سيارات شفط تأتى لسحب المياه، ولكن ليس مجاناً، وإنما لا تقوم بعملها إلا بمقابل مادى تأخذه من قوت الغلابة، بالرغم من مخالفة ذلك للقانون صراحةً، ولكن بالرغم من قيامهم بشفط المياه تستمر المشكلة وتتدفق مياه الصرف من المحال المجاورة.

سوق الخضار بناهيا تغمره مياه الصرف الصحى
بائع: "قفلنا محلاتنا ومش عارفين ناكل عيش وبندفع فلوس لعربيات الشفط عشان تجيلنا"
وليد حسنى عتمان، صاحب محل أدوات منزلية، يروى قصة معاناته مع مياه الصرف "من ساعة ما السوق ما غرق وهو كله مياه فى الصيف والشتاء، والبياعين كلها قفلت محلاتها، والناس مش عارفة تاكل عيش وبقى عبارة عن مقلب زبالة، ومستنقع للحيوانات الميتة، والبياعين واقفة على الطريق العمومى برة، والبياعين مش عارفين ياكلوا عيش، والمحلات دى كلها مقفولة وبندفع إيجار لجمعية التنمية المحلية واللى بيتأخر مايدفعش ايجاره بيحجزوا على المحلات، والناس عشان الدكاكين ما تتاخدش منها، بتدفع ايجارها وهى قعدة خارجها".
وأضاف "الناس غلابة مش عارفين ياكلوا عيش غير فى الشمس وعلى الطرق العمومية، وحتى الحتة اللى البياعين قعدين فيها رادمينها على حسابنا، وعملنا شكاوى ولا حد سأل، ولما بنشيل المياه بتيجى غيرها".

سوق الخضار بناهيا تغمره مياه الصرف الصحى
وبائع آخر: "الحكومة عايزانا نبقى حرامية"
فيما يوضح حسن سعد بدر، صاحب محل بوتجازات، قائلا "بنروح كل يوم للمجلس المحلى، ورئيس المجلس بيقولنا بكرة وبعده، وكل يوم على كدة، وبعتنا فاكسات على المحافظة وللمدينة والحى وبرضه مفيش فايدة، مطنشين وكل واحد فيهم يبعتنا للتانى، واحنا مش لاقيين حل للمياه دى، ومش عارفين نشتغل، والمحلات فيها تعابين وضفادع وحاجات ميتة ومحدش مستجيب لينا فى أى حاجة خالص، انا المفروض أشتغل من الساعة 9 لحد المغرب، ما اشتغلتش غير ساعة وصدرى تعبنى من الريحة دى، ولا عارف أشتغل ولا عارف أعمل حاجة".
وتابع بغضب "الحكومة عايزانا نبقى حرامية ونقطع طرق، لو مش عايزانا نعمل كدة كانوا اهتموا بأماكن أكل عيشنا، كل البياعين نقلوا للشارع اللى خلف السوق وقفلوا الشارع ومحدش عارف يمشى فيه، ولما كلمنا المجلس بعتلنا الشفاط بفلوس، كل حاجة بفلوس، لو اديتهم فلوس يبعتلك المعدة تشتغل، مفيش فلوس مفيش حاجة".

سيدة تلقى بالطوب
وقالت أم أحمد، بائعة قررت البقاء لبيع الملابس بجانب المجارى والحيوانات النافقة: "بقالنا أكتر من سنتين على الحال ده، والريحة معفنة، ولا عارفين نبيع ولا نشترى، وكنا بننزل مرتين فى الأسبوع، دلوقتى بنقعد بالشهر ما بنبعش حاجة، والموسم عدى علينا ومش عارفين نشتغل، ولا عارفين نقعد فى المياه، وفى الشتاء المياه بتزيد أكتر من دلوقتى، وفلوسنا كلها فى البلد هنا، ولما نيجى نكلم حد ولا حد بيسأل فينا، والحى عايزين فلوس وخلاص"، لافتة إلى أنه منذ 7 سنوات كان الحال أفضل من ذلك وكان السوق يعمل بكامل طاقته.
كما كشفت أم كامل: "بقالى 25 سنة ببيع رز وسمنة هنا، ينفع ده سوق ناس تأكل منه عيش، إحنا الدكاكين بتاعتنا كلها خربت، وكل ما نروح لمسئول يقول ماليش دعوة، احنا عايزين نعرف مين المسئول عن هنا، وبندفعلهم الإيجار وحاجتنا كلها باظت فى الدكاكين، يرضى مين ده؟!"، وتابعت "صرفنا 13 ألف جنيه عشان نعلى المحلات ومن كتر المياه كل ما نردم المياه بتوصل للى ردمناه، والماسورة بتيجى من برة المحلات من الناحية التانية ومفيش فايدة".
وأضافت "دخلنا لرئيس المجلس 20 مرة قال ماليش دعوة واعملوا اللى تعملوه إن شاء الله تحبسونى، يعنى ماشى بالعافية، حد يقول لنا ناكل عيش منين وده مصدر رزقنا الوحيد، ولو مدفعناش الإيجار يهددونا بإنهم يرفعوا علينا قضايا عشان ياخدوا مننا الدكاكين، ده اللى شاطرين فيه"، مضيفة "بندفع 70 جنيه بنلمهم من بعضنا لعربية الشفط عشان تيجى، ولو مكناش ندفع ما يجيش، وكان بيشيل فوق الـ30 نقلة مياه، وايه لازمة إنه ييجى يشيل، مجارى الشارع اللى ورانا كلها جاية علينا".

طفل ينظر لمياه الصرف الصحى

بائعون وسط مياه الصرف الصحى

قطة نافقة

بائعون وسط مياه الصرف الصحى

محال مغلقة بسبب مياه الصرف الصحى