نائب رئيس المحطات النووية الأسبق: التباطؤ بتنفيذ برنامج الضبعة النووى "خطر"

الإثنين، 21 سبتمبر 2015 08:49 م
نائب رئيس المحطات النووية الأسبق: التباطؤ بتنفيذ برنامج الضبعة النووى "خطر" محطة نوويه - أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف الدكتور محمد منير مجاهد نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، عن مفاجآت مثيرة فى البرنامج النووى المصرى، مؤكدًا أن التباطؤ فى تنفيذ المشروع فى الضبعة يعد بمثابة مؤامرة على مستقبل مصر، وقال: "إسرائيل تحارب البرنامج النووى المصرى بشكل معلن وصريح وتقود حملة تشويه صهيونية أمريكية لإجهاض الحلم النووى المصرى، ولكن الغريب أن بعض المصريين يرددون ذات الأكاذيب التى تستخدمها إسرائيل فى حربها ضد برنامج مصر النووى".


وأضاف مجاهد خلال ندوة النقابة العامة للمهندسين حول البرنامج النووى المصرى، أن تلك الأكاذيب تتخذ 3 أشكال، أولها الهجوم على الطاقة النووية والزعم بأنها ملوثة وغير آمنة، وأن بلدان العالم المتقدم تتراجع حاليًا عن بناء محطات نووية، على عكس الحقيقة، والثانية هى الزعم بأن موقع الضبعة لا يصلح لإقامة محطة نووية، رغم أن اختيارها جاء بعد خضوعها لاختبارات دقيقة، على مدى عدة عقود شارك فيها مؤسسات بحثية عالمية ذات سمعة عالية، والأكذوبة الثالثة هى التشكيك فى نزاهة وأمانة العاملين فى الهيئات النووية فى مصر.


واتهم الدكتور محمد منير مجاهد، أحمد المغربى وزير الإسكان الأسبق وشخصيات أجنبية بإجراء محاولات عام 2004 للاستيلاء على أرض الضبعة لتحويلها إلى منتجعات سياحية، مضيفًا: "كنت وقتها مديرًا لموقع الضبعة، وفوجئت بالوزير أحمد المغربى ومعه شخصيات أجنبية يقتحمون أرض الضبعة، فاتصلت برئاسة هيئة المحطات النووية، وأبلغتهم بالأمر، فاكتشفت أن أحدًا لم يكن يدرى بهذه الزيارة، وقيل لى وقتها، لا تتصدى لهم، وبعدها ظهرت أصوات تطالب بنقل موقع المحطة النووية بعيدًا عن الضبعة، وتخصيص المكان لإقامة قرى سياحية"، على حد قوله.


وأشار مجاهد إلى أن البرنامج النووى المصرى مر حتى الآن بـ4 مراحل، الأولى كانت فى الخمسينات والستينيات وتم إجهاضها بالعدوان الإسرائيلى عام 1967، والثانية فى السبعينيات وأجهضتها الولايات المتحدة التى طلبت شروطًا قاسية منها التفتيش على كل المواقع الخاصة بالطاقة النووية فى مصر مقابل الموافقة على إقامة محطة نووية جديدة –آنذاك- وأمام قسوة تلك الشروط رفض السادات قبول الشروط فأجهضت المحاولة الثانية للدخول مصر العصر النووى.

ولفت إلى أن المحاولة الثانية كانت فى الثمانينيات، وأجهضها بنك التصدير والاستيراد الأمريكى الذى أصدر بيانًا عام 1985 زعم فيه أن مصر مفلسة ودعا فيه دول العالم ألا تقرض مصر أموالاً لبناء محطة نووية، وشاءت الصدفة أن ينفجر مفاعل تشرنوبل عام 1986، فوجدتها الحكومة المصرية فرصة ذهبية لكى تحفظ ماء وجهها بعد المؤامرة الأمريكية، فأعلنت أنها سترجئ مشروع الضبعة لمزيد من دراسات الأمان النووى، وهكذا ماتت المحاولة الثالثة لإحياء المشروع النووى المصرى.


وقال الدكتور منير مجاهد: "فى عام 2007 بدأت المحاولة الرابعة لإحياء المشروع النووى، وتم اختيار شركة استشارية لمشروع الضبعة، وكان المفروض البت فى عطاءات إقامة المحطة النووية عام 2011، ولكن اندلعت ثورة يناير، فتم تأجيل البت لحين إجراء انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية، ثم كانت المفاجأة باقتحام بعض الأشخاص لموقع الضبعة عام 2012 واستيلائهم على الموقع، حتى استعادته القوات المسلحة فى سبتمبر 2013، وفى أكتوبر الماضى، وأعلن رئيس الجمهورية استئناف البرنامج النووى فى الضبعة، وبدأت مصر التفاوض مع كوريا والصين وروسيا على إنشاء 4 محطات نووية فى الضبعة، وقطعت المفاوضات شوطا كبيرا مع الجانب الروسى".

وواصل الدكتور منير مجاهد " نأمل أن تنتهى المفاوضات قريبا لنبدأ سريعا فى 21 بناء محطات نووية فى الضبعة، أن المفاعل الذى تتفاوض مصر مع الجانب الروسى بشأنه من نوع مفاعلات الماء العادى المضغوط ومثل هذا النوع من المفاعلات يمثل 62% من المفاعلات المستخدمة فى العالم".


وتابع: "ليس صحيحًا أن العالم الآن يتراجع عن إنشاء محطات نووية بدليل وجود 438 مفاعل نووى فى العالم حاليا منهم 99 مفاعل فى الولايات المتحدة الأمريكية وحدها و58 مفاعلا فى فرنسا، كما أن الصين تبنى حاليًا 24 مفاعلاً جديدًا، وتبنى روسيا 9 مفاعلات، والهند 6 مفاعلات جديدة، بل إن الإمارات التى لم يكن لها وجود كدولة عندما بدأت مصر برنامجها النووى فى الخمسينيات تبنى حاليًا 4 مفاعلات ستدخل الخدمة خلال عامين على الأكثر".

وشدد الدكتور منير مجاهد على أن مصر فى حاجة لإقامة محطات نووية فى أسرع وقت ممكن خاصة فى ظل زيادة الاستهلاك من الطاقة بسبب النمو السكانى ومحدودية الطاقة الأحفورية سواء البترول أو الغاز، فضلا عن التكلفة العالية لتوليد الطاقة من الشمس أو الرياح، بالإضافة إلى أزمة المياه التى تواجه مصر حاليًا وهو ما يتحتم معه أن تتوسع مصر فى تحلية مياه البحر وهو ما يستلزم كميات كبيرة من الطاقة.

من جانبه، أكد المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين أن النقابة تساند بكل قوة المشروع النووى المصرى فى الضبعة، وأن دخول مصر عصر الطاقة النووية، قضية مصيرية لا يمكن تأخيرها أو تأجيلها، مشيرا إلى أن المهندس المصرى قادر على تحقيق أقصى درجات الأمان فى المفاعلات النووية، لافتًا إلى وجود مفاعلين فى مصر الآن، أولهما مفاعل "إنشاص" وعمرة تجاوز 50 عامًا، والثانى المفاعل الأرجنتينى وعمره تجاوز 30 عامًا، وعلى مدى هذه السنوات لم تشهد مصر أية مخاطر نووية.

وأعلن المهندس طارق النبراوى، أن النقابة ستبدأ خلال الفترة المقبلة تنفيذ خطة لتدريب أكبر عدد ممكن من الشباب على العمل فى الطاقة النووية.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف محسب

بسبب انخفاض الغاز الصناعات متوقفة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة