الخداع
أصبحت بعض دور النشر تلعب على لفظ الأكثر مبيعا على غلاف الرواية باعتبار أن تلك الكلمة أحد أشرس عوامل الجذب للجمهور ولا أحد يعلم على أى أساس تم الترتيب وهل هناك قاعدة بيانات عامة تصلح لتوظيف هذا المصطلح ولكن يبدو أن كل دور نشر تعتمد على نفسها فى تصدير الوهم للجمهور. بالفعل لا يوجد معايير محددة لتقييم الأكثر مبيعا فى ضوء دلالات علمية لان الموضوع لا يتعلق بنفاد النسخ من السوق فحسب فهناك سوق الكترونية كبيرة لا نستطيع إغفالها، ومع حالة الهرج وانتهاك الملكية اصبح من المستحيل عمليا ً الجزم بعمليات البيع الالكترنى للكتب حيث يمل معظمنا إلى التحميل المحانى.
المحتوى
إن تقييم الأكثر مبيعا غير دال بالمرة على المحتوى أو القيمة الأدبية والأكاديمية والعلمية وأحيانا يكون المستوى أقل من العادى مع استثناء البعض - بالطبع - ولكن التجار صاروا يستغلون المصطلح فى الترويج والدعاية فصارت روايات كثيرة تحمل جملة الأكثر مبيعا على الغلاف.
القراءة
قد يكون هناك بالفعل رواية الأكثر مبيعا، ولكن هل هى الأكثر قراءة بالفعل؟ ام انها مجرد رواية تباع وتشترى من اجل تزيين رفوف المكتبة؟ او للتفاخر بامتلاك نسخة من إحدى الطبعات الكثيرة؟ هل فعلا صرنا نشترى الوهم بشعار الأكثر مبيعا؟
الطبعة السادسة عشر
تحمل بعض الرويات ما يدعو للعجب العُجاب، فهناك روايات فى السوق لها طبعات لا حصر لها العاشرة والخمسة عشر وغيرها بل الاغرب أن تجد طبعتين متتاليتين عند نفس الناشر، انه احد الاساليب التى تلجاء اليها دور النشر بإصدار طبعات كثيرة بكميات اقل لتسهم فى الانتشار وزيادة المبيعات.
نظرة عالمية
لقد تغيرة النظرة العالمية إلى ذلك المصطلح واصبح نوع من الاهانة للكتاب والتقليل من شأنه واعتباره غير جاذب للجماهير وهو ما دفع الناشر إلى استخدام ذلك المصطلح الفوضوى الفضفاض غير عابئ بالحقيقة او المعايير العالمية.
الخلاصة
الكارثة أن يكون معيارنا لتقييم العمل الادبى هو جملة - الأكثر مبيعا - لقد صار ذلك عار. أن نظرتنا للكتاب يجب أن تعتمد فى المقام الاول على المحتوى القيم الاصيل الذى يستحق القراءة، لن تتحكم بنا دور النشر بعد الان سنختار ما يروق لنا بعيدا عن هذا النوع من اساليب الدعاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة