اتفاق الطائف فى سوريا

الخميس، 17 سبتمبر 2015 09:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل يومين دار حديث بينى وبين دبلوماسى من دولة آسيوية عن الأزمة السورية، وهل هناك إمكانية للتوصل إلى حل لها، خاصة فى ظل النشاط الدبلوماسى الذى تقوم به روسيا بالتعاون مع دول فى المنطقة على رأسها مصر والسعودية، وعلى عكس تفاؤلى كان الرجل متشائما من إمكانية التوصل إلى حل على الأقل فى الوقت الراهن.

الدبلوماسى الآسيوى قال إن الحل فى سوريا سيكون شبيها باتفاق الطائف الذى أنهى الحرب الأهلية فى لبنان نهاية الثمانينيات، من خلال توزيع السلطة وفقا للتوازنات الإقليمية والدولية المتداخلة مع الوضع السورى، وحينما طالبته بتوضيح الأمر أكثر، قال إن تقدير بلاده وبلاد أخرى منها دول بالمنطقة تؤمن بأن الوضع فى سوريا مرتبط بتوازنات إقليمية ودولية وأنه لن يكون هناك حل أو توافق إلا بإرضاء كل هذه الأطراف، مثلما حدث فى اتفاق الطائف حينما جرى تقسيم السلطة بين الشيعة والسنة والمسيحيين الموارنة، بعدما ضغطت الدول لصالح كل طائفة ترتبط معها بمصالح، وهو ما سيتكرر فى سوريا، فإيران والسعودية والولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى لها أطراف تؤيدها داخل سوريا، ولن تتخلى عنها إلا بمنحها سلطات وصلاحيات لن تحدث إلا باتفاق شبيه بالطائف.

ما يقوله الدبلوماسى الآسيوى قريب جدا من رؤية سمعتها قبل ذلك من دبلوماسى غربى، لكن المشكلة تكمن فى حدوث توافق بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية، خاصة أن بعضا من هذه الأطراف عانى شديدا خلال الفترة الماضية، بل إن الأزمة كشفتها وكشفت ضعف قدراتها وإمكانياتها، مثل تركيا التى تغنت بقدراتها العسكرية والسياسية، لكن اليوم فإن حدودها أصبحت منتهكة ومفتوحة ولم تستطع تأمينها حتى من المعارضة السورية المسلحة التى سبق وتلقت دعما سياسيا وماديا من أنقرة.

أمر آخر سيعقد هذه الرؤية، وهى أن دولاً لديها أطماع تتعدى فكرة التوافق على تقسيم السلطة فى سوريا، فتركيا أيضا لديها مشكلة، لأنها تنظر للأزمة السورية على أنها طريقة يمكن من خلالها القضاء على فكرة الدولة الكردية والأكراد بشكل عام، وهو ما ظهر من إدارتها للحرب على داعش التى تحولت إلى ستار لضرب الأكراد فى شمال العراق وعلى الحدود السورية. كما أن إيران هى الأخرى لن تقبل بالتخلى عن الأسد أو خروجها بشكل كامل من المعادلة السورية، فضلاً عن أن حل الوضع فى سوريا سيكون مرتبطا به الوضع فى لبنان، وهو ما سيؤدى إلى إضعاف قدرات حزب الله وهو ما تخشاه طهران.

نحن أمام آراء وتقديرات مختلفة للوضع فى سوريا، لكن المؤكد أن الحل لن يكون اليوم أو غدا لأنه سيحتاج لوقت طويل وربما سيتأثر بالتفاعل الروسى الأمريكى فى بعض المناطق ومن بينها أوكرانيا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هاني

لك الله يا سوريا

الكل تآمر عليك . الكل تكالب عليك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة