ألعاب الفيديو تحقق مبيعات بـ 100 مليار دولار ومستخدموها يصلون لـ1.2 مليار لاعب.. الباحثون يختلفون حولها.. بين فوائدها فى تحسين الذاكرة والبصر والتركيز.. وآثارها الخطيرة على ارتفاع نسبة العنف فى العالم

صناعة ألعاب الفيديو هى ظاهرة عالمية، وخلال السنوات القليلة الماضية أصبحت هوس لدى الشباب وإدمان للبعض، فهناك أكثر من 1.2 مليار لاعب حول العالم، ومبيعات تصل إلى 100 مليار دولار سنويا، وعلى الرغم من كل هذه النجاحات إلا أنها لا تخلو من المخاطر والتأثيرات السلبية على المجتمع التى تمثل تهديد كبير على عقول الصغار والكبار، فهناك عدة اتهامات تتوجه نحو عالم ألعاب الفيديو لأنها تسبب زيادة نسبة العنف فى العالم وتخلق نوعا جديد من الإدمان، وعلى الرغم أن السنوات الماضية لم تشهد توافق آراء العلماء حول حقيقة مخاطر ألعاب الفيديو على العقل، إلا أن هناك دراسات جديدة أوضحت حقيقة الأمر، وتمكن الباحثون من الوصول إلى نتائج بزيادة قدرها حوالى 4٪ فى مستويات العنف لدى المهتمين بألعاب الفيديو، وتختلف نسبة تأثير هذا العنف وفقا لعوامل مثل الخلفية العائلية، والصحة العقلية.




ولكن المثير أكثر للاهتمام هو التوصل إلى عدة دراسات تؤكد على أن ألعاب الفيديو لها فوائد متعددة للصحة، ورصد موقع BBC البريطانى هذه الفوائد.

فوائد ألعاب الفيديو

على الرغم من زيادة الخوف من مخاطر ألعاب الفيديو إلا أن هناك أراء تظهر فوائد خفية لا يعرفها أحد لألعاب الفيديو فقالت "هينك تين كيت" طبيبة جراحة أن هناك ألعاب فيديو تساعدها فى زيادة مهارتها فى العمليات الجراحية والتبديل بين الأدوات بسهولة، وأن هناك عدد كبير من الأطباء الجراحين حول العالم يلعبون ألعاب بعينها لتقوية مهاراتهم، وليس هذا فقط بل تم التوصل إلى أن ألعاب الفيديو تساعد فى تحسين القدرات بصرية، فقام الباحثين من جامعة جنيف بعمل اختبارات بصرية لمن يلعب ومن لا يلعب ووجدوا أن لاعبين الفيديو لديهم مهارات بصرية وقدرة ملاحظة ويقظة أكثر من غيرهم.

نمو العقل وألعاب الفيديو

فى معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية، فى برلين، توصل البروفيسور سيمون من خلال أبحاث تدرس آثار ألعاب الفيديو على الدماغ، إلى أن بعد الكشف عن المخ بالرنين المغناطيسى على مدار شهرين للاعبين الفيديو تم التوصل إلى أن هناك ثلاث مناطق من الدماغ قد نمت فى قشرة الفص الجبهة، والمخيخ، وهذا تم إرجاعه إلى كثرة الحركة والتفاعل يزيد من تحفيز المخ.

تحسين الذاكرة لكبار السن

فى جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، قام البروفيسور آدم غزالى وفريق من المصممين بتطوير لعبة فيديو مخصصة لكبار السن، تتطلب الأفراد توجيه سيارة وفى الوقت نفسه يقومون بأداء مهام أخرى، وبعد أن قاموا بلعب لعبة لمدة 12 ساعة، وجد الباحثين تحسينات فى عمل الذاكرة وفترة الانتباه، وسوف تستمر الدراسات العلمية الكبيرة لاستكشاف آثار ممارسة ألعاب الفيديو على العقل والتوصل إلى فوائدها ومخاطرها.