بعنصر الدراماتورج وإعادة تقديم الأعمال المترجمة ولكن ينقصها التمصير الحقيقى بالإضافة لسطوع نجم نخبة من المؤلفين المغمورين الذين يملكون الموهبة والرغبة فى فتح آفاق جديدة للمسرح وتميز المخرجين الشبان وصعود نجم عدد يبشر بمستقبل طيب للإخراج المسرحى فى مصر ووجود عدد كبير من العروض التى تخاطب الشعب بكل مستوياته وتراجع مسرح النخبة الموجه للنخبة.
أما عن السلبيات فكان فى مقدمتها افتتاحية حفل الافتتاح التى أخرجها المخرج جمال ياقوت فقد كانت باهتة ومكررة وقدمت بنفس فكرتها من قبل مرارا وتكرارا إما فى مهرجان المسرح التجريبى وأما فى نفس المهرجان من قبل وهى بالمناسبة أيضا لا تتناسب مع مهرجان قومى مصرى فاختيار نصوص من الأدب العالمى لا علاقة له بمهرجان قومى مصرى من شأنه الاهتمام بالعروض المصرية أكثر .
ومن السلبيات أيضا إحجام المسرحيين عن حضور الندوات الخاصة بمناقشة قضايا وهموم المسرح واعتذار الضيوف والمشاركين عن الحضور الأمر بات بلا جدوى لأننا نجد مسرحيين على المنصة يناقشون قضايا ويرصدون هموما مسرحية وبعضهم يضع الحلول والتوصيات ولكن لمن ؟! لكراسٍ خاوية من الحضور فأين المشاركون بعروض مسرحية من الحضور ؟ وأين العاملون بنشرة المهرجان؟ وأين رئيس تحرير النشرة الدكتور سيد خطاب ؟
نرصد أيضا من السلبيات تشكيل أعضاء لجنة التحكيم بالمسابقة فجميعهم من أكاديمية الفنون أو من المخرجين والفنانين الكلاسيكيين الذين تخرجوا من نفس الأكاديمية والذين لا يعترفون بالمسرح المستقل وبانتشاره وينظرون له نظرة دونية فأين الأصوات الأخرى التى تحدث توازنا فى التحكيم .
يتبقى سلبيتان فى المهرجان أولهما عدم وجود ندوة نقدية تعقب كل عرض مسرحى مثلما يحدث فى كل المهرجانات المعروفة لمعرفة رأى الجمهور ومناقشة صناع العمل فيما قدموه والسلبية الخامسة والأخيرة تتمثل فى سيطرة النصوص الأجنبية على العروض المختارة فى المسابقة فكيف يكون اسم المهرجان هو القومى المصرى وتسيطر على عروضه الأعمال المسرحية المترجمة من الأدب العالمى.


