والفنانة شاليمار هى أول عربية وأول رسامة تختارها فرنسا لتمثيلها فى هذا المعرض الدولى.
وعرفت شربتلى، التى تؤكد فى كل مناسبة اعتزازها بكونها سعودية، بابتكارها لفن عصرى جديد، هو الفن الحركى أو الفن المتحرك، وهو رسم أنجزته الفنانة السعودية على سيارة كاريرا بورش، وأثار نوعا من الدهشة دفعت بالسيارة نحو كل المعارض الدولية المتخصصة فى مجال السيارات، وجعلها محط أنظار الزائرين ووسائل الإعلام.
"الشرق الأوسط" التقت الفنانة السعودية شاليمار شربتلى وكان لها معها حوار هذا نصه:
*شاليمار اختارت نوعا جديدا من الرسم، غير مألوف عربيا ودوليا، وأن يكون الاختيار لهذا الفن الذى يعتبر تحديا من طرف امرأة سعودية بالذات هو اللافت فى الموضوع، فلم هذا الاختيار؟
ــ شخصيا ومنذ طفولتى يتعبنى جدا كل ما هو معدنى، لا أقدر أن أتحمل وجود المعدن من حولى سواء بلونه الفضى الأصلى أو حتى تحت أى لون أو نوع من الطلاء.
ويزعجنى جداً عندما أنزل إلى الشوارع، أن أرى السيارات بألوانها المختلفة مصطفة الواحدة وراء الأخرى بلون واحد جامد حتى وإن اختلف من سيارة لأخرى، وحتى وإن تحركت.
لذلك فكرت فى ضرورة استحداث طريقة تدخل الحركة على جمود المعادن، وبما أنى رسامة فكرت فى ابتكار نوع من الرسم على السيارات فى البداية، لإدخال نوع من الحياة والحركية حولنا.
*هل كان هذا السبب الرئيسى للتوجه نحو هذا الفن الجديد؟
ـ بالتأكيد لى أسباب أخرى، من أهمها أنى ومنذ بداياتى كرسامة كنت أطمح لنقل اللوحات من المعارض على الناس، أردت أن يكون الفن حول الجميع، وأن يحيط بكل شرائح المجتمع على اختلاف طبقاته.
أردت تغيير السائد، وهو أن الفن مخصص لطبقة معينة من الناس، وهم النخبة المثقفة، أو الأثرياء الذين بإمكانهم زيارة معارض معينة، وأرى أن الوقت قد حان لينزل الرسم للشارع ويحيط بالناس.
*أليس فى هذا تحد واستباق لمراحل قد تحتاج البشرية أن تتخطاها لتتقبل هذا الأمر بمرونة وسلاسة؟
ـ أنا أنظر بكل انفتاح للمستقبل، ولا أرى حدودا للفنان، الحركة نحو المستقبل هى التى تحركنى، وتحرك فرشاتى وتحرك الألوان التى أختار والخطوط التى أرسم.
*هل مفهوم الحركة لديك هو الذى دفعك لاختيار السيارات، والدراجات النارية؟
ــ نعم وكما قلت فى البداية، اختيارى للسيارات كان لأنى أردت وأطمح لأن تنقل الرسومات من لوحات على جدران المعارض إلى أجسام متحركة فى الشوارع، تماشيا مع نسق الحياة العصرية السريعة، ولأنى أؤمن أنه من حق الجميع الاستمتاع بها.
وبالنسبة للدراجة النارية، أنا لم أكن قد فكرت فى الموضوع بعد، لكن فوجئت وسعدت باتصال "راديوفرانس"، وهى أهم إذاعة رسمية فى فرنسا، وعرضت على دراجتين ناريتين، اخترت واحدة منها لأرسم عليها ولتكون فى موقعهم على أرض المعارض الدولية بباريس ديسمبر 2015.
*كيف تفسرين وصول فنانة سعودية إلى العالمية، وما الذى تطمحين إلى إيصاله، شخصيا ونفسيا للآخرين؟
ــ الثقل العربى لعب دورا كبيرا فى تكوينى، فالنشأة الثابتة التى حظيت بها فى السعودية ثم فى مصر، كما أنى متمسكة بعباءة وطنى الذى أطمح لتشريفه حيثما كنت، وبالنسبة لى كإنسانة فنانة، فأنا أرسم كما أتنفس، بعيدا عن الانفعالات، وأرى أن منطقة الغضب من أصعب المناطق، وأعتقد أن دور الفن أن يصنع حالة من النقاش الإيجابى التى تولد بدورها حالة من الدهشة الإيجابية، لأن الناس الآن تعودوا على مفهوم الدهشة السلبية الناتجة عن الكوارث والحروب، وما يحدث فى هذا الزمن، ورغم الاغتراب الذى يعيشه كل فنان، فأنت تتحدث لغة نفسية لا يتحدثها الآخرون، أنا مؤمنة وأعمل على ترسيخ التحفيز على الدهشة الإيجابية.
*من اللوحات إلى السيارات والدراجات النارية، ومؤخرا شهدنا مشاركة لك فى معرض الموضة، خطواتك نحو الموضة، والرسم على الثياب، هل هى قصة منفصلة أو تواصل للحكاية؟
ـ بالنسبة لى ما أردت تحقيقه هو تغيير فى مفهوم الرسم والفن التشكيلي، هو نقله من البرج العاجى الذى ينظر إليه الناس العاديون ولا يطالونه، إليهم، وهذا ما قمت به عبر نقل رسوماتى إلى السيارات طامحة إلى تعميم هذا فى كل الشوارع، والآن، أريد نقلها على الثياب العادية لذلك اخترت الـ«تى شيرتات»، وبنطلونات الجينز، وأطمح إلى نقل متعة الفن إلى الجميع، وأرى أن زمن المسافات بين الفنان والمتلقى حان الوقت لقطعه وبسرعة فائقة، لذلك أعتمد الفن الحركى.
* هل لاقى توجهك للموضة إقبالا مثل الذى حظى به نجاح الفن الحركى على سيارة البورش التى نقلتك نحو العالمية؟
- النجاح الحقيقى بالنسبة لى فى العمل، فهو الذى فرض نفسه رغم المنافسة، والحمد لله حتى فى مجال الأزياء لقيت أصداء إيجابية، انعكست على العمل بشكل مباشر، والآن هناك مفاوضات حول مشاريع عمل مستقبلية مع دار «ديور» للأزياء، والتى صممت لها حقيبة يد.
* ما أهم مشاريعك المستقبلية فى مجال الموضة؟
- أعمل حاليا على الإعداد للمشاركة فى مجال الإكسسوارات والجواهر فى معرض فنى «بيغ بوى تويز» فى أبوظبى فى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والذى سأعرض خلاله تجربتى فى تحويل الفن نحو الجواهر أيضا، وسيقام فى المعرض مزاد علنى على قطعة من تصميمى، وثلاث لوحات خاصة بى، وملابس من تصميم المصمم العالمى فيصل مرزوق والتى قمت أنا بالرسم عليها، كما سأشارك فى معرض فى لوس أنجليس فى أميركا على هامش المعرض الدولى «آرت هارت» فى الـ8 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
* من إنجازات شاليمار شربتلى
شاركت الفنانة التشكيلية شاليمار شربتلى فى العديد من المعارض العربية والدولية، حيث مثلت المملكة العربية السعودية.وهى أول امرأة سعودية، كلفتها الحكومة السعودية بإنجاز جداريات فنية فى الطرق الشهيرة فى جدة، ولا تزال الرسومات موجودة حتى اليوم فى طريق الأمير فيصل بن فهد فى جدة بطول 4 أمتار «أنجزت عام 2005م»، وأخرى على كورنيش جدة مقابل قصر الضيافة بارتفاع 18 متًرا «عام2008» ومن بين معارضها الدولية التى شاركت فيها مع خوان راميريز، الوريث الشرعى لسلفادور دالي، فى عام 2006 فى مونمارتر فى باريس وماربيا فى إسبانيا فى عام 2007، كما شاركت شربتلى أيضا فى مونديال باريس 2014 للسيارات، مسجلة أرفع حضور عربى خلال هذا الحدث العالمى الذى يجتذب عددا كبيرا من المشاركين من مختلف أنحاء لمعمورة.
وتمثلت مشاركة شاليمار فى سيارة من طراز كاريرا بورش من تصميمها، استوحت فيه عددا من الرسومات التشكيلية المتميزة، مستخدمة ألوان الدوكو الخاصة بالسيارات، وقدر المشاركون فى المعرض تكلفة السيارة بمليون يورو بعد الرسم، فى حين كانت تبلغ قبله 200 ألف يورو فقط، فيما أعلنت مجموعة «بورشديزاين» عن عقد مع شاليمار لتكون أول مصممة عربية ترسم سيارة تشارك فى مونديال عالمى للسيارات.
موضوعات متعلقة..
- شاليمار الشربتلى تفتتح "معرض ديفيليه" لأزياء من تصميمها فى باريس.. الفنانة العربية تبهر المتابعين بقدرتها على ابتكار "moving art" واجتذابها لأهم الماركات العالمية وتؤكد: هدفى إعادة الدهشة للعيون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة