سعيد الشحات

المرشحة سما المصرى

الإثنين، 21 سبتمبر 2015 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول لك متعجبا: «أخرتها، سما المصرى تترشح لانتخابات مجلس النواب»، لا تعرف ما إذا كان هذا ادعاء للحكمة، أم سخرية من الانتخابات كلها، أم إعجابا بالدستور الذى كفل لها حرية الترشح؟

نعم هى راقصة، لكن الرقص مذاهب، فهناك من يرقص بجسده، وهناك من يرقص على جثث الآخرين، وهناك من يرقص كلما شفط أموالا من الدولة بالحرام، وهناك من يرقص باللعب مع السلطة، أى سلطة، حتى لو كانت حليفة الشيطان، وهناك من يرقص بالكلمة فيطربك، وهناك من يرقص بها فيقتلك، وهناك من يرقص كلما نقض عهدا صحيحا، وهناك من يرقص ليرضى أهل اليسر، وهناك من يرقص ليدوس على أهل العسر.

يرى البعض قبح «مذهب الرقص بالجسد»، وبالتالى قبح أهله، إلا أنهم يجهلون مثلا رأيا قاله رمزا خالدا فى تاريخ النهضة المصرية وهو الموسيقار محمد عبد الوهاب، حيث اعتبر تحية كاريوكا أنها: «حررت الرقص الشرقى من تأثير الأجنبيات، ومثلها مثل سيد درويش الذى حرر الموسيقى المصرية من تأثير الأتراك»، وذهب المفكر العالمى إدوارد سعيد إلى الاعتقاد بأن «كاريوكا» من رواد النهضة فى مصر فى القرن العشرين.

لم تخجل «كاريوكا» من رقصها حين مارسته من قبل منتصف القرن العشرين بسنوات قليلة، وكذلك لم تخجل «سما المصرى» من رقصها بعد ثورتين فى القرن الحادى والعشرين «25 يناير و30 يونية»، بدليل تأكدها من أن ترشيحها لمجلس النواب سيجعلها موضع سهام تصوب إليها من هنا ومن هناك، وفى مزاد الهجوم عليها قيل كلمات من نوع: «تفتقد إلى شرط الثقة والاعتبار وحسن السمعة»، وهى اتهامات تحيلك فورا إلى قائمة طويلة من هؤلاء الذين يجب أن تنطبق عليهم قبل أن تنطبق عليها، وراجعوا قائمة «مذاهب الرقص» فى مستهل مقالى.

لا ينظر أهل «مذاهب الرقص» الأخرى إلى حقيقتهم الفاسدة، فيقدمون أنفسهم إلى المجتمع بوصفهم أصحاب فضيلة، وأهل تقوى وورع، يبكون علنا حين يتحدثون عن الفقراء، ويسرقون سرا أموال الدولة التى تطعم هؤلاء الفقراء، ويقسمون بأغلظ الإيمان أنهم يقدمون أنفسهم فداء للحق والواجب، لكنهم يفرون بجلودهم فى أول محنة تواجه الوطن.

«سما المصرى» تقدم نفسها كما هى لناخبها حتى لو لم تحصل على صوت واحد، لكن ما قولكم فى هؤلاء الذين سرقوا ونهبوا ويطلبون من الناخب صوته، وما قولكم فى الذين يقولون لكل سلطان: «آمين، آمين».





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

abdel.haroun

سما لم تحاول الخداع؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة